ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ - ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻴﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻭﻱ
الزيارات:
الزيارات:
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ
ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ
ﺯﻴﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻭﻱ
ﺍﺴﺘﺎﺫ ﻤﺸﺎﺭﻙ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﻭﻤﺩﻴﺭ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻏﺯﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ
2011ﻡ
2
ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻭﻗﺩ
ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﻨﻬﺠﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ
ﻫﻤﺎ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻷﺼﻭﻟﻲ، ﻭﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ، ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺃﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ
ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺎﹰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻭﺍﺨﺘﺘﻡ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ
ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﺃﻫﻡ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ
ﻴﺘﻡ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ
ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ
ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺃﺩﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺭﺓ
ﻭﻓﻌل ﺍﻟﺨﻴﺭ ،،،ﺇﻟﺦ .
3
ﺃﻭﻻﹰ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺇﻥ ﻏﺭﺽ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻫﻰ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻴﺱ ﻜﻤﺎ ﻴﻅﻥ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﻜﺴﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻜﻤﺎﹰ ﻤﻌﺭﻓﻴﺎﹰ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻴﻭل ﻭﺘﻌﻭﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ،
ﻭﺘﺤﻭﻴل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻜﺎﺌﻥ ﻤﻔﻜﺭ ﻴﺘﺨﻴل ﻭﻴﺘﺼﻭﺭ
ﻭﻴﺨﻁﻁ ﻭﻴﺒﺩﻉ ﻭﻴﺒﺘﻜﺭ ﻭﻴﻐﻴﺭ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻋﻼﻗﺔ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻜل ﻤﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻜﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺘﺭﻓﺎﹰ ﺃﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ .
ﻭﻗﺩ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺯﻴﻨﻪ ﺒﺎﻟﻌﻘل ﻟﻴﻤﻴﺯ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻟﻴﻨﻅﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻴﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﺒﻴﺌﺘﻪ
ﻭﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻴﺘﺼﺭﻑ ﺒﻔﻥ ﻭﺫﻭﻕ، ﻭﻟﻘﺩ
ﺘﻭﺍﺭﺜﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﺔ
ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻨﻅﻭﻤﺎﺕ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭ
ﻭﺃﺸﻜﺎل ﻭﺭﻤﻭﺯ ﻭﺃﺒﻨﻴﺔ ﻭﺭﺴﻭﻤﺎﺕ ﻭﺴﻠﻭﻜﺎﺕ
ﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ( ﺍﻷﺨﻼﻕ، ﺍﻟﻌﺩل، ﺍﻟﺤﺏ، ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ،
ﺍﻟﺨﻴﺭ، ﺍﻟﺤﻕ، ﺍﻟﻜﺭﻡ، ﺍﻟﺸﻬﺎﻤﺔ ،،،ﺇﻟﺦ ). ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ .
ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺤﺭﺼﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﻓﺭﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ
ﺒﻐﻴﺔ ﺼﻘل ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻁﻼﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ
( ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ،
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ،،، ﺇﻟﺦ ) ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺒﻐﻴﺔ
ﺇﻋﺩﺩ ﺠﻴل ﻭﺍﻋﺩ ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺈﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭﺫﻭﻕ ﺭﻓﻴﻊ
ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻻﺒﺘﻜﺎﺭ . ( ﺁل ﻗﻤﺎﺵ،
2003ﻡ: 2 )
ﻭﻗﺩ ﺤﺜﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻥ
ﻁﺭﻕ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻋﻅﻤﺘﻪ ﻭﺼﻼﺤﻴﺔ
ﺩﻴﻨﻪ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺭﺍﺒﻁ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﻋﺎﻁﻔﻲ ﻭﺤﺴﻲ
ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﺴﻕ ﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻌﻭﻴﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ ﻭﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﻤﺭﻫﻑ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺠﻴﺎﺸﺔ ﻭﺘﺯﻜﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻤل
ﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﺩﺍﺭﺴﻨﺎ ﻭﻤﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﻴﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻤﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ
ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺘﻜﺎﺩ
ﺘﺨﻠﻭ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ،
ﻭﻤﺎ ﺃﺤﻭﺠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﺯﻭﻴﺩ ﻁﻼﺒﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ، ﻭﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ
ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺴﻌﺎﺩﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻨﻴل ﺒﺭﻀﺎ ﺍﷲ-
ﻋﺯ ﻭﺠل- ﺒﺎﻵﺨﺭﺓ ﻭﺤﻭﺯ ﺍﻟﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﺤﺎﻭل ﻭﻀﻊ ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭ
ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺘﻌﻠﻡ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻴﺒﺕ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻋﻥ ﻤﻨﺎﻫﺠﻨﺎ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺭﻏﻡ4
ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺘﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺘﻜﺎﻟﺒﺕ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻷﻤﻡ ﻭﻁﻐﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ
:" ﺇﻨﺎ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻨﺒﻠﻭﻫﻡ
ﺃﻴﻬﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﻋﻤﻼﹰ " ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ: 7 )
ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ/ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﺘﺴﺎﺅﻻﺘﻬﺎ :-
ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ
ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ
ﺤﺎﺠﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﻤﻭﺭﻭﺜﺔ ﻴﻭﻟﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺯﻭﺩ
ﺒﻬﺎ، ﻓﻜﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺃﺤﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﺭﺒﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻴﺭﺒﻲ
ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻴﺭﺒﻲ ﺭﻭﺤﻪ ﻭﻴﺭﺒﻲ ﺠﺴﺩﻩ ﻫﻭ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻠﺫﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﺤﺼﻭﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺤﻜﺭﺍﹰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﻓﺄﻨﺕ ﺤﻴﻥ ﺘﺭﺒﻲ ﻨﻔﺴﻙ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺠﻤﻴل
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ ،،، ﺇﻟﺦ ﺘﺒﺩﻭ ﺠﻤﻴﻼﹰ ﻟﺩﻯ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻐﺭ ﻟﻴﺘﻔﺘﺢ
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺭﻯ ﺇﻤﺎ ﺼﺒﻭﺤﺔ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺃﻨﻴﻘﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ
ﻋﺫﺒﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﻴﻨﺘﻘل ﻓﻲ ﺒﻴﺕ ﺘﻜﺎﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﺘﻨﻁﻕ ﻓﻲ ﻜل
ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ ﻭﺯﻭﺍﻴﺎﻩ ﻭﻴﺠﺩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺘﺭﻓﺭﻑ ﻓﻲ ﺃﻨﺤﺎﺌﻪ
ﻤﻥ ﺃﻡ ﺤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﺏ ﻋﻁﻭﻑ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻭﺍﻟﺘﺼﺭﻑ
ﺍﻟﺠﻤﻴل .
ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﺤﺏ ﻭﺤﺭﺹ ﻭﺇﺨﻼﺹ
ﻭﺃﺒﻭﺓ ﻭﺃﻤﻭﻤﺔ، ﻭﻤﺎ ﻨﻘﺭﺃﻩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻤﻥ
ﻤﺸﺎﻫﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ، ﻓﻠﻜل ﺃﻤﺔ
ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎل، ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻱ ﺃﻤﺭ
ﻨﺴﺒﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺃﻥ ( ﺍﻟﺤﺏ، ﺍﻟﻌﻔﻭ،
ﺍﻟﻌﻔﺔ، ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ، ﺍﻟﺨﻴﺭ، ﺍﻟﺤﻕ، ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ، ﺍﻟﻜﺭﻡ،
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻀﻊ، ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ) ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻟﻠﺠﻤﺎل، ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻤﻡ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ
ﺍﻟﻘﺒﺢ
ﻭﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ( ﺍﻟﻜﺫﺏ، ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ، ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ، ﺍﻟﺘﻜﺒﺭ،
ﺍﻟﺒﻁﺭ، ﺍﻟﺘﺠﺒﺭ، ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ، ﺍﻟﺘﻼﻋﺏ، ﺍﻟﻐﺵ ) .
ﻓﻨﺤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻫﻭﻴﺘﻨﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻨﺎ ﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻨﺎ
ﻭﺃﺯﻴﺎﺌﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭﻤﻊ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺩﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻠﺨﺹ ﻤﻘﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﺩﺍﺀ ﺍﻷﺯﻴﺎﺀ ﻭﺇﻀﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﺭﺘﺩ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺒﻙ ﺸﺭﻴﻁﺔ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﺘﺸﻤﺎﹰ ﻭﻻ ﻴﺤﻤل ﻤﺎ ﻴﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺩﻴﻨﻙ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺘﻙ. ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " ﻗل ﻤﻥ ﺤﺭﻡ ﺯﻴﻨﺔ
ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺨﺭﺝ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻁﻴﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺯﻕ "
( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ: 32 )، ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﺘﺯﻴﻥ ﺒﺜﻴﺎﺏ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎل
ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻓﺨﺭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻤﻪ ﻓﻲ ﺯﻴﻨﺘﻪ " ( ﺍﻟﻘﺼﺹ: 79 )، ﻭﻗﺩ
ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀﻩ ﻀﻴﻑ ﻻ
ﻴﺨﺭﺝ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺼﻠﺢ ﻫﻨﺩﺍﻤﻪ ﻭﺴﻭﻯ
ﺸﻌﺭﻩ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﺫﻟﻙ
ﺨﻴﺭ " ( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ: 26 )
5
ﻭﻻ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻘﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﻭﺍﺴﺘﺫﻜﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺠﺭﺍﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻉ
ﺤﻔﻅﻬﺎ ﻋﻥ ﻅﻬﺭ ﻗﻠﺏ، ﺒل ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ
ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ ﻁﻼﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ
ﺒﺎﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒل، ﻭﻴﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ
ﺘﻌﻭﻴﺩﻫﻡ ﻭﺘﺩﺭﻴﺒﻬﻡ ﻋﻤﻠﻴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﺠﻤﻴل ﻭﻤﺒﺩﻉ،
ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﻷﺨﺫ ﺒﺄﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭل،
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ، ﻭﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻭﺒﺎﻟﺸﻌﻭﺭ
ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل .
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﺠﻼﺀ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺒﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﺈﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺘﺘﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻵﺘﻲ :
ﻤﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ
ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ؟
ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ
ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ :
1. ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ؟
2. ﻤﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
؟
3. ﻤﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
؟
4. ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ.
ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ / ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :-
ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﺘﺤﺩﺙ
ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻵﺘﻴﺔ:-
1. ﺇﻥ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺠﺎل ﺨﺼﺏ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل
ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ
ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ
ﺇﻴﻤﺎﻨﺎﹰ ﻤﻨﻪ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺇﺜﺭﺍﺀً ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
2. ﺘﺄﺘﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻜﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﺒﻭﺭﻱ (2006ﻡ)
ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻤﻌﺔ (2003ﻡ) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺼﺕ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻁﺭﻕ ﻤﻌﻤﻘﺔ .
3. ﻗﺩ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ
ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ .6
4. ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺕ
ﺒﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻋﻠﻡ
ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻭﺍﻁﻼﻋﻪ .
ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ / ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :-
ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻴﺘﻁﻠﻊ
ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ :-
1. ﺘﺭﺴﻴﺦ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺴﻠﻴﻤﺔ
ﻭﻗﻭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻤﺎ
ﻜﺘﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .
2. ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ
ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ .
3. ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ .
4. ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .
ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ / ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :-
ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻼﺴﻔﺔ
ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﺒﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ،
ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻭﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ،
ﻭﺭﺒﻁ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ، ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ .
ﺴﺎﺩﺴﺎﹰ / ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :-
ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ
ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
1. ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻷﺼﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻭﺼل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ
ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ( ﺍﻟﺩﺭﻴﻨﻲ، 1975ﻡ:
34 ) ﻭﻓﻴﻪ
ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺒﺒﺫل ﺃﻗﺼﻰ ﺠﻬﺩ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺒﻬﺩﻑ
ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻤﺩﻋﻤﺔ ﺒﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ.
( ﺼﺎﻟﺢ، 1988ﻡ: 43 )
2. ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ
ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ
ﻤﻨﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺯﻯ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ( ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ، 1988ﻡ: 149)،
ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻡ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﻭﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ .
7
ﺴﺎﺒﻌﺎﹰ / ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ :-
ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻥ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:-
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ : ﻫﻲ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻫﻭ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻜﻴﻑ ﻴﺸﻌﺭ، ﻭﻴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻜل ﺃﺸﻜﺎﻟﻪ ﻭﺇﻥ
ﺜﺒﺘﺕ ﻋﻭﺍﻁﻔﻪ ﻭﺃﺫﻭﺍﻗﻪ، ﻭﺇﻥ ﻤﻨﻊ ﺸﻬﻭﺍﺘﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺯﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺙ ﻭﺍﻟﺭﺫﻴل . ( ﻓﻴﺭﻭﻉ،
2009ﻡ: 2 )
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ
ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﺤل ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﺘﻤﺘﻌﺎﹰ ﺒﻘﺩﺭﺓ
ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﻭﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﺔ ﺃﻭ ﻫﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ
ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺤﺼﻴﻠﺔ
ﻤﻠﻴﺌﺔ ﺒﺎﻹﺤﺴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺫﻭﻕ .
ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ : ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﻭﻫﻭ ﻨﻤﻁ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ
ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺸﻲﺀ
( ﻋﻤل ﻓﻨﻲ ) ﺃﻭ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ . ( ﺃﺒﻭ ﺤﻁﺏ، 1973ﻡ: 3 )
ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ : ﻫﻲ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺤﺩﺩ ﻤﻥ
ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻥ . ( ﺃﺒﻭ ﺤﻁﺏ،
1973ﻡ: 4 )
ﺍﻟﺘﻔﻀﻴل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ : ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻨﺯﻋﺔ ﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺘﺠﻌﻠﻪ
ﻴﺤﺏ ﺃﻭ ﻴﻘﺒل ﻋﻠﻰ ﺃﻭ ﻴﻨﺠﺫﺏ ﻨﺤﻭ ﻓﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ
ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻥ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ.( ﺃﺒﻭ ﺤﻁﺏ،1973ﻡ:6 )
ﺍﻟﺠﻤﺎل : ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻫﺭﺒﺭﺕ ﺭﻴﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻜﻪ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻭ ﻤﺴﻤﻭﺡ ﺃﻭ
ﻤﺘﺨﻴل .
ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ : ﻤﺩﻟﻭل ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل ﻤﻥ
ﻭﺼﻑ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻗﻴﻡ
ﺃﻭ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺘﻔﻜﻴﺭ، ﺃﻭ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺤل
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺨﻁﻭﻁﺎﹰ ﺇﺭﺸﺎﺩﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻟﻸﺩﺍﺀ. ( ﻫﻴﺌﺔ
ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، 2010ﻡ: 3 )
ﺍﻟﻘﻴﻡ : ﻤﺤﺩﺩﺍﺕ ﻭﻤﻭﺠﻬﺎﺕ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺘﻪ
. ( ﺃﺒﻭ ﻫﻼل، 1992ﻡ: 79 ) 8
ﺜﺎﻤﻨﺎﹰ / ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ :-
ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻹﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ
ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩﺓ
ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ
ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ :
1. ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺁﻴﺎﺕ ﺭﻴﺎﻥ (2001ﻡ) ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ " ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ".
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺒﻌﺽ ﺠﻬﻭﺩ
ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ
ﻤﻊ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻪ
ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻪ ﻭﻓﻨﻭﻨﻪ ﻭﺃﺨﻼﻗﻪ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺤﻴﺎﺘﻪ، ﻜﻤﺎ
ﺴﺎﻕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ (ﻫﺭﺒﺭﺕ
ﺭﻴﺩ، ﺇﺘﻴﺎﻥ ﺴﻭﺭﻴﻭ، ﺃﻭﺭﻴﻨﺵ)، ﻭﺘﺤﺩﺜﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ
ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﻓﻲ
ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻭﻀﻌﺕ ﺒﻌﺽ ﺁﻓﺎﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .
ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻻﺒﺩ ﻟﻬﺎ
ﺃﻥ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻠﻁﻔل، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﻟﻺﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺩﻭﺭ
ﺒﺈﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺫﻭﻗﻪ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺒل ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ .
2. ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻤﺤﺭﻭﺱ ﺴﻠﻴﻡ (2010ﻡ ) ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ
" ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻤﺠﺎﻻﺘﻬﺎ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ".
ﻫﺩﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ
ﺤﻭل ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺤﻭل
ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻭﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺄﻜل
ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺕ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻲ ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ
ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺜل ﺃﺴﻠﻭﺏ
ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ، ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ، ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﻤﻭﻋﻅﺔ،
ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ، ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺘﻜﻭﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻗﺩ ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺤﺘل ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﺃﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻻ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺩﺭ ﻭﺍﺤﺩ
. 9
3. ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﺎﺴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﻥ ﺠﻤﻌﺔ (2003ﻡ) ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ
" ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻜﻤﺤﺘﻭﻯ ﻤﻌﺭﻓﻲ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ".
ﻫﺩﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ
ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﺩﻯ ﺘﻼﻤﻴﺫ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺫﻭﻕ
ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺒﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ ﺘﺠﺎﻩ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ .
ﻭﻗﺩ ﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻔﻥ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ،
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ
ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ، ﻭﺒﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻔﻨﻲ
ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﺘﺭﺒﻭﻴﺎﹰ ﻭﻓﻨﻴﺎﹰ ﻭﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺜﺭ
ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺤﻑ ﻓﻨﻴﺎﹰ
ﻭﺜﻘﺎﻓﻴﺎﹰ ﻭﺘﺫﻭﻗﻴﺎﹰ، ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل .
ﻭﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺒﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻭﻀﻊ ﻤﺴﺎﺤﺔ
ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﻭﻥ
ﻟﻼﺭﺘﻘﺎﺀ ﺒﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﺵﺀ .
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺒﺴﻁ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺠﻌل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﺤﻴﻭﻱ ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﻤﻥ ﺁﻥ
ﻭﺁﺨﺭ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﻋﻨﺩﻩ
ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ.
4. ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺼﺩﻕ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ (2006ﻡ) ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ " ﺤﻭل
ﺠﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻓﻠﺴﻔﻲ ".
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ
ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻭﺠﻬﺎﺕ
ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
.
ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﻨﺴﺒﻴﺔ
ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫل
ﻫﻭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺫﺍﺘﻲ ﺃﻡ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻁﻠﻕ ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﺩﻴﻡ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ .
10
5. ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻭﺴﻰ (2007ﻡ) ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ
" ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻨﺤﻭ
ﺒﻌﺙ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ".
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻋﻨﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﻋﻨﺩ
ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ، ﺃﺭﺴﻁﻭ،
ﻜﺎﻨﻁ، ﻫﻴﺠل، ﻤﺎﺭﻜﺱ، ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ .
ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺠﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺤﻭل
ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .
ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺭﺴﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺘﺜﻘﻴﻑ
ﺍﻟﺫﻭﻕ ﻭﺘﺭﻗﻴﺘﻪ ﻭﺘﺭﻫﻴﻑ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺘﻘﻭﻴﺘﻪ ﻭﺇﺨﺼﺎﺏ
ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻭﺇﺜﺭﺍﺌﻪ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺫﻜﺎﺀ ﻭﻗﺩﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺍﻻﺒﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻴﻌﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺒل ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺘﺠﺫﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭﺍﹰ
ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﻭﻭﻀﻭﺡ ﻭﺍﺘﺯﺍﻥ ﻭﺘﻨﺎﻏﻡ
ﻭﺍﻋﺘﺩﺍل ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩﻨﺎ ﻭﺇﺤﺴﺎﺴﺎﹰ ﻭﺤﺩﺴﺎﹰ ﻭﺘﻔﻜﻴﺭﺍﹰ
ﻭﻫﻲ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻨﺤﻥ ﻓﻲ ﺃﻤﺱ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻷﻥ
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺘﻼﺯﻤﺔ ﻭﻁﻴﺩﺓ .
ﺘﺎﺴﻌﺎﹰ / ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ :-
ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻹﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ
ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ
ﻴﻌﺜﺭ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺒﺤﺙ ﻭﺍﺤﺩﻓﻬﺫﺍ
ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ
ﺍﻟﺘﻲ
ﻜﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ .
ﻋﺎﺸﺭﺍﹰ / ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:-
ﻴﺤﺎﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺘﺒﻌﺎﹰ ﻟﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻷﻭل:-
ﺱ1. ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ؟
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ : ﻜل ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻗﻕ ﺸﻌﻭﺭ ﻭﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ، ﺘﺭﻫﻑ ﺤﺴﻪ
ﻭﺘﻭﺴﻊ ﻤﺩﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﺩﻴﻪ، ﻤﻥ ﺃﺠل
ﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘﻪ ﻟﺘﻘﻭﻴﺔ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻭﻋﺯﻴﻤﺘﻪ . (
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ، 1979ﻡ: 91 )
ﻭﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺴﻌﺎﺩﺘﻪ ﻭﺘﻔﺎﻋﻠﻪ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻗﺩ ﺯﻭﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺤﻭﺍﺱ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ
ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻟﻸﻤﻭﺭ ﻭﻭﻀﻊ ﻟﻪ ﻋﻘﺩﺍﹰ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﺨﺒﻴﺙ ﻤﻥ
ﺍﻟﻁﻴﺏ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﻭﺍﻟﻌﺩل
ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ،،، ﺇﻟﺦ، ﺤﺘﻰ11
ﻴﺼﺩﺭ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺠﻤﺎل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ
ﻭﻁﻴﺏ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ .
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻀﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎل،
ﻭﻴﺴﺎﻋﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤل، ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺭ
ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻠﺘﻘﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻷﺸﻴﺎﺀ
ﻗﺎﺼﺩﺍﹰ ﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻁ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﻜﺸﻑ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻥ
ﺸﻌﻭﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﻌﺭ ﺒﻪ ﻭﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺍﻟﺒﻭﺡ ﺒﻪ، ﻭﻴﺠﺴﺩ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺸﻜﻼﹰ ﺤﺴﻴﺎﹰ، ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎل
ﻭﺍﻟﺤﺩﺱ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ . ( ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ،
2000ﻡ: 99 )
ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ : ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻌﻴﺎﺭﻱ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ
ﻴﺘﺤﻭل ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻴﻤﻲ ﻴﻌﺯل ﻓﺭﺩ، ﺃﻭ ﻋﻤل ﺃﻭ ﺼﻭﺭﺓ
ﻤﺘﻤﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ، ﻭﻴﺘﺨﺫ
ﺍﻟﻘﺒﺢ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺕ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﺫﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺘﺕ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ ﻭﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻭﺤﺩ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﻪ ﺘﺩﺍﺨل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ..ﺍﻟﺦ ، ﻓﻬﻭ
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻨﺴﺒﻲ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﻤﺯﺠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭل
ﻭﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ
ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻫﻲ ﺸﻲﺀ ﻤﺤﺒﻭﺏ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﻘﺎﺱ
ﺒﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻤﺘﺭﻴﺔ ﻭ ﺴﻴﻜﻭﻤﺘﺭﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻴﻘﺩﺭ
ﺒﻘﺩﺭ ﺘﻠﺒﻴﺘﻪ ﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﻭﺍﻟﻔﺭﺡ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻬﻡ
ﻟﻠﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻤﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ : ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻌﻴﺵ ﺒﻌﻘﻠﻴﺔ ﺴﻁﺤﻴﺔ
ﻻ ﻴﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﻭﻤﻌﻴﺎﺭ، ﻭﻻ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﺼﻭﺍﺏ، ﻓﺘﺭﺍﻩ ﻁﻴﺒﺎﹰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺴﺫﺍﺠﺔ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﺭﺍﹰ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺸﺫﻭﺫ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﻡ، ﻓﻬﺫﺍ ﻻ
ﻴﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﻻ ﻴﺸﻐﻠﻪ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎل .
ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻤﻴﺯ، ﻭﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻴﺘﺠﻬﻭﺍ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ، ﻭﺯﻴﻑ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻗﺭﺏ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺃﺨﻁﺭ
ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ، ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ
ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ، ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺅﺨﺫ، ﻭﻤﺎ
ﻴﺘﺭﻙ، ﻭﺇﻟﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻷﺸﺩ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻷﺨﻁﺭ
ﻤﻀﺭﺓ .
ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺴﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﺼﺏ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ
ﺒﺎﻟﺘﺸﻭﻩ، ﻭﻻ ﻋﻘﻭﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﺨﻁﺏ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﻓﻲ
ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻫﻡ ﻓﺘﺭﺍﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﻪ
ﻤﻥ ﻨﻔﻭﺱ ﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻋﻘﻭل ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻻ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﺘﺨﺫﻭﺍ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﻴﻨﻴﺔ، ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ
ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻨﻁﻠﻕ ﺘﺠﺭﺩ، ﺃﻭ ﺤﻴﺎﺩ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﻫﻭﻯ
ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺸﺭ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﻤﺎ ﻴﺭﻭﻨﻪ ﻓﻘﻁ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﻴﺱ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻴﺨﺩﻤﻬﻡ .
12
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺌﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺼﺤﺕ ﻨﻔﻭﺴﻬﺎ ﻭﻋﻘﻭﻟﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻫﺎ
ﻭﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺠﺩﺍﹰ ﺒﺴﺒﺏ ﺼﺩﻗﻬﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻐﺎﺏ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻻﻨﺴﺤﺎﺒﻬﺎ
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﺤﺎﺒل ﺒﺎﻟﻨﺎﺒل .
ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﺘﺸﻤل ﺍﻷﺨﻼﻕ
ﻭﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ
ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻻ ﻨﺼﻴﺏ ﻟﻠﺤﻴﻭﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ،
ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻭﺥ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ،
ﻭﺍﻟﺫﻜﻭﺭ، ﻭﺍﻹﻨﺎﺙ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻟﻘﺩ
ﺨﻠﻘﻨﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﺴﻥ ﺘﻘﻭﻴﻡ " ( ﺍﻟﺘﻴﻥ: 4 )
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﺼل ﻋﻘﺩﻱ ﻤﺭﺘﺒﻁ
ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻔﺔ ﺒﻤﻁﻠﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :" ﺇﻥ
ﺍﷲ ﺠﻤﻴل ﺍﻟﻜﺒﺭ ﺒﻁﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻏﻤﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ " . (ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ
(77ﺹ ،2ﺡ ،147
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺒﺎﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﻤﻥ ﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺠﻤﻴل
ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻟﻔﻅﻪ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺒﻥ
ﺍﻟﻤﻐﻴﺭﺓ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺴﺌل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻘﺎل
" ﺇﻥ ﻟﻪ ﻟﺤﻼﻭﺓ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻁﻼﻭﺓ، ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻼﻩ ﻟﻤﺜﻤﺭ ".
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﻔﻜﺭ ﻭﺘﺩﺒﺭ ﻭﺘﻌﺒﻴﺭ
ﻭﺘﺼﻭﻴﺭ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺇﻻ ﻭﻴﺤﻤل
ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻅﺎﻫﺭﺍﹰ ﻤﺜل ﺍﻷﺸﻜﺎل ﻭﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻔﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ
ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ .
ﻭﻜل ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﺃﻭ ﺴﻤﻌﺕ ﺒﻪ ﺍﻷﺫﻥ
ﻤﻥ ﻤﻠﻜﻭﺕ ﺍﷲ ﻓﻬﻭ ﺠﻤﻴل ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﺙ ﻭﺍﻨﺴﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﺨﺭﻴﺭﻩ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﻴﻭﺭ ﻭﺘﻐﺭﻴﺩﻫﺎ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ
ﻭﺃﻟﻭﺍﻨﻬﺎ ﻭﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺭﺍﺌﺤﺘﻬﺎ ﺘﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ
ﻭﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ، ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
:" ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻀﻊ ﻭﺴﺒﻌﻭﻥ ﺸﻌﺒﺔ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ
ﻭﺃﺩﻨﺎﻫﺎ ﺇﻤﺎﻁﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺸﻌﺒﺔ
ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ". (ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ، ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ، ﺒﺎﺏ
ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ، ﺡ2، ﺹ4، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 57)
ﺍﻟﻔﻥ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﺒﻁ
ﺒﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﺈﻨﻪ ﺤﻴﻥ ﺫﺍﻙ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﻴﻨﻔﻴﻪ،
ﻓﻠﻜﻲ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﻔﻥ ﻨﻔﻲ ﺍﻻﺴﺘﻼﺏ ﻭﺍﻟﻼﺭﻤﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻥ
ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻴﻭﺘﻭﺒﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﺨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻓﺎﻟﻌﻘل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺇﺫﺍ
ﺼﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ، ﻫﻭ ﻋﻘل ﻴﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺫﻱ ﻏﻴﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ
ﻓﻲ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺭﺩﻭﺩ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ
ﻟﻠﻌﻘل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻴﻘﻭل ( ﺃﺩﻭﺭﻨﻭ
1969ﻡ ) ﻓﺎﻟﻌﻘل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻤﺒﺩﺃ ﺠﺩﻴﺩ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل
ﻟﺒﻨﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﺼﺭ . ( ﻤﺤﻤﺩ، 1988ﻡ: 26
)
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﺨﻴل . 13
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻴﻘﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ
ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻷﻥ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻁ،
ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺫﻩ
ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻗﺩ ﺍﺘﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ
ﻭﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﻔﺭﺩ ﻭﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻔﺭﺩ .
ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺤﺭﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻊ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻭﺒﻴﻥ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺸﻑ
ﻋﻥ ﺤﻀﻭﺭ ﻜﻴﻔﻲ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ .
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺘﻤﺎﺜﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘل ﺍﻷﺩﺍﺌﻲ،
ﻭﺘﺴﺘﻨﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﺩﻭﺭﻨﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺭ ﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺎﹰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺠﺩﻟﻲ ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺒﻨﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﻁﺎﻗﻪ ﺒﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﻭﺹ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻜﻠﻴﺸﻬﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻔﻲ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﺤﺯﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﺀ
ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺘﻤﺯﻕ .
ﻭﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﺒﻴﻥ
ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﻭﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻤﺘﺫﻭﻗﻪ .
ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻗﻕ ﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺸﻌﻭﺭﻩ، ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ
ﻤﺭﻫﻑ ﺍﻟﺤﺱ ﻤﺩﺭﻜﺎﹰ ﻟﻠﺘﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﺘﻨﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﻭﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ﻭﺘﺘﻬﺫﺏ ﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘﻪ ﻭﻜل
ﻫﺫﺍ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺼﺩﻕ ﺍﻟﻌﺯﻴﻤﺔ
. ( ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ، 1979ﻡ: 91 ) 14
ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ :-
1. ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺒﺩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ
ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ .
2. ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ ﺒﻌﻀﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺽ .
3. ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﻭﺍﻷﺤﺠﺎﻡ ﻭﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻁﻌﻭﻡ
ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺌﺢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻋﺎﺕ .
4. ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﺘﺠﻌل
ﻤﻨﻪ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎﹰ ﻓﻨﺎﻨﺎﹰ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﻟﻠﻔﻥ ﺒﺄﺸﻜﺎﻟﻪ .
5. ﺇﻨﻤﺎﺀ ﻋﺎﻁﻔﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﺘﻘﺩﻴﺭﻨﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎل .
6. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻁﻔﺎل
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺒﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﺇﻥ ﻭﺠﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﻫﺫﺍ
ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ .
ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ :-
ﻭﻴﻭﺠﺯ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﻨﻘﺎﻁ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺴﺱ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺘﺭﺡ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺩ
ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﺴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜل
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
1. ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻟﻡ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﺘﺤﻜﻤﻪ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺴﻨﻥ ﺜﺎﺒﺘﺔ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺤﺎﻴﺩﺓ، ﻨﺭﺘﻘﻲ ﻓﻜﺭﻴﺎﹰ ﻭﻗﻴﻤﻴﺎﹰ
ﻜﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﺒﻨﺎ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻨﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
.
2. ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻗﺎﺼﺭ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻜﻨﻪ ﻭﻤﺎﻫﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻜﻴﻔﻴﺎﺘﻬﺎ
ﻭﺘﺠﻠﻴﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻪ، ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ
ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﺭ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﻋﻘل ﻵﺨﺭ .
3. ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘل ﺃﻥ ﻴﻁﻭﺭ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﻲ
ﻭﺍﻟﺤﺫﻑ ﻭﺍﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻓﻲ
ﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻤﻊ ﺴﻨﻥ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺒﻪ .
4. ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻏﻴﺭ ﻗﻁﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻋﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺤﻤل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻀﻌﻬﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﻋﺎﺀ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺎﻤل ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ
ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺤﻤل ﺘﺼﻭﺭﺍﺕ
ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ .
15
ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :-
ﺱ2. ﻤﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﻭﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ ؟
ﻟﻘﺩ ﻨﺎﻟﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ
ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﻴﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻴﺘﻭﺴﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻪ،
ﻭﺘﺘﻔﺭﻉ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻟﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺃﻏﺭﺍﺽ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺤل ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﺎ
ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺨﺎﺓ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻗﺩﻴﻤﺎﹰ ﻭﺤﺴﺏ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻥ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﺘﺴﺎﻉ
ﺁﻓﺎﻗﻪ ﻭﺘﻌﺩﺩ
ﻤﺴﺎﺌﻠﻪ ﻭﻓﺭﻭﻋﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﺃﺼﺒﺢ
ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺴﺭ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻭﻓﻬﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ، ﻭﻴﻤﻜﻥ
ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ
ﻤﻬﻤﺔ ﺇﺫ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻤﻲ
ﺒﺎﻟﺤﺱ .
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺘﻁﺭﺡ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻨﻔﺘﺎﺤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲ
ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺘﻌﻴﺩ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺘﺼل ﺒﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻻ ﺘﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﻴل
ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ .
ﻭﻴﻘﻭل ﺃﺩﻭﺭﻨﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ : ﺇﻥ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺘﺤل ﻤﺤل ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﻘﺩﺴﺔ ﻫﻲ ﺼﻭﺭﺓ
ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ( ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ، 2000ﻡ: 165 )
ﺇﻥ ﺭﻤﺯﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺘﺒﺭﺯ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ
ﺍﻷﻏﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ .
ﻴﺘﻤﺤﻭﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ
ﺤﻭل ﻜل ﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﻭﻴﻠﻬﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ
ﻭﻴﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺒﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﻭﺤﺼﺔ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻬﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﻁﻼﻉ ﻴﻘﺘﻀﻲ
ﻨﺸﻭﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭﻩ ﻭﻤﺎﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭﻩ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺠﻤﻴﻼﹰ ﻓﻬﺫﺍ ﺴﻘﺭﺍﻁ ﻴﺯﺍﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻓﻜل ﺠﻤﻴل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﻴﺩﺍﹰ .
ﺃﻤﺎ ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺼل ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺒﺸﻜل ﻀﻤﻨﻲ ﻭﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺸﻤﻠﺕ
( ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻡ، ﺍﻟﺘﻨﺎﺴﺏ، ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ، ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ، ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل )
ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺘﻀﺎﻓﺭ ﻤﻌﺎﹰ .
ﻭﺃﺭﺴﻁﻭ ﻓﻘﺩ ﺨﺎﻟﻑ ﺴﺎﺒﻘﻴﻪ ﻓﻔﺼل ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴل
ﻭﺃﺒﻁل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻁﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺤﺩﺩ ﺃﻥ
ﻟﻠﺠﻤﺎل ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻫﻲ : ﺘﺠﺴﻴﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺄﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل
ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ، ﻭﺠﻤﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﺃﺩﻨﻰ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺃﻤﺎ
ﻤﻌﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺒﺴﺎﻁﺔ ﻭﺘﻤﺎﺴﻙ ﻭﺘﻠﺒﻴﺔ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ، ﻭﻋﺩﻡ ﻨﺯﻭﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺯﺀ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ.
16
ﺠﻭﻥ ﺩﻴﻭﻱ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﺤﻴﺎﺓ ﻭﺤﻴﺭﺓ
ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻭﺭﺒﻁ ﻭﺍﻀﺢ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻥ
ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ
.
ﻭﺇﺫﺍ ﺼﺢ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻻ ﺘﺨﻁﺌﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﻓﻼ ﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻥ،
ﻭﺭﻏﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﺎﻤل ﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﻤﺔ، ﺇﻻ
ﺃﻨﻬﻡ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺸﺄﻨﻪ، ﻓﻨﺭﻯ ﺍﻟﺤﻴﺭﺓ ﺘﻨﺘﺎﺒﻬﻡ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻲ ﻟﻠﻔﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻭﺘﻌﻠﻴل ﺴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺜﻬﺎ
ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ (ﺭﻏﻡ
ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ) ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺘﻬﺎ
ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ، ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ،
ﻭﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﻭﻗﻑ ﺃﺭﺒﻊ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻤﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻭﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺸﺘﺎﻟﺕ ﻭﻨﻅﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ .
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ (ﺒﺎﺘﺵ، 1966ﻡ) ﻋﻠﻡ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﻴﺱ ﺒﻤﺘﺄﻤل ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻟﺤﺴﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﻔﻨﺎﻥ ﻴﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻥ
ﺇﻟﻬﺎﻡ ﻓﻨﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻀﻴﺤﻬﺎ ﻓﻲ
ﺃﺫﻫﺎﻨﻬﺎ .
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺼﺒﺢ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ
ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻭﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺭﺸﻴﺩ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﻴﺩﺭﻙ
ﺒﺎﻟﻜﺸﻑ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﻌﻘل
ﻋﺎﺠﺯ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎل .
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺩﺴﻴﻭﻥ
:-
ﺒﺭﺠﺴﻭﻥ 1941ﻡ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ
ﻋﻴﻥ (ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻴﺔ) ﻓﺎﺤﺼﺔ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺹ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ
ﻋﺎﺠﺯﻭﻥ ﻋﻥ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻭﻴﻘﺩﻤﻪ ﻟﻨﺎ
ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺇﻨﺘﺎﺠﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ .
ﺃﻤﺎ ﻜﺭﻭﺘﺸﺔ 1952ﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺫﻫﺒﻪ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ
ﻭﻜﺫﺍ ﺒﺭﺠﺴﻭﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻴﺭﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﺤﺩﺴﺎﹰ ﺘﻌﺒﻴﺭﻴﺎﹰ ﻻ ﻴﺤﻭﻱ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻴل ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﻲ ﺒﻌﻴﺩﺍﹰ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ
ﻓﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻓﺎﻟﻔﻥ ﻻ ﻴﻘﺎﺱ . 17
ﺃﻤﺎ ﺴﺎﻨﺘﻴﺎﻨﺎ 1952ﻡ ﻓﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻤﺠﺭﺩ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻠﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻭﻟﺫﺓ
ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻱ ﻤﺩﺨل ﻓﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻋﺎﻤﻼﹰ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﹰ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ . ( ﺍﻟﻤﻠﻴﺠﻲ، ﺩ.ﺕ:
205ﻡ)
ﻫﻜﺫﺍ ﺍﻫﺘﻡ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﻜل ﻋﺎﻟﻡ ﺤﺴﺏ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻩ ﺍﻟﻠﺫﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ .
ﻭﻴﺘﻔﻕ ( ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻊ ﺒﻭﻤﻜﺎﺭﺘﻥ ) ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺴﺩ ﻋﻨﺩﻫﻤﺎ ﺃﺴﻤﻰ
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻤﺩﻯ ﻓﻭﺘﻭﻏﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻷﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴل .
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺩ ﻫﻴﻐل ﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺴﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻓﺎﻟﺠﻤﻴل ﻫﻭ
ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺩﻴﻠﻜﺘﻴﻜﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﺘﻤﺜل ﺒﺘﻌﺩﺩ ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ
ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻭ ﺍﻨﺼﻬﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻴﻘﻭل ﻜﺫﻟﻙ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺴﻴﻠﺔ
ﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻤﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭﻩ.
ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺸﻭﻴﻨﻬﺎﻭﺭ ﻜل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ
ﺠﻤﻴﻠﺔ ﻤﺎﻟﻡ ﺘﺤﺘﺒﺱ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻓﻲ ﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺃﻭ
ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻤﻨﻪ ﺠﺭﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻤﺸﻭﻫﺔ ﻭﻴﺘﻔﻕ ( ﺸﺎﻓﺘﺴﻴﺭﻱ
ﻤﻊ ﺭﻴﺩ ) ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻲ ﻟﻠﻜﻭﻥ ﻭﻨﻅﻤﻪ
ﺍﻟﻤﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻡ ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺓ ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺨﺎﻟﻘﻪ .
ﻭﻴﻤﻴﺯ ( ﺭﺴﻜﻥ ) ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ
ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ ﻭﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ
ﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻗﺩﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻱ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ .
ﺃﻤﺎ (
ﻫﺠﺴﻥ ) ﻓﺼﻨﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠﻕ ﻭﻫﻭ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻘﺭﻭﻨﺔ
ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺎﺱ ﻗﻴﻤﺘﻪ
ﺒﻤﺩﻯ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻭﺘﻤﺎﺜل ﻭﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻷﺼﻭل .
ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ( ﻜﺎﻨﻁ ) ﺃﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻤﻠﻜﺎﺘﻨﺎ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺠﻭﻫﺭ ﺘﻭﺠﻬﻪ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻓﻬﻭ ﺤﺩﺱ ﻻ ﻴﻁﺎﺒﻘﻪ ﺃﻱ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺨﻴﻠﺔ
ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻌﺭﻓﺔ . ( ﻤﻭﺴﻰ،
( 2 :ﻡ2007
ﺃﻤﺎ ( ﺒﺴﺘﺎﻟﻭﺯﻱ ) ﻓﻴﻘﻭل : ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻤﻠﻭﺀﺓ
ﺒﻤﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻻ ﺘﺼﻨﻊ
ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻟﺘﻭﻗﻅ ﻓﻲ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻋﺎﻁﻔﺔ ﺍﻟﺤﺏ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ . ( ﻗﻴﺭﻭﻉ، 2009ﻡ: 2 )
ﺃﻤﺎ ( ﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ ) ﻓﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺴﻴﻠﺔ
ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺒﺸﻌﻭﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ
ﻭﺍﻟﺭﻗﻲ ﺃﻓﺭﺍﺩﺍﹰ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ . ( ﻗﻴﺭﻭﻉ، 2009ﻡ: 2 )
( ﺒﻭﻤﻜﺎﺭﺘﻥ، 1959ﻡ ) ﻴﻌﻁﻲ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﻠﻁﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺴﺩ ﺃﺴﻤﻰ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ. ( ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ،
( 2 :ﻡ200618
ﺍﻟﻤﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻫﺭﺒﺭﺕ ﺭﻴﺩ : ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻠﻁﻔل ﻻ ﺘﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ
ﺒﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀً ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ .
ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻴﺘﺎﻥ ﺴﻭﺭﻴﻭ : ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻋﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻁﻔل ﻓﻬﻭ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺤﺎﺠﺎﺕ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺜﻴﻔﺔ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻴﻥ ﻓﻬﻭ ﻤﺜﻼﹰ ﻴﺤﺏ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎل
ﻭﺍﻟﺴﺤﺭ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﻟﻊ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺎﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺯﺨﺎﺭﻑ
ﻭﻤﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻋﺎﺸﻕ ﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻥ ﻭﺍﻟﻘﺼﺹ
ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺸﻌﺭ ﺒﺠﻴﺸﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﻏﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ
ﻭﺃﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﻀﺤﻙ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ
ﻴﺘﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻁﻔل ﻭﻴﺠﺫﺒﻪ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺁﺨﺭ .
ﻓﻬﺫﺍ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻻﺴﺘﻤﺘﺎﻉ ﻭﺇﺸﺒﺎﻉ
ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﺨﻼل
ﻋﻤل ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ . ( ﺭﻴﺎﻥ،
2001ﻡ: 188 )
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻥ :-
1. ﻤﻔﻜﺭﻭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ : ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺭﻭﺤﻴﺔ
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻗﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ
ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺠﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻭﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل، ﻭﻗﻭﺓ
ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻠﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﻭﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل
ﺇﻻ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻗﺭﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﺘﺘﻀﺎﻓﺭ ﻹﻨﺘﺎﺝ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺠﻤﻴل ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺕ
ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻭﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﻭﺓ ﻋﻠﻴﺔ ﺴﺎﻤﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ .
ﻭﻗﺩ ﻓﻨﺩﺕ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ
ﺤﻭل ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﻁﻭﻴل ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ،
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺤﺘﺩﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻓﺄﻜﺜﺭ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀً ﻤﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ، ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺃﻗﻁﺎﺏ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﻼﺕ ﺒﻭﻓﻴﻴﻪ ﻭﺒﻴﺭﻭ ﻭﻓﻭﻟﺘﻴﺭ ﻭﺩﻴﺩﺭﻭ، ﻭﻤﻥ
ﺃﺒﺭﺯ ﻤﺎ ﻁﺭﺡ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻜﺎﻥ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻅﺎﻫﺭﺓ
ﺭﻭﺤﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻭﺭﻏﻡ
ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻗﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺠﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻭﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﻭﻗﻭﺓ ﺘﺄﺜﻴﺭ
ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل، ﺇﻻ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﺼﺭﻭﺍ
ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺃﻥ ﺘﺘﻀﺎﻓﺭ ﻹﻨﺘﺎﺝ
ﻤﺎ ﻫﻭ ﺠﻤﻴل ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻭﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﻭﺓ
ﻋﻠﻴﺎ ﺴﺎﻤﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻎ ﻜل
ﻁﺭﻭﺤﺎﺘﻬﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺔ .
2. ﻤﻔﻜﺭﻭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ : ﻭﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ، ﺍﻨﺼﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﻔﻜﺭﻱ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ
ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻓﺎﻨﻘﺴﻡ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﻗﺴﻤﻴﻥ : ﺍﻟﺤﺩﺴﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ ﺒﺎﻟﺒﺩﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﻭﻥ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻋﻘﺩ19
ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﺒﺎﻟﺤﺩﺱ ﻭﺍﻟﺒﺩﻴﻬﺔ،
ﺒل ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،
ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﺍﻟﺤﺩﺴﻴﻴﻥ ﺸﺎﻓﺘﺴﺒﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﻟﻨﺎ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ
ﺩﻭﺍﺨل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺄﺴﺱ ﺃﻨﻅﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻙ
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎﹰ ﻤﻥ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻤﺼﺩﺭﺍﹰ
ﺒﺎﻁﻨﻴﺎﹰ، ﺫﺍﺘﻴﺎﹰ ﻭﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺎﹰ ﻭﻤﺴﺘﻘﻼﹰ ﻋﻤﺎ ﻴﻭﻓﺭﻩ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻡ ﻴﺭ ﺸﺎﻓﺘﺴﺒﺭﻱ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻱ ﺠﻤﺎل ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﻨﻅﺎﻡ ﺩﻗﻴﻕ ﻤﺤﺩﺩ، ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻴﺭ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺩﻗﻴﻕ ﻭﺘﺘﺠﺴﺩ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻁﺎﻗﺔ ﺭﻭﺤﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ،
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﺸﺎﻓﺘﺴﺒﺭﻱ ﻤﺼﺩﺭﺍﹰ ﺃﺴﻤﻰ ﻟﻺﻟﻬﺎﻡ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺭﻴﺩ ﻤﻊ ﺸﺎﻓﺘﺴﺒﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻲ ﻟﻠﻜﻭﻥ ﻭﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻡ ﻭﺘﺸﻴﺭ
ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺓ ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺨﺎﻟﻘﻪ، ﻭﻴﻌﺘﻘﺩ ﺭﻴﺩ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺘﻘﺭﺭ ﺒﺎﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺒﻤﻌﺯل
ﻋﻤﺎ ﺘﺭﻴﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻨﺎ، ﺸﺌﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﺒﻴﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ
ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘل ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ
ﺴﻴﻁﺭﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺨﻠﻘﻪ، ﺃﻤﺎ ﺭﺴﻜﻥ ﻓﻘﺩ ﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ
ﻭﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻗﺩﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ
ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺍﺨﺘﻠﻑ ﻫﺠﺴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ،
ﻓﺼﻨﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠﻕ، ﻭﻫﻭ ﺠﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻘﺭﻭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ، ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺎﺱ ﻗﻴﻤﺘﻪ
ﺒﻤﺩﻯ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻭﺘﻤﺎﺜل ﻭﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻷﺼﻭل .
3. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﻭﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺒﺭﺯﻫﻡ ﺃﺩﺴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻘﺩ
ﺃﻥ ﺘﺄﻤل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺒﺼﺭﻴﺎﹰ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻨﻔﻬﺎ
ﻓﻲ ﺼﻨﻔﻴﻥ : ﺍﻻﺴﺘﻤﺘﺎﻉ ﺍﻷﻭﻟﻲ، ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺴﺘﺤﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺘﺎﻉ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﺼل ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻁﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺘﺄﻤل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ،
ﻭﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺭﺌﻲ ﻴﺅﻜﺩ ﻫﻭﻜﺎﺭﺕ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻤﺜل ﺴﺎﺒﻘﻴﻪ
ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜل ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺘﺴﺎﻕ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺘﻭﺍﻓﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﻤﻴﻨﻪ ﻟﻤﺯﺍﻴﺎ
ﺍﻻﻨﺘﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺜل ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻴﺯ ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ،
ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺘﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ، ﻭﻜﺎﻥ ﺒﺭﻙ ﻗﺩ ﺃﺩﺭﻙ
ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ
ﻤﺜل ﺼﻐﺭ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﻭﺍﻟﻨﻌﻭﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻘل ﻭﺍﻟﺘﺩﺭﺝ
ﺍﻟﻠﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺏ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﻋﺔ ﺠﻨﺒﺎﹰ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺏ ﻤﻊ ﺍﻋﺘﺩﺍل ﻭﻫﺩﻭﺀ ﺍﻟﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻠﻭﻨﻴﺔ .20
ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ :-
1. ﺍﻓﺘﺭﻀﺕ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ
ﻤﻊ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻴﺘﺴﺎﻤﻰ ﺒﻁﺎﻗﺘﻪ
ﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ، ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺱ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻭﺍﻟﻌﻠﻭ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻬﺎ
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ، (ﻓﺭﻭﻴﺩ -1948-1920ﻡ) ﻭﺍﻓﺘﺭﺽ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺒﺄﻥ ﺴﺭ ﺍﻟﻠﺫﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻪ، ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻤﺎﻋﻪ ﻟﻠﻌﻤل
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺤﺩ Identification ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﻤﻊ
ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﺤﺎﺴﻴﺱ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺃﻨﻪ
ﻴﻤﺭ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ، ﻓﺎﻟﻤﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻪ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻏﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ
ﺘﺠﺩ ﺇﺸﺒﺎﻋﺎﹰ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﹰ ﻟﺘﻌﺎﺭﻀﻬﺎ ﻤﻊ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺍﻷﻨﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺸﺒﺎﻉ
ﺨﻴﺎﻟﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺨﺒﺭﺘﻪ
ﺍﻟﺘﺫﻭﻗﻴﺔ .
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺒﺭﻴل 1931ﻡ، ﻭﺃﺘﻭﺭﺍﻨﻙ 1950ﻡ، ﻭﻤﺎﺴﻠﻭ
1956ﻡ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﺩﻡ ﺩﻗﺘﻪ
ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ، ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻜﺜﺭ
ﻤﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻬﻭ
ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ.
2. ﺘﻔﺴﻴﺭ
ﺍﻟﺠﺸﺘﺎﻟﺕ ﻟﻠﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ : ﺍﻫﺘﻤﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺸﺘﺎﻟﺕ ﺒﺎﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻹﺩﺭﺍﻜﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻔﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻜل
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﺘﺘﻜﺎﻤل ﻭﺤﺩﺍﺘﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻓﻨﺤﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺩﺭﻙ
ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﻜﻜل ﻟﻠﻘﻁﻌﺔ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻫﺘﻤﻭﺍ ﺒﺭﺍﺕ 1958ﻡ، ﺠﺭﻭﺯ
ﻭﻜﻭﻫﻠﺭ، ﻜﺎﺒﻼﻥ 1948ﻡ، ﻭﻓﺭﻴﺯ 1963ﻡ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺂﺨﺫ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻤﻜﻥ
ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺘﻤﺎﺜل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻲ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﻨﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻱ ﺒﻴﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻭﺒﻴﻥ
ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﺭﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ.
3. ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ : ﺴﺎﻫﻤﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ
ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ
ﻤﺎ ﺩﻤﻨﺎ ﻤﻘﺘﻨﻌﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﻗﻴﺎﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎل
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ .
ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻹﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺒﻴﺭﻟﻴﻥ 1970ﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺜﻴﺭﺍﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ
ﻤﺜل : ﺍﻟﺠﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﺩ
ﻭﺍﻹﺩﻫﺎﺵ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ، ﻴﻭﻗﻅ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺍﺕ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ .
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻓﺘﺭﺽ ﺒﻴﺭﻟﻴﻥ ﺃﻥ ﻟﻠﻔﻥ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺘﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺸﺤﻨﻬﺎ ﻭﻗﺩﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ
ﺘﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ﻭﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ . 21
ﻭﻗﺩ ﺃﺴﺴﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺫﻭﻴﻘﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺜﻴﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ،
ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺃﺜﺭ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻓﻲ
ﻨﻤﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ .
4. ﻨﻅﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ : ﻓﺴﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺫﻭﻕ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻭﺼﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﺩﻱ ﺒﻬﺎ ﻓﺎﻓﺘﺭﻀﺕ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻴﻘﻭﻡ
ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻷﻜﻴﺩﺓ .
ﻭﻴﺭﻯ ﻤﻭﻟﺯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﻨﻪ
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻱ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﺘﺼﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻗﻅ
ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻨﺒﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ
ﻭﺍﻹﺤﺒﺎﻁﺎﺕ . ( ﺍﻟﻤﻠﻴﺠﻲ، 2005ﻡ: 79 )
ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ : ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻋﻨﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺴﻤﻭ
ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﺸﺩﻩ ﺇﻟﻰ
ﻤﺒﺩﻉ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﷲ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ .
ﻓﺎﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ
ﺍﷲ ﻭﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻋﻅﻤﺘﻪ ﻭﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ
ﺒﻪ، ﻓﺎﻟﻜﻭﻥ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﺴﻕ ﻭﺭﻭﻋﺔ ﻭﺠﻤﺎل
ﻴﺸﻜل ﻟﻭﺤﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﺨﺎﺫﺓ، ﻭﻤﺼﺩﺭﺍﹰ ﻟﻺﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻨﻲ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺱ ﻭﺍﻟﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﺘﻬﺫﻴﺒﻬﺎ
.
ﻭﻗﺩ ﺜﺒﺘﺕ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ( ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ) ﻭﺠﻌﻠﺘﻬﺎ
ﻫﺩﻓﺎﹰ ﺃﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﺒﻠﻭﻏﻬﺎ، ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻭﺒﺤﺙ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻓﻲ
ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺒﺤﺜﺎﹰ ﻋﻠﻤﻴﺎﹰ ﻤﻔﺼﻼﹰ، ﻓﻨﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﷲ ﻓﻌل ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺃﺜﺒﺘﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺤﺴﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﺴﺴﻭﺍ ﻗﻴﻤﺎﹰ ﻭﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺃﺴﺴﺎﹰ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺠﻌﻠﻭﺍ
ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺃﺴﺎﺴﺎﹰ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﺘﺄﺴﻴﺴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ
ﻓﻲ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻁﻔل ﻭﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻭﺘﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ،
ﻓﺈﻥ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﻌﻨﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺩﻫﻤﺎ ﻭﺘﻬﺫﻴﺏ ﺴﻠﻭﻜﻬﻤﺎ ﻭﺃﺨﻼﻗﻬﻤﺎ
ﻭﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﻟﺩﻴﻬﻤﺎ ﻭﺘﻌﻤﻴﻕ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ . 22
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ :-
ﺘﻘﺩﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﺎﻤﺭﺓ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺨﻠﻕ
ﻭﻜﻤﺎل ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻭﺤﺴﻨﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:"ﻭﺼﻭﺭﻜﻡ
ﻓﺄﺤﺴﻥ ﺼﻭﺭﻜﻡ" ( ﺍﻟﺘﻐﺎﺒﻥ: 3 )
ﻭﻗﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺒﻬﻴﺔ ﻓﻘﺎل
:" ﺇﻨﺎ ﺯﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺯﻴﻨﺔٍ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ " ( ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ: 6 )
ﻭﻗﺎل ﻓﻲ ﺁﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ :" ﻭﻟﻘﺩ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺒﺭﻭﺠﺎﹰ ﻭﺯﻴﻨﺎﻫﺎ ﻟﻠﻨﺎﻅﺭﻴﻥ " ( ﺍﻟﺤﺠﺭ: 16 )
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﺇﻨﺎ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻨﺒﻠﻭﻫﻡ ﺃﻴﻬﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﻋﻤﻼﹰ " ( ﺍﻟﻜﻬﻑ: 7 )
ﻭﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺎل :" ﻭﺁﻴﺔ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﺭﺽ
ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺃﺤﻴﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺒﺎﹰ " ( ﻴﺱ: 33 )
ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻗﻤﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻗﺎل
:" ﺍﻟﺨﻴل ﻭﺍﻟﺒﻐﺎل ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭ ﻟﺘﺭﻜﺒﻭﻫﺎ ﻭﺯﻴﻨﺔ " ( ﺍﻟﻨﺤل: 8 )
ﻭﺘﺄﻜﻴﺩﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻗﺎل :" ﻭﻟﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﻤﺎل ﺤﻴﻥ ﺘﺭﻴﺤﻭﻥ ﻭﺤﻴﻥ
ﺘﺴﺭﺤﻭﻥ " ( ﺍﻟﻨﺤل:
6 ) ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺍﷲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻴﻌﻴﺵ ﺴﻌﻴﺩﺍﹰ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺨﺎﻁﺒﻪ
ﻗﺎﺌﻼﹰ:" ﺃﻓﻠﻡ ﻴﻨﻅﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻭﻗﻬﻡ ﻜﻴﻑ ﺒﻨﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺯﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻤﺎﻟﻬﺎ ﻤﻥ
ﻓﺭﻭﺝ، ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻤﺩﺩﻨﺎﻫﺎ
ﻭﺃﻟﻘﻴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍﺴﻲ ﻭﺃﻨﺒﺘﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻜل
ﺯﻭﺝ ﺒﻬﻴﺞ " ( ﻕ: 7-6 )
ﻓﻬﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻁﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ
ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺸﻌﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻌﻤﻬﺎ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻭﻗﺩ ﻁﻠﺏ ﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺯﻴﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎﹰ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺩﺨﻭل ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﺒﺎﻟﻭﻀﻭﺀ
ﻭﺍﻟﺘﻁﻴﺏ ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ
:" ﺨﺫﻭﺍ ﺯﻴﻨﺘﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﻜل ﻤﺴﺠﺩ " ( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ: 32 )
ﻟﻴﻘﺒل ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻴﻘﺒل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﻟﺠﻤﺎﻟﻨﺎ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﻭﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﺭ ﻜﺭﻴﻡ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺩﻟﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ، ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :" ﺃﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ
ﺨﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺜﺎﺌﺭ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻜﺄﻨﻪ ﺸﻴﻁﺎﻥ " ( ﻤﺎﻟﻙ، ﺭﻗﻡ 496 ،6
) ﻭﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺴﻠﻡ :" ﺇﻥ ﺍﷲ ﺠﻤﻴل ﻴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل
" ( ﻤﺴﻠﻡ، ﺝ2، ﺭﻗﻡ 147، ﺹ77 ) .
ﻓﺎﻟﺠﻤﺎل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﻴﺘﻨﺎﻏﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻓﺘﺼﻔﻭ ﺴﺭﻴﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻴﺼﺒﺢ ﻤﺴﻠﻤﺎﹰ ﺼﺎﻟﺤﺎﹰ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺤﻴﻥ ﻭﺴﻊ ﺃﻓﻘﻪ ﻭﺍﺘﺼل ﺒﺎﷲ ﻭﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ
ﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺍﺤﺔ ﻭﻴﺅﺩﻱ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ . ( ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ،
1979ﻡ: 96 )
ﺭﻭﻯ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻗﺎل :" ﻻ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻤﺜﻘﺎل ﺫﺭﺓ
ﻤﻥ ﻜﺒﺭ، ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺠل ﻴﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺜﻭﺒﻪ ﺤﺴﻨﺎﹰ ﻭﻨﻌﻠﻪ ﺤﺴﻨﺎﹰ، ﻗﺎل ﺇﻥ ﺍﷲ ﺠﻤﻴل ﻴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻜﺒﺭ
ﺒﻁﻬﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻏﻤﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ". ( ﻤﺴﻠﻡ، ﺝ2،
ﺭﻗﻡ 147، ﺹ77 ) 23
ﻭﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ
ﺒﺎﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻭﺍﷲ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﻴﻥ
" ( ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ: 108 )
ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :" ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻨﻅﻴﻑ
ﻓﺘﻨﻅﻔﻭﺍ " ( ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ، ﺝ5، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 4893،
ﺹ139
) ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻜل ﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻨﻅﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻭﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﻁﻬﺎﺭﺓ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺤﺵ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ
ﻭﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ﻓﺘﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺫﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ
ﻋﻥ ﺭﺠﺱ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺃﻭﺤﺎل ﺍﻟﻭﺤﺸﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻓﺔ
ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل
ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻟﺘﻤﺘﺩ ﻫﺫﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻌﻘل ﻭﺍﻟﺠﺴﻡ
ﻭﺍﻟﻘﻠﻕ ﻓﺘﻤﺘﺩ ﺠﺴﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﻷﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻤﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل :" ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ
ﻟﻜﻡ ﻓﻲ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﺴﻭﺓ ﺤﺴﻨﺔ " ( ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ: 21 )
ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻭﺇﻨﻙ ﻟﻌﻠﻰ ﺨﻠﻕ ﻋﻅﻴﻡ
" ( ﺍﻟﻘﻠﻡ : 4 )
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ :" ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻅﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻁﻴﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ".
ﻗﺎل ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ :" ﻤﻥ ﻨﻅﻑ ﺜﻭﺒﻪ ﻗل ﻫﻤﻪ
ﻭﻤﻥ ﻁﺎﺏ ﺭﻴﺤﻪ ﺯﺍﺩ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻤﻥ ﻁﺎل ﻅﻔﺭﻩ ﻗﺼﺭﺕ ﻴﺩﻩ ".
ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :" ﺇﻴﺎﻜﻡ ﻭﺨﻀﺭﺍﺀ
ﺍﻟﺩﻤﻥ، ﻗﻴل ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻭﻤﺎ ﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍﻟﺩﻤﻥ؟ ﻗﺎل :
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﻨﺒﺕ ﺍﻟﺴﻭﺀ ".
( ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ، ﺝ1، ﺹ47 )
ﻋﻼﻗﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ :-
ﺇﻥ ﺠﻤﺎل ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﺘﺒﺎﹰ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻫﻭ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻔﺱ
ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻜﻭﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﺒﺄﻥ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ﺤﻭﺍﺭﺍﹰ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍﹰ، ﻓﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺘﻠﻘﻰ
ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺸﻜل
ﺼﻭﺭ ﺍﻟﻬﻴﻭﻟﻲ ( ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ ) ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺠﻌل
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﻓﻕ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺤﺴﺏ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻫﺎ
ﻟﻘﺒﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭ . ( ﺍﻟﺒﻬﻨﺴﻲ، ﺩ.ﺕ: 69 )
ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺩﻋﻭﺓ ﻋﺎﻁﻔﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻴﺯ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺌﻴﺔ ﺒل ﻫﻲ ﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﻟﻭﺼل
ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﺎﻟﻤﺎﻀﻲ، ﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻭﻻﺴﺘﻘﺒﺎل
ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻭﺍﻋﺩ ﻟﻸﻤﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ، ﻓﺎﻟﺒﺤﺙ
ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ
ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻨﻘﺩﻡ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺒﺜﻭﺙ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺃﻨﺘﺠﻪ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﻭﺍﻟﺠﺎﺤﻅ
ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻭﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺠﻬﻭﺩ ﻤﺸﻜﻭﺭﺓ
ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺭ ﺍﻟﻤﻜﻨﻭﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﻭﻟﻨﺎ ﻹﻓﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل24
ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻪ، ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﺭﻨﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻨﻬﻡ
ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻻ ﻴﺘﺴﻊ ﻟﺫﻜﺭ ﻤﺎ
ﻗﺩﻤﻪ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل .
1. ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ :-
ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﻟﻠﺠﻤﺎل ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻪ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩﻩ
ﻭﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺘﻪ ﻓﺠﻌل ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻜﻤﺎل ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺘﺫﻭﻕ ﻭﻋﺸﻕ ﻭﻋﻤل ﻓﻨﻲ ﻭﻗﺩ ﺘﺤﺩﺙ ﺃﺒﻭ
ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﻋﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﻥ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺨﻁ، ﻓﻜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ( ﺍﻻﺴﺘﻁﻴﻘﺎ
) ﻭﻴﻁﺭﺡ ﺃﺒﻭ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩﻱ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻬﻭﺍﻤل ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﻤل
ﻓﻴﻘﻭل ( ﻤﺎ ﺴﺒﺏ ﺍﺴﺘﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ؟ ﺜﻡ
ﻴﺘﺴﺎﺀل ﺃﻫﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻁﺒﻌﻴﺔ؟ ﺃﻡ ﻫﻲ
ﻤﻥ ﻋﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻨﻔﺱ؟ ﺃﻡ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘل؟ ﺃﻡ ﻤﻥ
ﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺭﻭﺡ؟ ﺃﻡ ﻫﻲ ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠل ﺠﺎﺭﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺫﺭ؟ ﻭﻫل ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ
ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺙ
ﻭﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﻁل ؟ ).
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻜﻭﻴﻪ : ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ :
1. ﺃﻥ ﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﺍﻋﺘﺩﺍل ﻤﺯﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﺫﻭﻕ ﻓﻼ ﻴﻨﻔﺭ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺫ
ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻑ .
2. ﺘﻨﺎﺴﺏ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﻠﻭﻥ
ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ، ﻭﻴﺭﻯ ﻤﺴﻜﻭﻴﻪ
ﺃﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ﺤﻭﺍﺭﺍﹰ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍﹰ ﻓﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺘﻠﻘﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺁﺜﺎﺭﻫﺎ .
2. ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ :-
ﺤﺎﻭل ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻭﺍﺒﻥ
ﺴﻴﻨﺎ ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺘﻌﻤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ
ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ، ﻭﻴﺭﻯ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻨﻭﻥ
ﺘﻘﻭﻤﺎﻥ ﺒﻭﻅﻴﻔﺔ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﺨﻼل ﺘﻌﻠﻤﻪ ﺒﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻫﻲ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ
ﻫﻲ ﺘﻘﻭﻴﻡ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﺭﺒﻁ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﺒﻴﻥ ﻭﻅﻴﻔﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻓﻴﺭﻯ
ﺃﻥ ﻏﺎﻴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻪ ﺒﺄﻓﻌﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘﻪ، ﻓﺘﻘﻭﻡ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﻭﺘﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﺜﺎل
ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺫﻴﻠﺔ، ﻭﻻ ﻴﻨﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﺨﺭ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ( ﺍﻟﺨﻭﺍﻟﺩﺓ
ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ، 2006ﻡ: 106 )
25
3. ﺃﺒﻭ ﺤﺎﻤﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ :-
ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻫﻭ ﺤﺴﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻜﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻠﻴﻕ ﺒﻪ ﻭﻓﺴﺭﻩ ﺒﻘﻭﻟﻪ :" ﺠﻤﺎل ﻜل ﺸﻲﺀ ﻭﺤﺴﻨﻪ
ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻀﺭ ﻜﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻼﺌﻕ ﺒﻪ، ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻟﻪ ﻓﺈﺫﺍ
ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﻜﻤﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺤﺎﻀﺭﺓ ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺤﻀﺭ، ﻓﺎﻟﻘﺭﺽ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻤﻊ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺎﻟﻐﺭﺱ ﻤﻥ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺸﻜل
ﻭﻟﻭﻥ ﻭﺤﺴﻥ ﻋﺩﺩ ﻭﺘﻴﺴﻴﺭ ﻭﻭﻓﺭ،،،ﺇﻟﺦ .
ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺃﺸﻜﺎﻟﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻫﺒﺔ
ﻤﻥ ﻫﺒﺎﺘﻪ ﻓﻘﺎل ﻻ ﺨﻴﺭ ﻭﻻ ﺠﻤﺎل، ﻭﻻ ﻤﺤﺒﻭﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻻ ﻫﻭ ﺤﺴﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﷲ ﻭﺃﺜﺭ ﻤﻥ
ﺁﺜﺎﺭ ﻜﺭﻤﻪ ﻭﻏﺭﻓﺔ ﻤﻥ ﺒﺤﺭ ﺠﻭﺩﻩ ﺒل ﻜل ﺤﺴﻥ
ﻭﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭل ﻭﺍﻷﺒﺼﺎﺭ
ﻭﺍﻷﺴﻤﺎﻉ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ ﻓﻬﻭ ﺫﺭﺓ ﻤﻥ ﺨﺯﺍﺌﻥ
ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻭﺠﻤﺎﻟﻪ . ( ﺍﻟﺨﻭﺍﻟﺩﺓ ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ، 2006ﻡ: 239)
4. ﺍﺒﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﺯﻴﺔ :-
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ : ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻭﻫﻭ
ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ ﻟﺫﺍﺘﻪ، ﻭﻫﻭ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘل، ﻭﺍﻟﺠﻭﺩ
ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
:" ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺭﻜﻡ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻜﻡ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻨﻅﺭ
ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻭﺒﻜﻡ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻡ " ( ﻤﺴﻠﻡ، ﺝ15،
ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 2564، ﺡ97 )
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺠﻤﺎل ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺍﻟﻤﻬﺎﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻼﻭﺓ ﺒﺤﺴﺏ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ﻓﻤﻥ ﺭﺁﻩ ﻫﺎﺒﻪ ﻭﻤﻥ ﺨﺎﻟﻁﻪ ﺃﺤﺒﻪ.
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﻫﻭ ﺯﻴﻨﺔ ﺨﺹ ﺍﷲ ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻭﺭ
ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﻭﻫﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ :" ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ
" ( ﻓﺎﻁﺭ: 1 )
ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ، ﻟﻬﺫﺍ
ﻴﺘﺤﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ
ﻟﻠﻨﺎﺸﺌﻴﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺒﻐﺭﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ
ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻁﻨﺔ. ( ﺍﻟﺨﻭﺍﻟﺩﺓ ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ،
2006ﻡ: 241 )
5. ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ :-
ﺘﻨﺴﺠﻡ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻤﻊ ﻤﺫﻫﺒﻪ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺅﻴﺘﻪ ﻟﻠﻤﻭﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻴﺘﺠﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻠﺨﻴﺹ
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻭﻫﻲ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺍﻟﺘﺨﻴل ﻭﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ .
ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ( ﺍﻟﻐﺒﻁﺔ ﻭﺍﻟﻠﺫﺓ
). ( ﺍﻟﺨﻭﺍﻟﺩﺓ ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ، 2006ﻡ: 103 ) 26
6. ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ :-
ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍﻥ
ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﻤﺎ ﻋﺭﺽ ﺯﺍﺌل ﻓﻼ ﻭﺠﻭﺩ
ﻟﻠﺨﻴﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ
ﺃﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺒﺎﻟﺠﻤﺎل ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻜﻤﻥ ﺩﺍﺨل ﻜل ﺸﺨﺹ
ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻪ ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ .
ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺒﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﺤﺎﻜﺎﺓ
ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺒﺄﺩﻭﺍﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﺘﻘﻭﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻫﻲ ﻁﺒﻊ ﻭﻓﻁﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻤﻴل
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﺠﻠﺒﻪ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻟﺫﺓ، ﻭﺒﻬﺎ ﻴﺘﻤﻴﺯ
ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﻔﻥ ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻫﻲ ﻜﺎﻟﻨﻁﻕ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ( ﺠﻤﺎل ﻜل
ﺸﻲﺀ ﻭﺒﻬﺎﺅﻩ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﺏ ﻟﻪ ).
ﻭﻴﻘﻭل ﺃﻴﻀﺎﹰ : ﻭﻜل ﺠﻤﺎل ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺨﻴﺭ ﻤﺩﺭﻙ ﻓﻬﻭ ﻤﺤﺒﻭﺏ ﻭﻤﻌﺸﻭﻕ ﻭﻤﺒﺩﺃ ﺇﺩﺭﺍﻜﻪ ﺇﻤﺎ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﻭﺇﻤﺎ
ﺍﻟﺨﻴﺎل، ﻭﺇﻤﺎ ﺍﻟﻭﻫﻡ، ﻭﺇﻤﺎ ﺍﻟﻅﻥ، ﻭﺇﻤﺎ ﺍﻟﻌﻘل.
( ﺍﻟﺨﻭﺍﻟﺩﺓ ﻭﺯﻤﻴﻠﻪ،2006ﻡ: 105 )
ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ : ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ :-
ﺃﻭﻻﹰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ :
ﺠﻤﻴل ﻤﻥ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻭﺍﻷﻤﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻴﺫﻫﺒﻭﺍ ﻤﻊ ﺃﻁﻔﺎﻟﻬﻡ
ﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻋﺭﻭﺽ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸﻁﻔﺎل، ﻭﺯﻴﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻁﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ، ﻭﺍﻷﺠﻤل
ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺘﻬﻴﺌﺘﻬﻡ ﻟﺘﻘﺒل
ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻭﺇﺜﺎﺭﺓ ﺤﺒﻬﻡ ﻨﺤﻭﻩ. ( ﻗﻴﺭﻭﻉ،2009ﻡ:2 )
ﻭﺘﺄﺴﻴﺴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺭﺒﻭﻥ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ
ﻓﻲ
ﻨﻔﻭﺱ ﺃﻁﻔﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻭﺘﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻟﻴﻬﻡ
ﻓﺈﻥ ﺘﺭﺒﻴﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﻌﻨﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻭﺘﻬﺫﻴﺏ ﺴﻠﻭﻜﻬﻡ ﻭﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ﻭﺍﻟﺤﺱ
ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ ﻟﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ .
ﺇﻥ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﻁﻔل ﻤﻨﺫ ﻨﺸﺄﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل،
ﻭﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺃﺩﻭﺍﺘﻪ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﻤﻅﻬﺭﻩ، ﻭﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻪ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻓﻲ ﺃﻟﻭﺍﻨﻪ ﻭﺤﺩﻴﻘﺘﻪ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ
ﻭﺘﺼﻔﻴﻑ ﺍﻟﻔﻭﺍﻜﻪ ﻭﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﻭﺘﺼﻔﻴﻑ ﺍﻟﺸﻌﺭ.
( ﺍﻟﻌﺯﺏ، 2000ﻡ: 127 )
ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻴﻨﻤﻲ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻠﺤﺴﻥ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ .
27
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻴﺤﺴﺏ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﺼﻭﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ
ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻬﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻅﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل .
ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻬﺎ .
1. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ :-
ﻨﻅﺭﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺒﺎﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﻨﻔﺴﻴﺎﹰ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ
ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻓﺎﻻﺴﻡ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻴﻤﺱ ﺒﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺤﺘﻰ
ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺭﻀﺔ ﻟﻼﺴﺘﻬﺯﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل
ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻜﺎﻥ ﻴﻐﻴﺭ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ . ( ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ، ﺝ4، ﺤﺩﻴﺙ
ﺭﻗﻡ 2839، ﺹ544131 )
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎل
:" ﺇﻨﻜﻡ ﺘﺩﻋﻭﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺒﺄﺴﻤﺎﺌﻜﻡ ﻓﺄﺤﺴﻨﻭﺍ ﺃﺴﻤﺎﺀﻜﻡ "
(ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ، ﺝ4، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 4948، ﺹ2107)
ﻭﺒﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺘﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
(ﺃﺤﺏ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ) ( ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ،
ﺝ4، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 4949، ﺹ2108))
2. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻜل ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﺏ :-
ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻗﻴﻤﺎﹰ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﻴﺘﺭﺒﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﻼل ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ
ﻭﺍﻟﺸﻜﺭ ﷲ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻀل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻘﻪ ﻭﻫﺫﺍ
ﻜﻠﻪ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
" ﻤﺎ ﻤﻸ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ ﻭﻋﺎﺀً ﺸﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺒﻁﻨﻪ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ ﺃﻜﻼﺕ
ﻴﻘﻤﻥ ﺼﻠﺒﻪ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻓﺜﻠﺙ ﻟﻁﻌﺎﻤﻪ
ﻭﺜﻠﺙ ﻟﺸﺭﺍﺒﻪ، ﻭﺜﻠﺙ ﻟﻨﻔﺴﻪ ".( ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ، ﺝ2، ﺤﺩﻴﺙ
ﺭﻗﻡ 674، ﺹ449 )
3. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻭﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ :-
ﺘﺤﺙ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺭ
ﻋﻭﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻴﺠﻤل ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﻗﺎل
ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻗﺩ ﺃﻨﺯﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻡ
ﻟﺒﺎﺴﺎﹰ ﻴﻭﺍﺭﻱ ﺴﻭﺀﺍﺘﻜﻡ ﻭﺭﻴﺸﺎﹰ ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﺫﻟﻙ ﺨﻴﺭ ".
(ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ: 26 )
ﻭﺍﻟﺘﺯﻴﻥ ﻭﺍﻟﺭﻴﺵ ﻫﻭ ﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻭﺯﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺨﺫﻭﺍ
ﺯﻴﻨﺘﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﻜل ﻤﺴﺠﺩ ﻭﻜﻠﻭﺍ ﻭﺍﺸﺭﺒﻭﺍ ﻭﻻ ﺘﺴﺭﻓﻭﺍ
". ( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ: 31 ) 28
ﻭﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :" ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﺽ
ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻓﻠﻴﻠﺒﺴﻬﺎ ﺃﺤﻴﺎﺅﻜﻡ ﻭﻜﻔﻨﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻤﻭﺘﺎﻜﻡ ".
(ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ، ﺝ4، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 5338، ﺹ 579)
( ﺇﻥ ﺍﷲ ﺠﻤﻴل ﻴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎل ) ﻓﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﻤﻥ ﻟﻭﻥ ﻭﻨﻭﻋﻴﺔ ﻭﻨﻌﻭﻤﺔ
ﻻﺯﻡ ﻟﻜﻤﺎل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﻨﺎﺩﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ .
4. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ :-
ﺍﻫﺘﻤﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺠﺴﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ﺒﺎﻟﻐﺎﹰ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ ﻗﻡ ﻓﺄﻨﺫﺭ ﻭﺭﺒﻙ
ﻓﻜﺒﺭ ﻭﺜﻴﺎﺒﻙ ﻓﻁﻬﺭ ﻭﺍﻟﺭﺠﺯ ﻓﺎﻫﺠﺭ ".
( ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ: 6-1 )
ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﺔ ﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﻨﻅﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺭﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻥ ﺘﺴﺒﻘﻬﺎ ﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻐﺴل
ﺒﺘﻌﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻠﻁﻬﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺩﺙ ﺒﺩﻨﺎﹰ ﻭﻤﻜﺎﻨﺎﹰ ﻭﻟﺒﺎﺴﺎﹰ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻭﻀﻭﺀ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺇﻻ
ﻨﻅﺎﻓﺔ ﻭﻁﻬﺎﺭﺓ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺭﻀﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻭﺍﻫﺎ
ﻟﻸﻭﺴﺎﺥ ﻭﺍﻷﺘﺭﺒﺔ ﻭﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭ. (ﺤﺴﻥ،
( 399 :ﻡ1985
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ " ﺇﻥ ﺭﺠﻼﹾ ﺩﺨل ﺜﺎﺌﺭ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻓﺄﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺒﻴﺩﻩ ﺃﻥ ﺃﺨﺭﺝ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ
ﺇﺼﻼﺡ ﺸﻌﺭ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﻟﺤﻴﺘﻪ ﻓﻔﻌل ﺍﻟﺭﺠل ﺜﻡ ﺭﺠﻊ
ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﺨﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺃﺤﺩﻜﻡ
ﺜﺎﺌﺭ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻜﺄﻨﻪ ﺸﻴﻁﺎﻥ ". ( ﺍﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ،
ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 7، ﺹ497 )
ﻭﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﻭل :"
ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ﻗﺹ ﺍﻟﺸﺎﺭﺏ ﻭﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻭﺍﻙ
ﻭﺍﺴﺘﻨﺸﺎﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻗﺹ ﺍﻷﻅﻔﺎﺭ ﻭﻏﺴل ﺍﻟﺒﺭﺍﺠﻡ
ﻭﻨﺘﻑ ﺍﻹﺒﻁ ﻭﺤﻠﻕ ﺍﻟﻌﺎﻨﺔ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺀ ". (ﻤﺴﻠﻡ،
ﺝ3، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ 261، ﺹ126)
5. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻭﺕ :-
ﺤﺭﺼﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺱ ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﻗﺩ ﺤﺙ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ
ﻗﻭﻟﻪ:" ﻭﺭﺘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺘﺭﺘﻴﻼﹰ". ( ﺍﻟﻤﺯﻤل: 4 )
ﻓﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻫﻭ ﺼﻭﺕ ﺠﻤﻴل ﺒﺘﺭﻨﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻭﺕ
ﺍﻟﻤﻭﺯﻭﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻘﻔﻰ، ﻭﻗﺩ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ
ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻋﻥ ﺠﺩﻩ
ﻗﺎل ﺃﺘﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﺄﺨﺒﺭﺘﻪ ﻜﻴﻑ
ﺭﺃﻴﺕ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻓﻘﺎل ﺃﻟﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﻼل ﻓﺈﻨﻪ ﺃﻨﺩﻯ
ﻤﻨﻙ ﺼﻭﺘﺎﹰ، ﻓﺎﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻓﻴﻪ ﺭﺍﺤﺔ ﻤﻥ ﺃﻋﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺩﻭﺍﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﻴﺒﻌﺩ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻠل ﻭﺍﻟﺴﺎﺌﺒﺔ . (ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﺝ1، ﺤﺩﻴﺙ ﺭﻗﻡ
(399ﺹ ،173929
6. ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ :-
ﻓﺎﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻕ ﺒﺎﻟﺨﻠﻕ
ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﻭﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘﻭل ﻗﻴﻡ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﻋﺭﺍﻑ
ﻭﻤﺜل ﺠﻤﻴل ﺩﻋﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻻ ﺘﺭﻓﻌﻭﺍ ﺃﺼﻭﺍﺘﻜﻡ ﻓﻭﻕ
ﺼﻭﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻻ ﺘﺠﻬﺭﻭﺍ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻜﺠﻬﺭ ﺒﻌﻀﻜﻡ
ﻟﺒﻌﺽ ". ( ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ: 2 )
ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ / ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ :-
ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺭﺩﻴﻑ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻠﺒﻴﺕ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ
ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻲ ﺃﻥ ﺘﻬﻴﺊ ﻟﻠﺘﻼﻤﻴﺫ ﺍﻟﻔﺭﺹ
ﻭﺃﻥ ﻨﺸﺠﻌﻬﻡ ﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ
ﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺇﻨﻤﺎﺀ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ.( ﻗﻴﺭﻭﻉ، 2009ﻡ: 2)
ﺇﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺒﺭﺤﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺘﺭﻭﻴﺤﻴﺔ ﺘﺠﻌل
ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻤﻨﺎﻅﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺨﻼﺒﺔ ﻭﺘﻭﻋﻴﺘﻪ ﻭﺇﻟﻔﺎﺕ ﻨﻅﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل
ﻭﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﺒﻤﻅﻬﺭﻩ ﻭﻋﻨﺎﻴﺘﻪ ﺒﺘﺭﺘﻴﺏ
ﻭﺃﺩﻭﺍﺘﻪ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺨﻁﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻲ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺴﻡ
ﻭﺍﻟﺨﻁ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﻋﻤل ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ
ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﻭﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﻭﻗﻁﻊ ﺍﻟﺒﻼﺴﺘﻴﻙ ﻭﺍﻟﺨﺸﺏ
ﺴﺎﻋﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ .
ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ :-
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ
ﻟﻐﺭﺱ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺠﺯﺀﺍﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻨﻅﺭﺍﹰ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤل ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ.
ﺇﻥ ﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل ﻀﺭﻭﺭﺓ
ﻋﺼﺭﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﺘﺜﻘﻴﻑ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺄﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﻓﺭﺍﻍ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺼﺹ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ
ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺭﺴﻴﺦ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ .
ﻭﺒﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺘﺭﺴﺦ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ
ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ
ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﺘﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺩﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻭﺘﺅﺜﺭ
ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺎﺴﻴﺱ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻭﺃﺨﻼﻗﻬﻡ ﻭﻓﻜﺭﻫﻡ ﻭﺘﻨﺸﻁ
ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻡ ﻭﺤﻴﻭﻴﺘﻬﻡ ﺘﺠﺎﻩ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﺃﻭﻁﺎﻨﻬﻡ.
(ﺍﻟﺨﻀﺭ، 2005ﻡ: 2) 30
ﺇﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻼﺼﻔﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺒﻠﻎ
ﺸﺄﻨﺎﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ
ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺸﻜل
ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻭﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﺘﻁﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل .
ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
:- ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ
ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺇﻟﻰ :
1. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ :
ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ
ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﺘﻐﺭﺱ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺤﺏ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻓﻤﺜﻼﹰ :
ﺍﻟﺼﻼﺓ : ﻴﺘﻌﻭﺩ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻻ ﻴﺘﺨﻁﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻡ ﻋﻥ ﺇﻤﺎﻤﻪ .
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ : ﻴﺘﻌﻭﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻁﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭ
ﻭﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺯﻜﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ
ﺒﻬﺎ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻭﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ
ﺘﻌﺩ ﻭﺴﺎﺌل ﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺭﺩﻱ
ﺩﻭﺭﺍﹰ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻓﻲ ﻏﺭﺱ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺜﺭ ﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻭﻤﻥ
ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓل
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺘﺯﻜﻭ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﺘﺘﻁﻬﺭ ﻓﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺨﻴﺭ
ﻭﺍﻟﻌﺩل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
2. ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻤﻠﻬﺎ ﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺴﺠل ﺤﺎﻓل ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺤﻴﺙ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻐﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻲ
ﻭﺭﺴﻡ ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ﻭﺘﺭﺴﻴﺦ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺴﺘﺜﺎﺭﺓ ﻭﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﻭﺘﺭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻻﺭﺘﻘﺎﺀ
ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﺼﻭﺭﺍﹰ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻤﺎ .
3. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ :
ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻐﺭﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻋﺎﻤل
ﻫﺩﻡ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ
ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺭﺸﻴﺩ ﻤﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ31
ﻭﺍﻷﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺎ ﺫﺍ ﺃﺨﻼﻕ ﺤﺴﻨﺔ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ
ﻗﻭﻴﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﻴﺤﺎﻜﻭﻥ ﻭﻴﻘﻠﺩﻭﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻡ ﺇﺫ ﺃﻥ
ﺍﻟﻁﻔل ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﻅﻥ ﺒﺄﺒﻭﻴﻪ ﻭﻴﺜﻕ ﺒﻬﻤﺎ ﺜﻘﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ،
ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﻗﺩﻭﺓ ﺤﺴﻨﺔ
ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﺒﺎﹰ ﻭﻤﺭﺒﻴﺎﹰ ﻭﻤﻌﻠﻤﺎﹰ ﻭﻤﻭﺠﻬﺎﹰ ﻭﻤﺭﺸﺩﺍﹰ ﻭﻨﺎﺼﺤﺎﹰ ﺃﻤﻴﻨﺎﹰ ﻟﻁﻼﺒﻪ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺘﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻤﺎ ﻴﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺒﺭﺍﻤﺞ
ﻤﺴﻤﻭﻋﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﺭﻭﺀﺓ ﺃﻭ ﻤﺭﺌﻴﺔ ﻭﻴﻘﻨﻊ ﺍﻟﻁﻼﺏ
ﻴﺼﺒﺢ ﻭﺍﻗﻌﺎﹰ ﺤﻴﺎﺘﻴﺎﹰ ﻓﻲ ﺴﻠﻭﻜﻬﻡ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل
ﻤﻊ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﻤﻊ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻬﺫﺍ ﻴﻌﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﺭﻡ
ﺍﻷﺨﻼﻕ .
4. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﻤﻭﻋﻅﺔ
( ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ):
ﻴﻌﺩ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﻤﻭﻋﻅﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ
ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ
ﻷﻨﻪ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :" ﺍﺩﻉ
ﺇﻟﻰ ﺴﺒﻴل ﺭﺒﻙ ﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻋﻅﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺠﺎﺩﻟﻬﻡ
ﺒﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺤﺴﻥ ". ( ﺍﻟﻨﺤل: 125 )
5. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ
( ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ):
ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺭﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﻭﻤﻨﻬﻡ
ﻴﺯﺠﺭﻩ ﺒﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ
ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺭﻏﻴﺒﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻟﻴﻨﺎﻟﻭﻥ ﺍﻷﺠﺭ
ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﺘﺘﺤﻘﻕ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
6. ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ :
ﺘﺼﺩﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﺎﺩﺍﺕ
ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻜﺎﻟﻜﺫﺏ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ،
ﻭﺍﻟﺯﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺭﺒﺎ، ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﺴﻠﺒﻲ
ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺫﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﺭ ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ
ﻁﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل ﻭﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺘﻬﺫﻴﺏ
ﺴﻠﻭﻜﻬﻡ . 32
ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ/ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ :-
1. ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺃﺒﻨﺎﺀﻨﺎ ﺒﺤﻴﺙ
ﻨﺠﻌل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭﻟﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ .
2. ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻨﻜﺘﺏ ﻭﻨﺭﺴﻡ
ﻭﻨﻌﻤل ﻭﺘﻔﻌﻴل ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﻑ،
ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻼﺭﺘﻘﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﺫﻭﻕ
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻟﻠﻁﻔل .
3. ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺃﺒﻨﺎﺀﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺘﻌﻭﻴﺩﻫﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻓﺔ .
4. ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻨﺭﺒﻲ ﺍﻟﻁﻔل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺜﻘﺎﻓﺘﻪ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﻭﻴﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ ﻭﻓﻲ
ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻭﺃﺩﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺭﺓ ﻭﻓﻌل
ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﻌﻁﺭ ﻭﺤﻘﻭل ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﻭﻫﻨﺩﺴﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺘﻭﻅﻴﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ
.
5. ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻷﻨﻪ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﻗﻅ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺤﻴﺙ
ﻴﺘﻡ ﺤﺸﻭ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ.
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق