التواصل البيداغوجي
الزيارات:
الزيارات:
Unknown | 9/15/2013 02:15:00 ص |
مقالات
لا أحد منا يجادل في كون التواصل عملية أساسية لتحقيق التفاعل بين مكونات العملية التعليمية التعلمية ,نظرا لاهميته في نقل المعلومات و الأفكار و التوجيهات و تبادلها من شخص لآخر او من مجموعة لاخرى ,او من رسالة لقارئها أو المتمعن فيها عبر وسائط تواصلية متعددة .
. فمادا يقصد بالتواصل؟ و ما هيأنواعه ؟ و ما هي أهم الوسائل العلمية التي يتحقق بفضلها ؟ و كيف يمكن تجنب جميع معيقاته حتى يتحقق اثناء الدرس تواصل فعال ,يساهم في بناء المتعلم لتعلماته و مهاراته و مواقفه بشكل بناء ؟
يعرفه( شارل كولي )بقوله (التواصل هو الميكانيزم الدي بواسطته تتوجه العلاقات الانسانية و تتطور ,و هو يتضمن كل رموز الدهن, مع وسائل تبليغها ,عبر المجال و تعزيزها في الزمان و المكان . و يتضمن أيضا تعابير الوجه و هيآت الجسم و الحركات و نبرة الصوت و الكلمات و الكتابات و المطبوعات و التلغراف و التلفون و كل ما يشمله آخر ما تم في الاكتشاف في المكان و الزمان )).
و في اللغة العربية فالتواصل يفيد الاقتران و الاتصال و الصلة و الترابط و الالتئام و الجمع و الابلاغ و الانتهاء و الاعلام (- وهدا من استاد مغربي باحث -.)
و لتحقيق خطة بيداغوجية متفاعلة ,يتحتم علينا اولا معرفةأنواع التواصل و متى يمكن اعتماد كل نوع ؟ فما هي انواعه ’؟
التواصل يصنف بحسب العلاقات التي يقوم عليها و التي تربط بين المرسل و المرسل اليه الى ثلاثة انواع :
1- تواصل عمودي و هو أساس التربية التقليدية ,التي تركز على التلقين و محاولة ملء المتعلم بكم هائل من المعارف .اذ,الاستاد هو كل شيئ يملي و يقول و يصول و يجول و الكل متلقي يسمع و يستوعب دون ابداء الرأء او التدخل , و كأننا امام شاشة التلفاز مسمرين نتتبع نشرة اخبارية .أو في حلقة من حلاقات الحكواتيين بجامع لفنا.
ولكن حتى مع الطرق الحديثة لايمكن أن نستغني عنه ,خصوصا عند تقديم الوضعية ,فلابد أن يتدخل المدرس موضحا الهدف من القيام بهذا العمل و كذلك يتوجب توضيح ما ينبغي فعله .كما انه ضروري في حالة التوجيه و الارشاد .
2- التواصل الأفقي :هو تواصل قد نعتمده في الطريقة الحوارية . التي تتطلب نوعا من الاستجواب الأفقي ( مدرس /تلميد) . لكنو,اذا لم ننتبه قد يتحول الي تواصل عمودي خصوصا اذا كان الاستاد يكتفي بجواب واحيد لنفس السؤال . و هنا لابد من فسح المجال للمتعلمين جميعا للاجابة على السؤال الواحد باجابات متعددة ,حتى ينخرط الجميع, في خطة تواصلية تشمل الجميع ,و يتحرك على اثرها الجميع. فالمتعلمون لابد أن يتحركوا لا أن يحركوا .
3- تواصل مفتوح : وهنا التواصل يكون مختلف الاتجاهات -.مدرس/ تلميد -تلميد/ -تلميذ/ مجموعة من المتعلمين- تخاطب مجموعة اخرى . و هو الشيء الذي تركز عليه مختلف الطرق النشطة, مثل الفارقية - حل المشكلات - المشروع - الزوبعة الدهنية - المحاكاة - ........... و غيرها . و هنا كما نلاحظ يصبح المنشط جزء من المجموعة أوعنصرا منها,يساعد و يوجه و لايفرض رأيه على جماعته و لا يقدم حلولا جاهزة .لكن ينبغي الاشارة الى انه, قد تليق هذه الخطة التواصلية في دروس بعينها مثل الدروس التي تتطلب دراسة ظواهر اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية . و لاتصلح معى دروس دات, حقائق علمية أو غيبية أو تاريخية .
تتمة موضوع التواصل البيداغوجي
و على العموم و انطلاقا مما سبق , يتضح أن التواصل الفعال ,هو الدي نحرص فيه ,على استحضار أي نوع من تلك الأنواع (عمودي -افقي -مفتوح ) بحسب ما تتطلبه اللحظة التعلمية . و لدلك ,فاستعمال الأنواع الثلاثة ,يبقى أساسيا في كل مادة و حسب طبيعة الكفايات المراد بناؤها .
و نضيف أن هناك ,من يقسم التواصل بحسب طبيعته , الى تواصل عرضي فجائي غير مخطط له ,يحدث نتيجة اللحظة,أو بحسب المقام .فكثيرا ما ,ينجر الاستاد الى مناقشة أشياء أو أفكار خارجة عن سياق الدرس . ودلك بدافع من المتعلمين ,اد تستهويهم فكرة ما و ردت في النقاش فينجر الجميع وراءها,تاركين الموضوع الاساسي . اما لجادبية الفكرة أو لكونها من المواضيع الراهنة أو لتحقيق متعة لدى المتعلم ,بحيث يجد في مناقشتها اشباعا لحاجاته و تساؤلاته .
و هناك تواصل انطباعي ,يتم من خلاله التعبير عن انطباعات الباث من نفسه أو عن رأيه في الآخرين .-اما بهدف التوجيه او التنبيه -. أو بهدف الاعتداد بالنفس و ابراز محاسنها و مميزاتها .
و هناك تواصل مقصود مخطط له . تكون في الغالب أهدافه محددة لاحداث الآثار المرتقبة و المتوقعة منه, اما في دهن المتعلم أو في نفسه , أو في خبراته و قدراته و مواقفه . و آدائه و انجازه . و الهدف هنا الحرص على تحقيق تواصل بيداغوجي فعال .
و لتحقيق دلك علينا أن نعي ,جملة من المبادئ التي يقوم عليها التواصل . و هي أن ننتبه الى ان اللغة ليست وسيلة التواصل الوحيدة . لدا ,لا بد من العمل على توظيف مختلف الوسائل العلامية الاخرى- للتواصل -و مراقبتها عند المتلقي في كل لحظة و حين. لانها رسائل تعبر عن سمات متعددة في شخصية المتعلم . مما يسمح لنا من التعرف عليه اكثر بغية الاقتراب منه أكثر .كذلك ينبغي الحرص على تحقيق توازن ما بين استخدام وسائل التواصل و استخدامها في الموقف المناسب لكل علامة . ومن تلك الوسائل اللغوية للتواصل :الوسائل السمعية و هي كل الوسائل اللغوية المنطوقة او الماوراء اللغة, الاحائية أو الرمزية المبطنة وراء القول, أو ما يصاحب النطق من نبرات قد تكون أعمق دلالة :تفخيم, ترقيق, نسق الكلام و غيرها...... .اضف الى ذلك ,الاصوات الغير اللغوية, كالآهات و التعجب, التوجع, التفجع, نحيب, بكاء ,ضحك . و لا يمكن اغفال الوسائل البصرية, من قبيل علامات التواصل المباشرة (حركات البدن -ملامح العينين -عض الشفتين -صك الاسنان -ملامح الوجه )
و لطبيعة الرسالة دور اساسي في تواصل فعال للرسالة و من تمة يجب ,أن تكون في متناول المتعلم ,ليس بها ما يعيق فهمها و ادراكها , كأن تكون فوق مستوياته النمائية ,أو العكس. أو أن تتضمن كلمات و مصطلحات لم يعد لها وجود في زمن المتلقي .
اما في ما يتعلق بالمحيط فلا يجب أن نتناسى ما للمحيط من أهمية في تحقيق تواصل فعال .فتجنب الضجيج الآتي من خارج القاعة سواء من الساحة أو الاقسام المجاورة اوالشارع مما يتسبب في اثارة انتباه المتعلمين . و لا يجب ان نغفل ,ما لضعف الانارة أو التهوية و نظام الجلوس من أثر على اعاقة التواصل .
و خلاصة القول ان تحقيق تواصل فعال يتطلب من المدرس تشخيص كل العوامل التي ذكرت وأن يتحلى باليقظة, و الاستنفار الدائم قصد مراقبة كل ما يصدر عن المتعلم من اقوال و افعال و سلوكات و مواقف و تصرفات . و توظيف كل أنواع التواصل ليتحقق الانفعال المتبادل .
و اكتفي بهدا القدر و شكرا للجميع
التسميات:
مقالات
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق