السينما العربية : واقع ورهانات -السينما المغربية-
الزيارات:
الزيارات:
Lesarts7 | 6/30/2013 01:14:00 ص |
دروس
مادة:
جماليات الفن العربي و الإسلامي
السينما العربية : واقع ورهانات
-السينما المغربية-
إعداد الطالب: إلياس معاد
2013- 01-12/ مكناس
إهداء و شكر :
ابدأ بحثي المتواضع بشكر الله تعالى الذي ألهمني القدرة على كتابة هذا البحث
كما اهدي ثمرة جهدي هذا إلى والدي اللذين ربياني و لكل من علمني حرفا في هذه الحياة و ساعدني في الوصول إلى هذا المستوى
وإهداء خاص إلى أستاذتي الدكتورة الزهرة إبراهيم و إلى كل الأطر التربوية و الإدارية و إلى كل الساهرين على هذا الماستر , سائلين و راجين الله التوفيق و النجاح
دواعي البحت:
بدراستنا لمادة جماليات الفن العربي و الإسلامي كان لابد من البحت في الفنون الذي أبدع فيه العرب و المسلمون, و هو البحث التي كلفتني الأستاذة الدكتورة الزهرة إبراهيم بالبحت فيه , لذا استحضرت ما درسته خلال مشواري الدراسي الجامعي حول التقنيات السمعية-البصرية و السينما فكان لابد من البحت و التعمق أكثر في السينما العربية و ماهية تمظهرها و الوقوف على ما أتى بهذا الفن الجديد على الحضارة الإسلامية من جهة و على الحضارة العربية من جهة رغم إنهما وجهان لعملة واحدة. لهذا فقد كان رصد السينما العربية خلال قرابة القرن دافعا في الغوص في ثنايا هذا البحت الذي كان سببا أيضا في تكوني المعمق في ماستر التعليم الفني و التربية الجمالية .لهذا فإنني حاولت اللم بجوانب السينما العربية قدر المستطاع باعتباره فنا حديثا رغم مرور قرابة القرن بالمقارنة بالدول الغربية و الأوروبية التي أبدعت و طورت هذا الفن ليصبح فنا سابعا أطلق عليه السينما أم الفنون جنب أب الفنون المسرح نظرا لجمعه الفنون الستة وهي: العمارة,النحت,الرقص, الشعر,الموسيقى, الرسم ثم التحدث عن العراقيل التي يعاني منها هذا الفن والتحديات التي تصاحبه .
خطة و طريقة البحت :
في كل بحت لابد من إجراء خطة عمل للوصول إلى نتيجة لدى فاني ارتأيت تخصيص ثلاث فصول منتقلا من العام وضولا الى الخاص. لدى فالمحور الأول يتحدث عن السينما وتاريخها و مراحلها و ابرز ما جاء فيها ثم التحدث عن السينما العربية كفرع من السينمات العالمية وما تخزنه هذه السينما من خبايا بدراسة نقدية معتمدا على أبحاث متفرقة نظرا لوجود أنواع أخرى من السينما داخل السينما العربية حسب أقطار الدول العربية, ثم أمر لدراسة السينما المغربية وتاريخها بدأ من قبل الاستعمار الفرنسي إلى الوضعية الحالية و ما تعيشه من ازدهار و نكبات.
تقديم:
السينما فن طلع على العالم من أوروبا,واجتاز مرحلة تطورية ,اشتركت فيها القارة الأمريكية , أو بعبارة أدق الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض دول أوروبية في مقدمتها فرنسا و انجلترا ثم وصل إلى العالم العربي و الإسلامي بعد ذلك, ليكون المغرب إضافة إلى مصر الدول السباقة لاحتضان هذا الفن الجديد رغم ما كانا يعرفانه آنذاك من مشاكل إبان استعمار هاتين الدولتين. ثم وصل إلى باقي الدول العربية الإسلامية الأخرى.
على الرغم من مرور قرابة القرن على إنتاج أوليات الأفلام العربية وعلى الرغم من أن السينما العربية أنتجت عددا لابسا بت خلال هذه الفترة فان الأبحاث التي حاولت دراسة هذا الموضوع قليلة إذ نجد انه قليلة هي الكتب و المراجع و الدراسات التي أريد بها الإحاطة بموضوع السينما العربية بصفة شمولية و تفصيلية لتاريخ و مسيرة وواقع السينما في الوطن العربي.
ومن خلال هذا البحت الذي أجريته و الاطلاع المعمق في الموضوع كان لابد من محاولات تبذل في هذا المجال منها هذا البحت المتواضع الذي أريد به إبراز جمالية الفن العربي و الإسلامي من منطلق أن السينما تسمى الفن السابع بعد الفنون الستة: الشعر, العمارة, الرسم,النحت,الرقص,الموسيقى. ولهذا بذلت جهودا في جمع معطيات حول السينما العربية في أقطار العالم العربي في بحت تبقى معها صفة الشمولية تضفي نوعا من التكامل في الطرح بين العناصر الأربعة الأساسية التي تشكل الأرضية و المنطلق وهي التاريخ و التوثيق و التحليل و التقديم مستفيدا من خبرتي المتواضعة في السينما و الفنون خلال مدة التحضير للإجازة المهنية في التقنيات السمعية البصرية و السينما .
صياغة الفروض أو التساؤلات
في الأول سأحاول تركيب أسئلة تجعل من البحث قيمة مضافة في البحت الأكاديمي بإعطاء تساؤلات و فرضيات تخاطب العارفين بهذا الميدان و الملمين به فكانت تساؤلاتي في بداية هذا البحث والتي تؤرقني منذ البداية هي:
1. ماهي المشاكل التي يعاني منها هذا الفن؟
2. قد تكون فرضية تدخل الدين الإسلامي في الفن السابع جعل منه فنا مسيجا كما طرأ على باقي الفنون التي حرمة آنذاك
3. لماذا نكتفي بهذه الجوائز التي تمنح بين حين وآخر للفلم العربي في مهرجان ما ثم ننام على أمجاد هذه الجوائز؟
4. هل فن السينما العربية حقا يمكن اعتباره ك احد الفنون الجديدة على الحضارة العربية و الإسلامية رغم بدايته ورغم الصعوبات التي تعتلي محترفي هذا الفن؟
5. لماذا لا تكون السينما العربية على مستوى المهانات القومية الأخرى ما دامت تستقطب هذا العدد الكبير من الجماهير؟
6. ما هي أبعاد هذه المواجهة من السينما نريدها متقدمة و متحررة؟.
7. هل السينما العربية عامة و السينما المغربية خاصة تعاني أزمة إبداع لا غير ؟
8. لماذا لا نرى وجودا فعليا لاتحد النقاد السينمائيين العرب ؟
سأحاول الإجابة عن هذه التساؤلات خلال خلفية نظرية و أبحاث لعدة كتب و مقالات حول الفن السابع من بداياته إلى الوضعية الراهنة التي يعيشها هذا الفن من تهميش و عراقيل.
الخلفية النظرية والأبحاث
I. الفصل الاول:
نشأة السينما و تطورها في العالم
لقطة من فيلم التيتانيك لمخرجه الشهير جيمس كامرون وفي الصورة الممثلة الشهيرة كايت ونسلت
نشأة السينما و تطورها في العالم
يرجع البعض بدايات السينما, أو بتعبير أدق ما قبل البدايات إلى ما دونه الفنان و المهندس و العالم الايطالي, ليوناردو دافنتسي من ملاحظات ذكرها جيوفاني باتستا دي لابورتا, في كتابه السحر الطبيعي عام 1558, فقد لاحظ دافينتشي أن الإنسان إذا جلس في حجرة تامة الظلام, بينما تكون الشمس ساطعة خارجها, وكان في احد جوانبها ثقب صغير جدا في حجم رأس الدبوس, فان الجالس في الحجرة المظلمة يمكنه أن يرى على الحائط الذي في مواجهة هذا الثقب الصغير ظلالا أو خيالات لما هو الثقب الصغير.
أما البداية الحقيقية لميلاد صناعة السينما, فتعود إلى حوالي عام 1895, نتيجة للجمع بين ثلاثة مخترعات سابقة هي العلبة البصرية, و الفانوس السحري, ة التصوير الفوتوغرافي, فقد سجل الأخوان اوجست و لويس لوميير اختراعهما الأول جهاز يمكن من عرض الصور المتحركة على الشاشة في 13 فبراير 1895 في فرنسا, على انه لم يتهيأ لهما إجراء أول عرض عام إلا في 28 ديسمبر من نفس العام, فقد شاهد الجمهور اول عرض سينيماتوغرافي في قبو الجراند كافيه(المقهى الكبير) الواقع في شارع الكابوسين بمدينة باريس. لذلك فالعديد من المؤرخين يعتبرون لويس لوميبير المخترع الحقيقي للسينما, فقد استطاع أن يصنع أول جهاز لالتقاط و عرض الصور السينمائية, ومن هذا التاريخ أصبحت السينما واقعا ملموسا.
وقد شاهدت نيويورك في ابريل 1895, عرضا عاما للصور المتحركة.ثم ما لبث ارمان وجينكينز, أن تمكنا من اختراع جهاز أفضل للعرض, استخدماه في تقديم أول عرض لهما في سبتمبر ن السنة نفسها, الأمر الذي حدا بتوماس أديسون لدعوتهما للانضمام إلى الشركة التي كان قد أسسها لاستغلال الكينيتوسكوب. وفي العام التالي تمكن أديسون من صنع جهاز للعرض يجمع بين مزايا الجهازين, وأقام أول عرض عام له في ابريل 1896 فلقي نجاحا كبيرا.
ويقسم الناقد و المؤرخ السينمائي الأمريكي فيليب كونجليتون, المراحل التي مر بها تكور الفيلم السينمائي من منظور التأثر بنمو السوق إلى العصور التالية:
1. عصر الريادة : 1895 – 1910:
في هذا العصر بدأت صناعة الفيلم, الكاميرا الأولى, الممثل الأول, المخرجون الأوائل كانت التقنية جديدة تمتمت, لم تكن هناك أصوات على الإطلاق, ومعظم الأفلام كانت وثائقية,خبرية, وتسجيلات لبعض المسرحيات و تول دراما روائية كانت مدتها حوالي خمسة دقائق, و بدأت تصبح مألوفة حوالي عام 1905 مع بداية روائية الفنان الفرنسي جورج ميلييس الفنان الذي اخرج فيلم رحلة إلى القمر عام 1902 وكانت الأسماء الكبيرة في ذلك الوقت هي أديسون, لوميير, ميلييس بأفلامه المليئة بالخدع. وعند مشاهدة هذه الأفلام يؤخذ في الاعتبار أنها كانت تشكل المحاولات الأولى, و أن السينما كانت وما تزال أداة اتصال جديدة, فلا يجب أن ينظر إليها على أنها تافهة, ربما تكون حقا بدائية, ولكن يجب إدراك أن الطاقة و العمل الذي بذل لإنتاج هذه الأفلام كان مبهرا, وان اخذ المنتجين على عاتقهم مهمة إنتاج هذه الأفلام كان أمرا متميزا.
2. عصر الافلام الصامة : 1911 – 1926:
ويتميز هذا العصر عن سابقه بكثرة التجريب في عملية مونتاج الأفلام, فلم تكن هذه المرحلة صامتة بالكامل فقد كانت استخدامات الطرق و مؤثرات صوتية خاصة, بينما لم يكن هناك حوار إطلاقا حتى المرحلة التالية, فاختلف الشكل, واختلفت التسجيلات المسرحية لتحل محلها الدراما الروائية, ويعد هذا أيضا بداية لمرحلة الأفلام الشاعرية ذات الطابع التاريخي الأسماء الشهيرة في هذه المرحلة ضمنت شاري شابلن, ديفيد جريفيت و غيرهم. وتكلفت أفلام هذه المرحلة أموالا أكثر وبدأت مسالة نوعية و جودة الفيلم تثير جدلا, كما صنعت أنواع مختلفة من الأفلام في هذه المرحلة.
3. عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية:1927-1940:
يتميز هذا العصر بأنه عصر الكلام أو الصوت, ولكن فيليب كونجليتون يرى, أن هذا التصنيف غير دقيق, فذالك يعني أن هناك مرحلتين في تاريخ الفيلم. الصمت و الكلام.ويبدأ هذا العصر بإنتاج أول فيلم ناطق بعنوان "مغني الجاز" عام 1927, بالإضافة إلى أفلام ناطقة أخرى متنوعة أنتجت في هذه المرحلة, كما شهدت أفلام الثلاثينيات استخداما أكثر للألوان, وبدأت الرسوم المتحركة, وفي هذه المرحلة أيضا ظهرت العروض النهارية للأفلام, وبدأت تتنامى في المسارح مع موجة الكوميديا, وبروز نجوم لفن السينما انتشرت أسماؤهم في ذلك الحين.
وقد ضمت أسماء هذه المرحلة أسماء مثل كلارك جابل, فرانك كابرا, جون فورد, و الممثلان اللذان إلى المرحلة الناطقة بعد ذلك, وهما ستان لوريل و اوليفر هاردي . وفي هذه المرحلة أيضا بدأت نوعية الفيلم تزداد أهميتها مع ظهور جوائز الأوسكار, وحب الجمهور للسينما. من هنا أصبح ينظر للفيلم في هذه المرحلة كمراهق بدا ينضج, ويمكن التمييز بين الأفلام التي كلفت أموالا كثيرة عن الافلام التي لم تكلف كثيرا, وبالرغم من أن التقنية المستخدمة في صناعة الفيلم كانت ما تزال بدائية, لكنها بهرت العديد من رواد السينما.
4. العصر الانتقالي للفيلم : 1955 – 1966:
أحدثت الحرب العالمية الثانية كل أنواع التغيرات في صناعة الفيلم, فخلال وبعد الحرب ازدهرت الكوميديا بشكل ملحوظ, وتربعت الأفلام الموسيقية على عرش السينما, كما انتشرت أفلام الرعب, ولكن باستخدام ضئيل للمؤثرات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج, فقد صنعت نفقات الإنتاج فرقا ملحوظا بين الميزانيات الكبيرة والصغيرة للأفلام, و لجأت استوديوهات السينما لاستخدام ميزانيات صغيرة لإنتاج أفلام غير مكلفة للعامة, وذلك لجلب الجماهير. لذلك ظهرت الأفلام الجماهيرية في هذه المرحلة و التي يمكن تصنيفها إلى أفلام استخبارات, أفلام الغابات, و الأفلام الاستغلالية. أما أفلام الخيال العلمي فقد ظهرت حوالي عام 1950. و الأسماء الكبيرة القليلة التي ظهرت في هذه المرحلة هي كاريت جرانت, همفري بوجارت, اودري هيبتون, هنرى فوندا, فريد استير.
5. العصر الانتقالي للفيلم:1955 – 1966:
يسمى فيليب كونجليتون هذه المرحلة بالعصر الانتقالي, انه يمثل الوقت الذي بدا فيه الفيلم ينضج بشكل حقيقي, فقد ظهرت في هذا العصر التجهيزات الفنية المتطورة للفيلم من الموسيقى, وغير ذلك . وفي هذا العصر بدأت الأفلام من الدول المختلفة تدخل الى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حوائط هوليوود السينمائية, وبدأت الأفلام الجماهيرية تستبدل بأفلام رخيصة, كما بدأت الاستوديوهات الكبيرة تفقد الكثير من قوتها في مجال التوزيع. كما ظهرت لصناعة الفيلم عدو جديد يسمى التليفزيون, مما ابرز المنافسة حول نوعية الأغلبية بجوار الأبيض و الأسود, وضمت الأسماء الكبيرة في السينما هذه المرحلة الفريد هتشكوك, مارلين مونرو, و اليزابيت تايلور.
وبدأت الحرب الباردة لتغير وجه هوليوود, وظهرت المؤثرات الخاصة, و برزت الفنون الأخرى المصاحبة كالديكور و الاستعراضات.
6. العصر الفضي للفيلم:1967 – 1979 :
يرى بعض المؤرخين أن هذه الفترة بالفعل, هي مرحلة الفيلم الحديث, وكانت مرحلة جديدة وقتها و يبدأ العصر الفضي للسينما بإنتاج فيلمي الخريج و بوني كلايد عام 1967.
وقد ظهرت عدة أفلام خيالية من الصور المحترمة. وكان من جراء انتشار هذه النوعية من الأفلام الناضجة, الخارجة عن الأخلاق العامة, أن طهرت أنظمة جديدة للرقابة و تكونت الأسماء الشهيرة التي حكمت هذا العصر أمثال فرانسيس كوبول , وداستن هوفمان, ومارلون براندو. انخفضت نسبة أفلام الأبيض و الأسود إلى 3% من الأفلام المنتجة في هذه الفترة. فأصبحت هوليود تعرف حقا كيف تصنع أفلاما, وأصبح هناك فارق كبير بين الميزانيات الكبيرة و الضئيلة على أنها رديئة.
7. العصر الحديث للفيلم" 1980 – 1995:
بدا هذا العصر عام 1977, عندما أنتج فيلم "حروب النجوم", الذي يعد أول إسهام للكمبيوتر و التقنية الحديثة في تصميم المؤثرات الخاصة. لكن فيليب كونجليتون يبدأ هذا العصر عام 1980, لأنه يعتبر أن فيلم "الإمبراطورية تقاوم" نقطة البداية . ففي هذه المرحلة بدا انتشار الكومبيوتر و الفيديو المنزلي, التلفزيون السلكي. و اعتمدت هذه المرحلة اعتمادا كبيرا على الميزانية الضخمة بدلا من النص و الثمتيل و مكنها احتفظت بالقدرة على إنتاج نوعية جيدة من أفلام التسلية الممتعة.
II. الفصل الثاني
السينما العربية
لقطة من فيلم" الرسالة" لمخرجه مصطفى العقاد و الممثل المشهور انطوني كويل في الصورة
السينما العربية
وقد كانت السينما , في جميع أقطار الوطن العربي مغامرات فردية في بدايتها, حققها أفراد بهرتهم صناعة هذا الفن الجديد كما بهرتهم أضواءه و الهالة التي كانت تحيط بنجوم السينما الأمريكية و الأوروبية. وحتى لا نطمس هؤلاء السينمائيين الأوائل حقهم , فلابد من الاعتراف بأنهم كانوا ينطلقون في تلك البدايات من منطلق جاد و محاولات فيها نوع من الالتزام الطوبوي بالمثل و ببعض القضايا الإنسانية و الخلقية في مفهوم تلك الفترة . وعلى الرغم من الإمكانات المحدودة التي أنتجت بها الأفلام الأولى في السينما العربية, فإنها في مجمل مضمونها لم تكن أفلاما مجنونية . كانت تحاول أن تطرح بها من واقع الصراع بين مفاهيم خلقية و اجتماعية معينة في الريف و المدينة.
على أن تلك البدايات,وعلى الرغم من تقارب اكترها زمنيا وموضوعيا , أصبحت فيما بعد اتجاهات متباينة , و بالصورة خاصة في مصر التي كانت أم السينما العربية, فبعد أن كانت البدايات الأولى لهذه السينما الرائدة في الوطن العربي تبشر بأنه سينما فيها الكثير من الجدية في محاولة تناول قصص من واقع و معانات الإنسان العربي في مصر آنذاك, بدأت تتحول على أيدي عدد من تجار الخردة و أثرياء الحرب إلى سلعة تجارية من نوع جديد , فتحولت القصص الجادة التي كان يختارها بعض المخرجين الجريئين و المخلصين إلى نو ع أخر من القصص الاستعراضية المحشوة بطابوهات مفتعلة من استعراض الرقص الشرقي و الغناء المتهافت في مشاهد هي اقرب إلى الابرتات المبتسرة, ندس في الفيلم بمناسبة و بغر مناسبة و تحقق للجمهور نوعا من التسلية و نوعا من الانشغال عن الهموم الحقيقية ومنها ماسي الحرب و الاحتلال, ووجود الاستعمار, و الأزمات الاقتصادية, إلى أخر هذه القضايا التي كانت تنخر في عظام الناس و الوطن .
أصبحت أكثر الأفلام تدور حول شاب فقير يحب بنت الباشا, و موظف صغير تحبه ابنة صاحب المصنع, و زوج تخونه زوجته , و أخر يتزوج من أجنبية و يأتي بها إلى البلد, ومطرب موسيقى مغمور يقع في هوى الأميرة التي يدرسها الموسيقى, وفنانين يعانون في فرقتهم المتواضعة حتى تنقدهم فتات ثرية جميلة رائعة .... .
كانت تلك الفترة انتكاسة حقيقية للسينما العربية امتدت سنوات عديدة , وخرجت بالسينما عن أهدافها كفن جماهيري هادف إلى مجال المتاجرة, و ظهر عدد من المنتجين و المخرجين الذين استعجلوا الثراء و الشهرة الفارغة على حساب الفن و الذوق و المبادئ و الأخلاق, و أصبح الفن السابع و السابح بعيدا عن قضايا الناس و هموم الجماهير.
وعندما قامت المؤسسة العامة للسينما و حاولت أن تطرح بديلا لهذه السينما, استغل تجار السينما الأخطاء الإدارية التي وقعت فيها و الأموال الكبيرة التي أنفقتها فأجهزوا عليها وعادت السينما في مصر وفي بعض الدول إلى سيرة المتاجرة.
و باستثناء تجربة السينما الجزائرية التي تشرف على قطاع السينما كاملا بما فيه دور العرض التي تملكها البلديات, نجد أن هناك اتجاهين في السينما العربية, احدهما القطاع الخاص الذي استشرى في بعض الفترات بصور جنونية, والآخر للقطاع العام الجاد و الملتزم. وإذا كان القطاع الخاص قد استطاع أن يلتهم القطاع العام في مصر إلا انه بدا ينحصر في سوريا و لبنان, و انتهى بصورة قطعية في العراق, و لكن السوق ما تزال مغرقة بالإنتاج المتوفر لهذا القطاع المصري بصورة خاصة و الذي ساهم في إفساد أذواق الجماهير على مدى نصف قرن من الزمن.
لقد كان قيام مؤسسات السينما في بعض الأقطار العربية مرحلة انعطاف في تاريخ السينما » مصر – الجزائر – سوريا – فلسطين – العراق «, وترافق ذلك مع ظاهرة أخرى لا تقل عنها أهمية بدأت مع عودة مجموعة من السينمائيين الشبان الجدد الذين درسوا السينما في الخارج, وجاءوا يحملون شهادة اختصاص و يحملون معها أحلاما و طموحات كبيرة كانت كثيرا ما تصطدم بالواقع التقليدي للسينما و بالعقبات الأخرى الروتينية, وبالآراء التي يحملها حتى السينمائيون الذين كانوا من أسباب الأزمة , ومن مصلحتهم ألا يفسحوا المجال أمام هؤلاء السينمائيين الجدد الذين جاؤوا يحملون وعد »السينما البديلة « التي قد تستطيع أن تتجاوز واقع الاتجاهات المتباينة للسينما العربية.
لقد خلق تباين الاتجاهات و المستويات العربية بين أقصى مراحل المتاجرة و أقصى حدود الجدية, جمهورا من النخبة – وهو جمهور لا يزال قليلا من حيت العدد – إلى جانب جمهور آخر واسع من المتفرجين التلقائيين ساهم التلفزيون في زيادة عدده, يبكي مع أبطال الميلودراما, و يطلق ضحكات جوفاء مع الحركات و القفشات الكوميدية المبتذلة, ويتعاطف مع قصص الغرام السطحية التي تحشى عادة بكل توابل السينما التجارية من مفاجئات و رقصات و نكات و أغاني و مشاهد جنسية لا مبرر لها.
وعلى الرغم من جميع النتائج السيئة لنكسة يونيو 1967, فإنها أفرزت تيار السينما الشابة الجديدة بشكل واضح في عدد من أقطار الوطن العربي, وكان ممثلو هذا الاتجاه مبدئيا الواقع السينمائي القائم, وقد انتقلوا من التنظير إلى الممارسة العملية, وان كانت أفلامهم حتى الآن تجد صعوبة في أن تشق طريقها بين الجماهير العريضة.
مع هذا أثبتت هذه السينما وجودها, و بدا السينمائيون العرب الشباب بصورة خاصة يحاولون أن يكونوا بحق أبناء عصرهم و أصحاب قضيتهم,وان يضعوا إسفينا في البني التقليدية المتخلفة لمجتمعنا العربي, ومن هنا كانت أهمية مهرجان دمشق الدولي لسينما الشباب سنة 1972 الذي كان بداية لعملية مد جسور اللقاء و التعاون بين السينمائيين العرب لتجسيد هوية السينما الجديدة التي تخاطب إنسان العصر بلغة تأكد أنها تحترم وجوده وعقله, وتساعده على تجاوز مواقع الاتكال و لا مسؤولية و التخلف, إلى مواقع متقدمة أكثر فعالية و جدوى . ومن المؤسف أن تكون نهاية السبعينيات بداية أزمة جديدة في السينما العربية, بينما كانت الستينيات نقطة انطلاق حقيقية لحركات تجديد جادة و أصلية انبثقت في وقت واحد في عدة من أقطار عربية كأنما كانت على موعد مع التقدم ففي مصر يتجمع شباب السينما في جماعة السينما الجديدة ,ويطالبون بتغيير جذري لنظم الإنتاج وبثورة كاملة في وسائل النفاذ إلى الواقع, ولا تقتصر فعاليتهم على مجرد التنظير لهذه السينما الشابة, بل يرتبط فكرهم بالتطبيق العملي منذ بداية ظهور ذلك التيار, وفي سورية تبدو انعكاسات تلك الحركة في الأسلوب الذي اتخذته المجموعة التي التفت حول مؤسسة السينما.
وفي الجزائر, اقترن ظهور الجيل الثاني من السينمائيين, وفي مقدمتهم محمد أبو عماري و سيد علي مازيف و عبد العزيز طولبي و محمد زينات برفض رد حركة الواقع إلى تاريخ, فالفيلم من أهم وسائل الكشف عن وعي الإنسان بالعلاقات المحيطة به , و إذا كان الواقع في تطور وتغيير مستمرين, فان اقتصار السينما على إنتاج أفلام تسرد بطولات حرب التحرير وتمجد رواد الثورة الجزائرية يؤدي إلى نتائج عكسية, طالما أن الجمهور قد وصل إلى حد الإشباع بالنسبة لوعيه بالماضي, وبلغ درجة فقدان المكان بالنسبة لمعاصرته لمن حوله, ومن هنا ضرورة الاتجاه إلى الحياة, إلى الواقع.
وقد وصلت أصداء هده الدعوة إلى سائر أطراف المغرب العربي, فبدا اتحاد السينمائيين في تونس, المعاصرة, وانتقل أكثر الشبان جرأة من النظرية إلى التطبيق, و لأول مرة نرى في فيلم مثل "وغدا" لابراهيم باباي كيف تتمزق أحلام الفلاح التونسي الذي تلفظه الأرض عندما يهاجر إلى المدينة, أو كما في فيلم "الخماس" للطيب الوحيشي, كيف لتتغير علاقات الإنتاج الإقطاعية العشائرية في الريف رغم ما ينتشر في المدينة من حديث, مجرد حديث عن التطور والمدينة و الدخول في عصر الحديث, وهذا أيضا ما حدث في المغرب عندما بدأت حركة السينما الشابة بفيلم "الف يد ويد" لبن بركة.
ولنعترف هنا بان السينمائيين الجدد في الوطن العربي, والذين ولدت عطاء اتهم في ظل أجهزة الدولة الإيديولوجية, باستثناء بسينمائيي تونس و المغرب وجدوا إمامهم أسباب تحقيق و كفالة استمرارية الإنتاج, وتخطى مصاعب النفقات, خاصة عندما يقتنع المسؤولون في هده الأجهزة بأهمية السينما لربط الجمهور بحركة الثورة الاجتماعية, ومن هنا كانت الستينات فرصة مواتية أمام هؤلاء لخلق سينما وطنية, ثم محاولة تجاوزها إلى سينما أكثر تقدما على الرغم من سيطرة العقلية التكنوقراطية على بعض هذه الأجهزة مما ابعد بعض المحاولات الجادة – أو كثيرا منها عن تقديم الفكر القومي. قال البعض :إن مشكلة السينما تكمن في تخلفها التقني, وقال البعض الآخر :إن المشكلة هي في تجمد محتوى الفيلم الجاد ضمن بناء محدود "لا نتكلم هنا على السينما التجارية ", حتى الفيلم الجزائري الشهير "وقائع سنوات الجمر", برغم الشهرة التي حققها, كانت حوله ملاحظة هامة من ها النوع طرحها الناقد صبحي شفيق في مجلة السينما العربية العدد الأول, عندما قال : ما نلمح في اغلب أفلامنا أن رؤية الواقع تتحول إلى رؤية فرد واحد, نحمله حديثنا, وغالبا ما يكون الحديث الذي تريده السلطة لا الذي يمليه الواقع,واضرب مثلا بفيلم واحد يصلح وحدة قياسية لعشرات الأفلام, واعني بت "وقائع سنوات الجمر" للجزائري محمد الاخضر حامينه رغم كادراته و تكويناته الرائعة, ورغم حسه السينمائي المفرط, ينتهي الأمر بمخرج الفيلم إلى توسيع الهوة بين التكنيك و المضمون, لأنه جعل من فرد واحد, هو احمد, شخصية بطولية لا تنهزم أبدا, نراه منذ عام 1930 حتى انطلاق أول رصاصة من معسكر الثوار في عام 1954, لا يجرح ولا يمرض, رغم موت أهله وأبنائه وتدمير قريته عن أخرها, ورغم موت كل رفاقه الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية, وذلك لان الواقع, هنا, يبدو وحيد البعد, بينما واقع الجزائر متعدد الأبعاد, وعلى المستوى الدرامي, نعبر عن هذا بان المخرج جعل الواقع ينكمش في دائرة الدراما البرجوازية بينما المضمون يتطلب معالجة ملحمية .
وليس هذا الفيلم هو المثال الوحيد ولكن هذه المحاولات على ما يقال حولها من ملاحظات كانت بلا شك الوجه المشرق والمتقدم للسينما العربية في عدد من الأقطار العربية, ولكنها ظلت دون طموح المهمة الأساسية مهمة خلق سينما قومية, على الرغم من أن عددا منها قد نال جوائز في مهرجانات دولية عربية .
إن جوائز مهرجانات السينما ليست التقويم الأخير لأفلام السينما, وفوز فيلم "عرس الزين" للمخرج الكويتي خالد الصديق مثلا بمهرجان الفيلم العربي الأول في باريس يعتبر مؤشرا يجب الوقوف عنده قليلا, بعد أن فاز الفلم الأول لهذا المخرج, وهو "بس يا بحر" بجائزة المهرجان الأول لسينما الشباب الذي أقيم في دمشق عام 1972, وفي هذه الوقفة يمكن أن نقول : السينما لا تصنعها المبادرات الفردية وحدها مهما كانت المواهب و الإمكانات المتاحة بين يديها, وبصورة خاصة في بلاد نامية أو متخلفة لا فرق يجب أن يكون للسينما فيها دور ايجابي كبير, بعد أن أصبح الفن السابع الملهاة الجماهيرية الواسعة, وبعد أن أصبحت هذه البلدان مستهدفة, كسوق للتسويق من قبل تجار السينما من المنتجين, وسماسرة السينما من المستوردين و المسوقين.
نقول إن السينما لا تصنعها مبادرات فردية فقط, ولكننا نقف مع هذا الرأي أحيانا عاجزين أمام حراب المتاجرين بهذا الفن المشروعة في وجوه المحاولات الجادة في هذا الميدان.
تجربة خالد الصديق الكويت تجربة متقدمة في هذا المجال و مثلها تجارب جماعة السينما الجديدة في مصر, وتجارب أخرى في الجزائر وسورية و تونس, ولكن هل تستطيع هذه التجارب لن تقف في وجه هذا الطوفان المرعب من الأفلام التجارية التي أصبحت سلعة عالمية تخضع لمنطق العرض و الطلب, وتخضع لسوق واسع تلعب فيها المساوماتت دورا كبيرا, وهناك دائما طرق لتسويق هده السلعة مهما كانت مواصفاتها, مادامت ملايين البشر لا تجد أمامها من سبيل للتسلية غير السينما في أكثر الأحيان.
إذن, ما الحل ؟ على صعيد الوطن العربي في اضعف الأحوال؟ نحن نعلم أن الجهود العربية المشتركة في هذا الميدان يمكن أن تؤدى إلى بعض النتائج وليس إلى كل النتائج, ومادام هناك سينمائيون عرب مجدون و طليعيون و مخلصون, وما دام هناك مؤسسات للسينما يمكن في حال تخليصها من أدوائها الراهنة أن تكون احد مرتكزات العمل, فان الجهود المشتركة بين هؤلاء السينمائيين يجب أن تترجم إلى أفعال.
هناك جهود مضادة ستبذل في هذا المجال, وقد وقفنا على مثل هذه الجهود بعد التجربة الناجحة لمؤتمر السينمائيين الشباب الذي عقد في دمشق وأجهض بعد دورته الأولى, ولكن مثل هذه العقبات يجب ألا تجعل العاملين المخلصين في هذا الميدان ينكفئون مع عدساتهم على أنفسهم و يكتفون بإنتاج بعض الأشرطة التي ترسل للمهرجانات, تاركين الجماهير فريسة سهلة للتجارة.
لماذا لا نرى وجودا فعليا لاتحاد السينمائيين العرب؟
لماذا لا نرى وجودا فعليا لاتحد النقاد السينمائيين العرب ؟
لهذا نكتفي بهذه الجوائز تمنح بين حين وآخر للفلم العربي في مهرجان ما ثم ننام على أمجاد هذه الجوائز؟
لماذا لا تكون السينما العربية على مستوى الهامات القومية الأخرى ما دامت تستقطب هذا العدد الكبير من الجماهير ؟
وإذا كان المطروح الآن هو سينما متقدمة ومتحررة, كما جاء في شعار مهرجان دمشق, فلان السينما العربية الحالية هي مطالبة بان تكون فعلا متقدمة ومتحررة, وإذا كان الواقع يؤكد أنها خطت خطوات عملية في هذا المجال, وخرجت إلى مرحلة المواجهة ضد الاستغلال و القهر والتخلف و ضد محاولات العدوان و الاستيطان و الاستعمار و التوسع على حساب الشعوب المناضلة, فان السؤال الذي يجب أن يطرح الآن : ما هي أبعاد هذه المواجهة من السينما نريدها متقدمة و متحررة؟.
لنعرف أن هناك جنوحا لدى السينمائيين العرب للتحقيق في الماضي و تفادي الصدام المباشر مع الواقع الراهن أو المستقبلي "هناك استثناءات قليلة بالطبع". ونتساءل هنا : هل هذا النوع من الجبن؟ أو الخوف؟ أو التهرب من المسؤولية أو هو نوع من الاتكاء المريح نسبيا على الماضي ؟
شيء مفيد وهام و مطلوب أن نسجل الماضي و التراث و الأحداث الكبيرة في السينما, وان يقف الجيل العربي الجديد على مشاهد ترصد بعضا من تاريخ شعبه, ولكن السينما العصرية, في بلاد نامية و متخلفة وطموحة بان واحد , يجب أن تتجاوز أبعاد المواجهة التقليدية إلى مواجهة فعلية للمشكلات و الأخطاء و التجارب, خاصة وان التلفزيون العربي مع الأسف يعيش الآن الفترة المرضية نفسها التي عاشتها سينما التسلية العربية مع القصص السطحية و الميلودراما المفتعلة, والتاريخ المزيف, والرصد المشوه لحكايات الأسلاف و الاختلاف على حد سواء, إن كان ذلك في قصة بدوية من الصحراء, أو في قصة عصرية من عواصمنا العربية.
إن شعبنا العربي اليوم يعيش أقسى مرحلة في تاريخه المعاصر, وهو شحن امتحانا مصيريا صعبا على جميع المستويات, انه يجابه مؤامرات من كل نوع, ومن عدو شرس يستهدف وحدة ترابنا العربي , وثرواتنا القومية, ومستقبل أجيالنا.
بالإضافة إلى أن هذا الشعب يخوض معركة أخرى قاسية على صعيد التنمية وفي مجابهة تركوا الماضي من عهود التخلف و الاستعمار و الاستغلال.
والسينما, أمام هذا الواقع, مطالبة بان تكون في قلب الأحداث, ليس بالأسلوب التوثيقي و التسجيلي فقط, بل بجميع أساليبها المعروفة, وعلينا أن نحاول تفهم المحاولات المخلصة في هذا المجال فلا نضيق عليها أو على أصحابها مادام منطلقهم الالتزام الواعي بقضايا جماهير الشعب.
لنعترف أننا مقصرون في هذا المجال, وان كثيرين من السينمائيين العرب يتهيبون الانتقال إلى هده الأبعاد و الأفاق الجديدة للمواجهة, ولنعترف بان هذا التقصير ظاهرة مرضية يجب أن تنتهي, فحمل الكاميرا اليوم أو توجيهها مهمة صعبة ودقيقة ولا تقل أهمية عن مهمة حمل سلاح في الحرب, وحمل آلة الإنتاج في السلم.
المشكلات التي تعاني منها السينما العربية :
1. اكتساح الأفلام الأجنبية دور العرض و عدم استطاعة الإنتاج العربية مزاحمة هذه الأفلام ا وان يكون بديلا
2. اللغة العربية الواحدة المفقودة في السينما العربية , إذ أن كل قطر عربي ينتج أفلامه باللهجة المحلية التي يصعب فهمها في الأقطار الأخرى و خاصة بين المشارقة (دول الخليج) و بين الدول المغاربية ( دول المغرب العربي) .
3. قلة الكوادر و الإمكانيات الفنية مع الإشارة إلى بعض مؤسسات السينما التي تقدم الدعم المادي و الإداري و الفني للسينمائيين.
4. تكبيل السينما بالرقابة الفنية حيت تتدخل الدولة في الإنتاج السينمائي.
5. الاتجاهات المتباينة في السينما العربية, بين القطاعين العام و الخاص من جهة .
6. أسواق التوزيع المحدودة أمام الفيلم العربي و يعد الفيلم المصري بما يزخر من تاريخ طويل مختلفا في هذا المجال , فما تزال الأسواق العربية شبه مغلقة أمام الأفلام العربية المنتجة في أكثر الدول العربية إلا في بعض المناسبات النادرة مثل المهرجانات أو الأسابيع السينمائية المتبادلة.
7. تفشي ظواهر الانحلال الأخلاقي و الخروج عن الحياة المعاشة لدى المتفرجين أدى إلى نفور الجمهور العربي من القاعات السينمائية التي بدورها تحتاج إلى صيانة بعد ما أكل منها الدهر و أصبحت مكانا مهجورا لدى المتتبعين لسينما العربية .
8. ضعف البنيات و التجهيزات في صلات العرض جعل المتفرج العربي يبحث عن بديل ألا و هو التلفاز الذي نافس و زاحم السينما العربية و الذي سرع موت الفن السابع وجعله في أواخر لحظات اندثاره .
9. القرصنة المتفشية في الأسواق العربية و خاصة في المغرب و التي أصبحت المشكل المنتشر على نحو واسع .
10. عدم إشراك المهتمين بالمجال السينمائي ب دورات سينمائية بل إقصاء كلي للمهتمين الشباب على حساب التشهير و الترويج ب اكبر الأسماء الفنية وسع ذلك الشرخ بين جيلين سينمائيين الأول جيل قديم يؤمن بأنه السباق و الأولى بحمل مشعل السينما العربية و الأخر بأنه مستقبل السينما العربية الحديثة في ظل رهانات العولمة و مواكبة الجديد فيما يخص الساحة الفنية.
11. الرقابة على جميع الأشرطة السينمائية , المنتجة أو المستوردة و إذا كانت هذه الرقابة تختلف من بلد لآخر فإنها بالنسبة لأقطار الوطن العربي تلتقي في عدة نقاط أساسية وبصورة خاصة بعد أن نالت هذه الأقطار استقلالها ووضعت أسس الرقابة على أساس المصلحة الوطنية و القومية وهي غير الأسس التي كانت متبعة في عهود الاحتلال الأجنبي .
III. الفصل الثالث
السينما المغربية
لقطة مقتطفة من الفيلم المغربي "الطريق إلى كابل" لمخرجه إبراهيم شكيري من بطولة عدد من الفنانين المغاربة المتميزين من بينهم الفنان القدير محمد بنبراهيم ورفيق بوبكر وسعيد باي وربيع القاطي وعزيز دادس
نظرة على السينما المغربية
بعدما نال المغرب استقلاله عن الاستعمار سنة 1956 كانت تنتظره عدة تحديات تجلت في إعادة بناء الدولة من كل النواحي السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية, و الثقافية . لكن يبدو أن تناول قطاع السينما في المغرب يثير العديد من الأسئلة لكثرة ما استهلك، وقد حاول البعض اختزاله في مسألة الجانب المادي بدون النظر للأوجه المعنوية المتمثلة في الإبداع والحرية، بالإضافة إلى مسألة البحث والتقصي في هوية هذه السينما كصورة انعكاس لتفاعلات مجتمعية تساق في إطار نسقية التاريخ الوطني بكل تجلياته. من جانب آخر يمكن مقاربة وعي المخرج بمنطلقاته والأرضية الفكرية التي ينطلق منها ومدى حضور هذه الرؤية الفكرية والسينمائية في أفلامه وعلاقتها بالمتلقي.
في هذا البحث سنتأمل بعض هذه الإشكالات وما تطرحه، ونسلط عليها الضوء.
1. بين السينما والتاريخ:
إن كتابة تاريخ السينما بالمغرب ورصد محطاتها جزء لا يتجزأ من كتابة تاريخ السينما العربية وتاريخ الوعي العربي ومحيطه العام. وعموما فالسينما العالمية منذ انطلاقتها تعتبر التاريخ نوعا فيلميا إلى حد كبير في توضيح دورها الإيديولوجي من جهة وفي الانتشار الجماهيري للسينما من جهة ثانية.
وإذا كانت هناك اختلافات جوهرية في إيجاد تعريف موحد لمفهومي السينما والتاريخ فإن هذا الأخير حسب المؤرخ الفرنسي مارك فيرو "ليس الماضي فقط بل هذا الأخير وعلاقته بالحاضر بهدف أولي، فهم العالم الحاضر ومن جهة ثانية معرفة أنفسنا كمجتمع ومقارنته بالآخرين، بدول أخرى حفاظا على هويتنا.
وبهذا المعنى فالتاريخ ليس مجرد تراكم للأحداث والوقائع والسير البطولية بل هو تراكم عناصر الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي والفني وإسهامها في تركيب الشخصية العربية. فالتاريخ كذلك هو العلاقة الممكنة والمضمونة بين المبدع والمتلقي وهو حديث عن تسجيل الفن لصيرورة المجتمعات والشعوب والأمم في أحداثها ومنعطفاتها الكبيرة ولكن في حياتها وثقافتها اليومية.
ولقد احتلت الأحداث التاريخية الكبرى حيزا في السينما ولكن التاريخ في السينما ليس فقط الجانب السياسي المباشر، بل هو أيضا جميع القصص التي تجري أحداثها في الأزمنة الماضية المتفاوتة في القدم.
وعلى اعتبار أن الشعوب العربية من أكثر الشعوب استحضارا للموروث التاريخي –وهذا ليس حكما قطعيا- في حياتها اليومية وفي ثقافتها الحياتية والفكرية والعقائدية، فإن التاريخ بهذا المفهوم هو النضال المرير للإنسان عبر استخدامه العقل لكي يفهم بيئته ويؤثر فيها، وعموما فإن الفترة الحديثة وسعت النضال بطريقة ثورية، فالإنسان لا يسعى الآن لكي يفهم أو يؤثر في بيئته فحسب وإنما في نفسه كذلك وحسب إدوارد دكار "إن العصر الحالي هو أكثر العصور نزوعا في التفكير بصورة تاريخية، والإنسان الحديث يعي ذاته إلى درجة لم يسبق لها مثيل وبالتالي فهو يعي التاريخ وهو يمعن النظر بحماسة في الفجر الذي أتى منه، أملا في أن تضيء إشعاعاته الخافتة الظلمة التي يتجه إليها، وعلى النقيض فإن مطامحه وقلقه بالنسبة إلى الطريق المنبسط أمامه، يشحذ همته إلى ما سبق.
أما فيما يخص السينما وطبيعتها التركيبية فهي تسمح بإفراز إشكاليات نابعة منها وإليها: فإلى جانب اعتبارها فنا وصناعة (فن ومجتمع)، صناعة وإيديولوجية، إبداع فردي وإبداع جماعي فإن وظيفتها تتحدد على مستويين، مستوى يتعلق بكونها أداة ترفيهية وثانيها كونها أداة فعل في الأذهان. وهذان المستويان يتداخلان في أغلب الأحيان ولكن لفترة من الزمن محددة، إذ سرعان ما تنفصل المستويات بعد ذلك ويزول الترفيهي ليحل حضور مستوى الفعل لزمن طويل. ضمن هذه الأبعاد هل يمكن الحديث عن تأثير الفيلم المغربي في ذهنية الإنسان المغربي؟ سؤال مثل هذا يطرح العديد من القضايا لمعرفة أولا سوسيولوجية هذه الذهنية وتاريخياتها. لكن الأكيد أنه انطلاقا من السبعينيات بدأ تأثير السينما في الإنسان المغربي، هذه السينما وإن لم تكن مغربية بسبب ضآلة فيلموغرافيتها ومحدوديتها العددية والفكرية، لأن الواقع الذي نتحدث عنه هو شحذ لصورة مكثفة وبشكل يومي وهذا ما غاب في السينما المغربية –تجاوزا لهذه التسمية- وتشكيل صورة نمطية من الأفلام المصرية والدولية عموما وقيمتها الفكرية والجمالية وأستحضر هنا حركة الأندية بالمغرب إبان السبعينات وجلبها لأفلام سوفياتية ذات جمالية عالية وذات مغزى إنساني وفكري كبير، إضافة إلى أفلام وسينما من اتجاهات مختلفة، والحس النقدي الذي تكون للمهتم أولا الذي غدا ناقدا بعيون أخرى من كثرة الاستهلاك للمنتوج الأجنبي وإتقانه في غالب الأحيان اللغة الفرنسية والإسبانية بحكم ظروف تاريخية معينة. وهذا ما سمح بتطور وتيرة النقد السينمائي بالمغرب بوتيرة سريعة وبروز العديد من النقاد قدموا للسينما من اتجاهات مختلفة منها السوسيولوجيا والتاريخ وعلم النفس وربما الدراسات القانونية.. ومحاولة البعض منهم لمعرفة الأسباب العائقة لتطور السينما بالمغرب، أو إيجاد سينما وطنية لها انشغالاتها بالذاكرة المغربية وبالأرض والإنسان في أبعاده الوجودية والمصيرية مقارنة دائما بالآخر الذي يكون في أغلب الأحيان المصري العربي بشكل عام، أو الإسباني بحكم الجوار وتقارب الثقافة بيننا.
مسألة الهوية ومفهوم السينما الوطنية:
إن كل بحث في هوية أي سينما، هو معرفة مدققة لتاريخ بلد ما، فمسألة الهوية بصفة عامة لا تنفصل عن التاريخ كميكنزم محرك لأنه يساعد على فهم وضبط معالمها.
والفيلم العربي عموما إذا ما حاولنا البحث في هويته نجد أنفسنا نبحث بشكل مباشر في التاريخ العربي من أجل رصد/ضبط/معرفة/حدود التعامل/آليات التفكير للشخصية العربية في انفعالاتها. وفي أيام سعادتها القليلة وفي أحزانها الطويلة والمعبرة.. ومسألة الهوية هي مسألة بناء وتكوين لا ينتهيان، ومن جانب آخر هي مسألة صراع وتوازن لا ينفك يختل ويستقيم بين مكونات عدة للهوية الوطنية ومن ثمة فإن "الثقافة الوطنية، مشروع جماعي ومفتوح لا يتشيد إلا من خلال جدلية متعددة مضمونيا في نصوص وآثار مكتوبة وهذه الآثار المكتوبة تتعدد ومن ضمنها السينما، وعلى اعتبار أن السينما حسب المخرج الفرنسي جون كوكتو "هي كتابة على الشاشة" هذه الشاشة التي نسجل من خلالها حركة المجتمع والشخصية الوطنية، كمركب من الأحداث والسير التاريخية. ولأن الخطاب السينمائي لا يمكنه إلا أن يتموضع داخل فضاء محدد ويرصد أشياء وكلمات اعتمادا على جسد يختزن الثقافة الرمزية التي استوحاها من طبيعة الفضاء، لذلك تتلاقى فيه السيكولوجيا والتاريخ والحضارة والعلاقات الاجتماعية فضلا عن القصور الذي يحمله الإنسان للعالم ولذاته.
وعلى هذا الأساس نطرح السؤال التالي: هل صاغ الفيلم المغربي الأرض والنموذج النفسي لرسم الهوية الوطنية؟ وما مدى مصداقيته في مقاربة التاريخ المغربي المعاصر؟
للإجابة على هذه التساؤلات ينبغي أولا معرفة تاريخ السينما بالمغرب بشقيه الاستعماري والوطني، ومعرفة حدود التفاعل الممكنة والقائمة بين الملتقي وكيف يتمثل الواقع من خلال السينما كمنتوج ثقافي واستهلاكي، لنضيف إليها وعي أو لاوعي المخرج المؤلف وكذلك كاتب السيناريو بالمنتوج المقدم في شكل إبداعي، تساؤلات نطرحها في أفق فهم عزوف المشاهد المغربي لتقبل هذه النوعية من الأفلام التي تظهره في غالب الأحيان في صورة البدوي الذي يأخذ ابنته كخادمة أو مستخدمة إلى المدينة، أو هاربة من سلطة الأب وجبروته أو عاهرة بلا ملامح لمنطلقاتها الاجتماعية، بينما تظل صورة الثري/البورجوازي باهتة في الفيلم المغربي، وبشكل محتشم عبارة عن لقطات سريعة بدون إعطاء رؤيته السياسية أو تعبير للفكر الذي يحمله.
وفي الأفلام المغربية انطلاقا من "وشمة"، "حلاقة درب الفقراء"، "شاطئ الأطفال الضائعين" وأفلام أخرى صور للفقر واليأس والإحباط والاضطهاد بالمعنى المعنوي واللفظي للكلمة. وتحمس المخرج المغربي لهذه النوعية من هذه الأفلام كاتجاه فني في إطار المدرسة الواقعية أو الواقعية-الجديدة كامتداد لها فيما بعد، بأشكالها التعبيرية والجمالية.
المخرج المغربي بين هامش الحرية والإبداع:
تبرز إبداعية المخرج في التأثير القوي الذي يخلفه لدى الجمهور بمشاهد رائعة ولقطات توحي بموهبة واحتراف مهني يجسد الرؤية الفكرية للمخرج يستطيع من خلالها تجاوز حاجز الرقابة مهما كان مفروضا. وتاريخ الفن السابع يشهد على العديد من المخرجين قدموا أعمالا وروائع أحرجت أنظمة سياسية بينما تفتق لها حساسية النقاد لانتشالها وإعطائها أبعادها كما تصورها المخرج الذي التجأ إلى الترميز للإيحاء لم يستطع إدراجها بشكل مباشر.
انطلاقا من الأحداث الكبرى والجريئة التي هزت تاريخ المغرب المعاصر نجد المخرجين المغاربة في منأى عن هذه الأحداث، مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول حدود التعبير المتاحة في ظل الاستقلال السياسي وفي ظل الظرفية التي يعيشها المغرب الآن. بالفعل تتعدد الخطوط الحمراء وتتقاطع، يوجد فيها المخرج ملزما إما الالتجاء إلى المخيلة والهروب إلى الخيال وما يرفل فيها من صور للمنع والممتنع تؤرقه وتسكن هواجسه ويود التعبير عنها، فيمارس على نفسه رقابة ذاتية بتصفية المشاهد على السيناريو أولا ثم على المونتاج ثانيا. وما يتبع ذلك من إحساس عميق بالحسرة، تنضاف إليها رقابة المركز السينمائي المغربي كجهاز إيديولوجي معبر عن النظام السياسي مما يجعل حالة المبدع السينمائي أمام صور الاختناق أو الحنق التي تلازمه طيلة كتابة السيناريو أو التفكير في مواضيع تمس الحالة السياسية بالبلاد وذات حساسية مفرطة كحالات مقتل الشهيد بنبركة أو انتفاضة 1965 أو أحداث 1981 أو 1984[13].
وأمام ضيق الحريات العامة، طيلة عقود سابقة لجأ المخرج إلى إفراغ حمولته في صورة الفلاح البدوي، والعراك الدائم على الميراث، ثم صورة الطفلة الخادمة المنهمكة في أشغال البيت التي تعبث بها الأقدار. وأمام لائحة المحرمات الطويلة التي هي مفروضة قسرا وغير مصرح بها وتتمثل في تقديم قراءة السيناريو إلى لجنة الدعم المالي، وبالتالي فإن هذه العملية لا تمثل إلا صورة مسبقة لمعرفة النوايا، وما يضمره المخرج وما يحمل السيناريو من قصة الفيلم ودرجة حساسيتها مع الواقع الاجتماعي والسياسي، فيجاب المشروع إما بالرفض أو القبول بعد مداولات مما جعل المخرج عبد القادر لقطع صاحب "حب في الدار البيضاء" و"بيضاوة" يصرح "أن شخصيات السينما المغربية لا جنسية ولا سياسية.
من هنا يمكن إذن أن نخلص لجملة من المثبطات والعراقيل الموضوعية أو الذاتية في عدم قيام سينما وطنية مما أدى بالعديد من المخرجين في فترات معينة (التجاء سهيل بن بركة في فيلمه "أموك") لطرح قضية الميز العنصري وجعل من أفلام نبيل لحلو ومصطفى الدرقاوي تنغمس في الذاتية والغرائبية وترجمة وقائع المجتمع المغربي حسب تصوراتهما، مما جعل النقاد يضعونهم موضع اتهام في الإبحار في الغموض. فهذا الاغتراب والغموض يترجم سياسيا لحظة معينة لأن الفيلم السياسي عموما هو ذاك الذي يحلل الواقع السياسي ولا يكتفي بتقديم جزئيات من الواقع مفصولة عن سياقها الصراعي أي بعبارة أوضح أن السينما السياسية تصوغ التاريخ في حركته والصراع في أبعاده الاجتماعية والفرد في انتمائه الطبقي والاجتماعي.
أعتقد أن السينما السياسية تلتزم بطرح القضايا الحساسة وكشفها ولقد لقيت عينة من الأفلام المغربية طريقة للمضي بخطوات حثيتة في فضح الفساد الإداري والمحسوبية واستغلال النفوذ، كما هو الشأن فيلم نبيل عيوش "مكتوب" والاعتقال والفضائح السياسية في "أيام من حياة عادية" و"نساء ونساء" لسعد الشرايبي.
مشهد آخر يتكرر في الفيلم المغربي منذ عقود مضت صورة "الأحمق" أو "التائه" في البراري والصحراء والسهول مدعيا سلوك الدراويش والمسكنة، وأحيانا جوالا كما هو شأن عبد الرحمان المجدوب في حكمه وأقواله، وهو يقطع المغرب طولا وعرضا كما يحدثنا التاريخ.
إن التجاء المخرج لهذه الشخصية الهامشية إجابة بسيطة عن هامش الحرية الممنوح، ومن جهة أخرى ما يختلج في مخيلة المخرج المغربي الجريحة تحت ستار التيه والهوس، فهي استعارته استحضار تأكيدي للحرية المفتقدة وللعدالة الاجتماعية التائهة.
2. تاريخية المخرج المغربي:
أمام التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال أصبحت السينما المخدع الذي تجري فيه تجارب متنوعة وسرعة قصوى جعلت المشاهد والمخرج معا في حيرة واندهاش من هذا التقدم.
إن تاريخانية المخرج تعود بالأساس إلى الظروف الذي أنتجته، ظروف الحجر والتهميش والتقليل والحد من إبداعيته، من جهة أخرى إن الأفلام المغربية التي اجتاحت العالم بأسره مع بداية التسعينات دفعة واحدة، طرحت العديد من علامات الاستفهام الكبرى في موضوع عدم وضع الصورة محل ثقة واعتبارها وثيقة تاريخية. إن هذه الأفلام على سبيل الذكر التي استغلت التقنية العالمية بقصد إثارة المشاهد: "فورست غامب"، "القناع"، "أقصر سرعة" (Speed) و"حديقة الديناصورات" و"الطفل الاصطناعي" للمخرج ستيفن سبيلبورغ.
إن التقنية التي تتوفر عليها هذه الأفلام جعلت إمكانية تزييف الصورة أمرا في غاية البساطة، وطرحت تحديات كبرى، من هنا أصبحت السينما أداة تزييف وتحريف للوقائع والحقائق التاريخية، ومن جهة أخرى تركيز الكثير من المغالطات التاريخية كما هو الشأن في صورة الفيتنامي وصورة المسلم كإرهابي في الأفلام الأمريكية. أي تركيز مجموعة من القيم وفرضها عن طريق السينما. من هنا تطرح مسألة الأمانة التاريخية للصور ومصداقيتها وماذا يمكن أن يقول أنصار مارك فيرو في اعتبار الصورة وثيقة تاريخية؟!
هذا، وإن التطور التقني لهذه الأفلام الغربية التي تدعمها مؤسسات كبرى ومتخصصة وبإمكانيات مالية ضخمة لتقود بالدرجة الأولى إلى الكمبيوتر ذي نظام الوسائط المتعددة، والذي توصلت إليه كل من اليابان وهوليود، والذي أضاف إمكانات مذهلة في عملية الإنتاج السينمائي، أتاحت لصانعي هذه الأفلام إضافة كائنات غير موجودة في الطبيعة لتلعب أدوارا مهمة في الأحداث تشارك الممثلين الحقيقيين وتلعب معهم وقد تحدث بينهم مطاردات ومواجهات..
ومن خلال أحد تطبيقات هذا النظام أتاح الفرصة لمستخدمي جهاز الكمبيوتر كما في فيلم "المومياء" الهوليودي أن يشاهد ما يود صناعته بمقاييس يصوغها ويعيدها آلاف المرات، فما عليه إلا أن يطلب ذلك من الكمبيوتر فيبادر بتلبية رغبته ويظهر الفيلم والنموذج المطلوب.
إن كل كتابة في تاريخ السينما بالمغرب تستدعي بالضرورة كتابته من منطلق الإحساس بما وصل إليه الآخر بعيون متأملة وناقدة، وبذلك يمكن أن يحقق التراكم المعرفي الذي يؤهله أن يجيب على أسئلة الحاضر وكتابة التاريخ. وبذلك يمكن أن نموقع صورتنا وتاريخنا المصور وأدوات كتابتنا بالصور في مقولة جان كلود كاريير (سيناريست سابق للمخرج الإسباني لويس بانويل): "إن الشعب الذي لم يعد يضع صورا عن ذاته محكوم عليه بالانقراض" فأين نحن من هذه المقولة؟!!
المشاكل التي تعاني منها السينما المغربية
ان عوائق السينما المغربية التي استنتجتها هي :
1-قلة الأفلام الطويلة المنتجة في المغرب سنويا (ما بين 10و15).
2- غياب الجودة الفنية والجمالية في معظم هذه الأفلام الطويلة؛ بسبب قلة الإمكانيات المادية، وضعف السيناريو المكتوب، وغياب التكوين السينمائي الأكاديمي.
3- تغليب الجانب التجاري والصناعي والمادي على حساب الجانب الفني والإستيتيقي.
4- السعي الدائم لدى المخرجين المغاربة لتصيد المنح التي يقدمها المركز السينمائي المغربي أو باقي المؤسسات الأخرى سواء أكانت خاصة أم عامة على حساب الاهتمامات الفنية والجمالية.
5- قلة الإمكانيات المادية وضعف الدعم المادي الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي. فنسبة الدعم للفيلم المغربي تشكل نسبة1 بالمقارنة مع 10 في أوربا و100 في الولايات المتحدة الأمريكية.
6- غياب السيناريو الذي تتوفر فيه المكونات الفيلمية الناجحة.
7- قلة الجمهور المغربي بقلة القاعات السينمائية وضعف الأفلام المغربية كما وكيفا.
8- غياب المنتجين الحقيقيين للسينما المغربية، واهتمامهم بالربح المادي على حساب البعد الفني والجمالي.
9- عدم وجود مؤسسات ومعاهد وجامعات متخصصة في التكوين السينمائي في كل المسالك والشعب والمهن.
10- غياب الثقافة البصرية في مقررات وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي.
11- غياب المنح التكميلية من أجل إنتاج الأفلام المغربية؛ نظرا لعجز المخرجين عن استيفاء فاتورة الإنتاج من تصوير وتحميض ومونتاج و توضيب و تركيب .
12- قلة الممثلين الأكاديميين و المحترفين والمتخصصين في مجال التمثيل السينمائي.
13- انعدام التكوين في مجال الإخراج السينمائي، بل في جل المهن المرتبطة بالفن السابع من تصوير ومونتاج وموسيقى وصوت وكتابة السيناريو...
14- استغلال أغلب المخرجين المغاربة للممثلين والتقنيين وكتاب السيناريو بدون رادع مهني أو ضمير أخلاقي.
15- انتشار ظاهرة القرصنة التي تؤثر سلبا على الفيلم المغربي ومردود يته المادية.
16- قلة المهرجانات والندوات واللقاءات والجوائز الوطنية والدولية التي تعنى بالفيلم المغربي نقدا وتقويما وترويجا وتشجيعا.
17- اعتماد الأفلام المغربية الجيدة على الجوائز الوطنية والعربية والدولية من أجل استرداد خسارتها الإنتاجية.
18- عدم قدرة السينما المغربية على تناول المواضيع الجريئة، ولاسيما السياسية منها؛ بسبب البيروقراطية وانعدام الحرية وغياب حقوق الإنسان ووجود الرقابة الشديدة.
19- وجود تضارب المصالح واختلاف المنظورات وتناقض وجهات الرؤى بين المخرجين والمنتجين؛ مما يؤثر ذلك سلبا على صناعة السينما المغربية. ويعني هذا أن المنتج لا يهمه من الفيلم سوى الأرباح المادية، في حين يدافع المخرج عن الأهداف الفنية والجمالية التي لا يبالي بها المنتج إطلاقا.
20- معاناة المخرجين المغاربة من عوائق الإدارة الداعمة ، وسياسة البيروقراطية القائمة على البطء والتسويف واللامبالاة، واستفحال الرقابة الصارمة على الأفلام قبل الإنتاج وأثناءه وبعده.
21- غلبة النقد السينمائي الانطباعي الذاتي الصحفي مع وجود القليل من الدراسات النقدية الأكاديمية الموضوعية والتوجيهية.
22- اعتماد السينما المغربية على تقنيين أجانب في مجال التصوير والمونتاج والصوت والموسيقى وكتابة السيناريو وإخراج بعض الأفلام.
2- غياب الجودة الفنية والجمالية في معظم هذه الأفلام الطويلة؛ بسبب قلة الإمكانيات المادية، وضعف السيناريو المكتوب، وغياب التكوين السينمائي الأكاديمي.
3- تغليب الجانب التجاري والصناعي والمادي على حساب الجانب الفني والإستيتيقي.
4- السعي الدائم لدى المخرجين المغاربة لتصيد المنح التي يقدمها المركز السينمائي المغربي أو باقي المؤسسات الأخرى سواء أكانت خاصة أم عامة على حساب الاهتمامات الفنية والجمالية.
5- قلة الإمكانيات المادية وضعف الدعم المادي الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي. فنسبة الدعم للفيلم المغربي تشكل نسبة1 بالمقارنة مع 10 في أوربا و100 في الولايات المتحدة الأمريكية.
6- غياب السيناريو الذي تتوفر فيه المكونات الفيلمية الناجحة.
7- قلة الجمهور المغربي بقلة القاعات السينمائية وضعف الأفلام المغربية كما وكيفا.
8- غياب المنتجين الحقيقيين للسينما المغربية، واهتمامهم بالربح المادي على حساب البعد الفني والجمالي.
9- عدم وجود مؤسسات ومعاهد وجامعات متخصصة في التكوين السينمائي في كل المسالك والشعب والمهن.
10- غياب الثقافة البصرية في مقررات وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي.
11- غياب المنح التكميلية من أجل إنتاج الأفلام المغربية؛ نظرا لعجز المخرجين عن استيفاء فاتورة الإنتاج من تصوير وتحميض ومونتاج و توضيب و تركيب .
12- قلة الممثلين الأكاديميين و المحترفين والمتخصصين في مجال التمثيل السينمائي.
13- انعدام التكوين في مجال الإخراج السينمائي، بل في جل المهن المرتبطة بالفن السابع من تصوير ومونتاج وموسيقى وصوت وكتابة السيناريو...
14- استغلال أغلب المخرجين المغاربة للممثلين والتقنيين وكتاب السيناريو بدون رادع مهني أو ضمير أخلاقي.
15- انتشار ظاهرة القرصنة التي تؤثر سلبا على الفيلم المغربي ومردود يته المادية.
16- قلة المهرجانات والندوات واللقاءات والجوائز الوطنية والدولية التي تعنى بالفيلم المغربي نقدا وتقويما وترويجا وتشجيعا.
17- اعتماد الأفلام المغربية الجيدة على الجوائز الوطنية والعربية والدولية من أجل استرداد خسارتها الإنتاجية.
18- عدم قدرة السينما المغربية على تناول المواضيع الجريئة، ولاسيما السياسية منها؛ بسبب البيروقراطية وانعدام الحرية وغياب حقوق الإنسان ووجود الرقابة الشديدة.
19- وجود تضارب المصالح واختلاف المنظورات وتناقض وجهات الرؤى بين المخرجين والمنتجين؛ مما يؤثر ذلك سلبا على صناعة السينما المغربية. ويعني هذا أن المنتج لا يهمه من الفيلم سوى الأرباح المادية، في حين يدافع المخرج عن الأهداف الفنية والجمالية التي لا يبالي بها المنتج إطلاقا.
20- معاناة المخرجين المغاربة من عوائق الإدارة الداعمة ، وسياسة البيروقراطية القائمة على البطء والتسويف واللامبالاة، واستفحال الرقابة الصارمة على الأفلام قبل الإنتاج وأثناءه وبعده.
21- غلبة النقد السينمائي الانطباعي الذاتي الصحفي مع وجود القليل من الدراسات النقدية الأكاديمية الموضوعية والتوجيهية.
22- اعتماد السينما المغربية على تقنيين أجانب في مجال التصوير والمونتاج والصوت والموسيقى وكتابة السيناريو وإخراج بعض الأفلام.
دراسة ميدانية
أمكنني من دراسة قمت بها على 20 شخصا ملما بهذا الموضوع منهم الزملاء الذين درسوا معي أثناء الدراسة الجامعية في التقنيات السينمائية و السمعية البصرية و في شعبة محرك الآليات, ممثلين , و جمهور أي اخترت شرائح مختلفة للوصول إلى أجوبة تدعم الشق النظري في البحت, بطرح هذه التساؤلات و الفرضيات ارتأيت أن أخذ هذه الآراء بما فيها من إجابات مقنعة و جريئة .كانت الإجابات كتالي:
ملخص البحث :
عندما يحاول الناقد أو الباحث تقويم واقع السينما العربية عامة و السنما المغربية خاصة ومشكلاتهما يجد نفسه في مهمة صعبة نظرا لكثرة مشاكل هذا الفن الذي يعد انعكاسا واضحاً
لواقعنا الاقتصادي والاجتماعي , لكن بشكل عام يمكننا ملاحظة تلك المصاعب التي لا تخفى على عشاق الفن السابع ومتابعيه .
منافسة غير متكافئة
فاكتساح الافلام الاجنبية « الامريكية خاصة » لدور العرض جعلت الانتاج العربي يقف عاجزا نظرا لامكاناته المادية المتواضعة , ونرى سيطرة للقطاع الخاص في جميع الاقطار العربية على دور العرض الامر الذي جعل مستوردي وموزعي ومستثمري الافلام يفضلون الافلام التجارية ذات الرواج الجماهيري الواسع , ونجد سوق التوزيع محدودة امام الفيلم العربي « عدا الافلام المصرية » نظرا لتاريخها الطويل اذ ما تزال معظم الاسواق العربية مغلقة بوجه الافلام العربية الا في المناسبات النادرة كالمهرجانات أو الاسابيع السينمائية المتبادلة .
رقابة خانقة
نلاحظ ايضا فقدان اللغة العربية الواحدة في السينما العربية اذ أن كل قطر تقريبا ينتج افلامه باللهجة المحلية التي يصعب فهمها في اقطار اخرى وبصورة خاصة بين اقطار المغرب العربي , اما الصدام التقليدي بين العقلية البيروقراطية وعقلية الفنان السينمائي فحدث ولا حرج خاصة اذا كان من الشبان المتخرجين حديثا والذين يحاولون بحماسة تقديم سينما جديدة تخرج عن الاطر المتوارثة بالاضافة إلى الصدام مع الرقابة التي كثيرا ما تتشبث بجزئيات تراها مهمة في حين يرى الفنان انها تخدم هدفه .
امكانات قليلة
تقدم مؤسسات السينما الدعم المادي والفني للسينمائيين الا أن قلة الكوادر الفنية والمادية بشكل عام جعلت الكثير من الاعمال الفنية تظهر بشكل متواضع وبجهود فردية ولا تزال تحتاج لمزيد من المساعدات خاصة اننا نملك طاقات كبيرة تحتاج هكذا كوادر ليكون عطاؤها على مستوى طموحها الكبير وامامنا مثال صارخ هو المخرج السوري مصطفى العقاد الذي استطاع تقديم اعمال سينمائية على مستوى عالمي عندما توفرت له الامكانات كفيلم « الرسالة » وفيلم « عمر المختار » .
عام وخاص
تختلف الاتجاهات في السينما العربية بين القطاعين العام والخاص وتكمن المشكلة في نظرة كل قطاع لمهمة السينما فالرأي يتأرجح بين كون السينما فنا يرتبط بالتوجه والالتزام العام كالاذاعة والتلفزيون والصحافة وبقية اجهزة الاعلام أو أن يظل قسم منه سلعة للمتاجرة والربح مثل بقية السلع المتداولة في سوق العرض والطلب خاصة مع بروز ما يسمى بالسينما الشبابية الرائجة بشدة في ايامنا هذه .
يمكننا القول أن بعض الاقطار العربية ليس فيها صناعة سينما أو انها لا تزال في بداياتها ومجرد محاولات فردية لا يمكن إغفال نزاهة بعض اصحابها والتزامهم بقضايا انسانية واخلاقية , لكن حشد الجهود العربية وتعاونها في هذا المجال يمكن أن يؤدي إلى بعض النتائج وليس كلها فنحن نعيش اليوم امتحانات مصيرية على مستويات مختلفة والسينما مطالبة بأن تكون في قلب الاحداث ليس بالاسلوب التوثيقي والتسجيلي فقط بل بجميع اساليبها التقنية والجمالية المعروفة .
اما بالنسبة للسينما المغربية
فالوضعيَّة المهترئة للسينمَا بالمغربِ أضحت تستدعي تدخلاً مستعجلاً، بعدمَا أغلقت الكثير من القاعات السينمائية أبوابها، بسببِ السوق المحدودة للغاية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، على نحوٍ يسائلُ حضورهَا كرسالة لهَا الحظُّ الكبير من الأهمية في الاضطلاع بدورها التوعوي والتثقيفي.
الدكتور اليحياوِي أكَّدَ في حديثٍ للموقع أنَّ دعم الدولة اليوم لإنتاج الأعمال السينمائيَّة أمرٌ ضروري ما دامت إمكانات السوق غير مشجعة للقطاع الخاص كي يقدمَ على إنتاج أفلام ويقومَ بتسويقهَا، فالسمتان المميزتان للقطاع الخاص، حسبَ قوله، هما الجبن والخوف، وعليه فإنَّ المستثمرينَ يصرفونَ النظر عن الفن ويتجهونَ إلى العقار ومناحٍ آخر تدرُّ أرباحاً أكبر.
وبشأن الانتقادات الموجهة إلى الأعمال المستفيدة من دعمِ الدولة، وعدمِ تلبيتها لانتظارات المشاهدين الذين يدفعونَ تكلفة إنتاجها عبرَ الضرائب، أردفَ اليحياوي أنَّ المشكلَ يكمنُ في ضعفِ كتابات السيناريُو المتقدم بهَا.. فهيَ حسبَ قوله، ضعيفةٌ في مجملها، وبالكاد يتأتَّى الاختيارُ من بينها إعمالاً لمبدأ الأقل سوءً، كمَا أنَّ مراقبة لمدَى التزام الأعمال السينمائية المدعومة، تفرضُ نفسهَا، فمن الواجب أن ينظرُ في مدَى التزامهَا بالمعايير التي تمّ الالتزامُ بهَا سلفاً مع الجهات الوصيَّة.
أمَّا الأعمال السينمائيَّة التي توظفُ الجنس، باعتباره غاية لا وسيلة، فقد قال ذات الباحثُ المغربيُّ إنها حالاتٌ شاذة لا يقاسُ عليهَا، إذ إنهاَ أعمالٌ تقتاتُ على اليوميِّ والآني، ومفرغة من أية رسالة، ينحصرُ هدفُهَا في جذب الجمهور، بالرغم من تعارضها وقيمه، بصورة تبدُو معها الساحة السينمائيَة في حاجة إلى مخرجينَ ذوِي رؤية ومشاريع فكريَّة، لا يتخذونَ العمل السينمائي مطية للربح المادي.
توصيات:
1. يظهر أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في طريقة تدبير مجال السينما بالمغرب من أجل جعل هذا الفن الجميل أداة للتفتح والتحديث والتطوير، شاملة للمجتمع بمختلف فئاته وغير مقتصرة على نخبة مغتربة محدودة العدد والآفاق؛ وذلك انطلاقا من استراتيجية عمل جديدة في هذا المجال تقوم على أسس واضحة ومحددة يمكن أن نقترح من بينها ما يلي:
2. نجد بسرعة وبكل جدية الحلول المناسبة لهذه النقط التي ذكرناها سابقا، وأن نركز بالأساس على مغربة الأطر التقنية المغربية التي تشتغل في مجال السينما من ممثلين وسيناريستيين ومصورين وتقنيي الصوت والموسيقى من خلال الجمع بين الغرضين في إنتاج الأفلام المغربية : الغرض الفني والغرض التجاري بشكل متعادل ،
3. العمل على الرفع من منحة الدعم لتصل إلى نسبة 10 على غرار منحة أوروبا، والمطالبة بالاحترافية والأكاديمية في قبول ملفات الدعم السينمائي، والتشديد على ذلك أثناء التأشير والمراقبة على الأفلام المنتجة أو المحضرة للإنتاج.
4. -دعم التكوين السينمائي في مستوياته المتوسطة والعليا؛ وذلك عبر إنشاء معهد عال لمهن السينما، إضافة إلى فروع مختصة ضمن الجامعة المغربية وضمن المدرسة العمومية بوجه عام، مع إدخال السينما كنشاط أساسي ضمن أنشطة التكوين المدرسي؛
5. -العمل (مركزيا ومحليا وجهويا) على إعادة فتح القاعات السينمائية المغلقة وترميمها وإصلاحها بما يجعلها قادرة على استقبال جمهورها من جديد ضمن ظروف فرجة حقيقية ومحترمة؛
6. -وضع آليات مركزية للتنسيق بين مهرجانات السينما، مع فرض شروط دنيا للترخيص بتنظيمها، تجنبا للفوضى وإبعادا للمتطفلين واحتراما لحقوق السينمائيين المغاربة والأجانب؛
7. -تشجيع الاستثمارات الخاصة على ولوج القطاع عبر سن إعفاءات ضريبية هامة وكذا عبر إعطاء الأولوية في صندوق الدعم للأفلام المنجزة بالدرجة الأولى.-
8. -وضع معايير حقيقية للعمل السينمائي بالمغرب بما من شأنه أن يضع حدا للتسيب والفوضى السائدين بالميدان وللرداءة التي صارت تنتشر بشراسة وتحكم على الطاقات الإبداعية الحقيقية بالتهميش والانعزال والخلود إلى صمت قاتل.
المراجع:
السينما في البلدان العربية – جورج سادول
السينما في الوطن العربي تأليف جان الكسان – طبعة مارس 1982
دليل السينما العربية لام 1978 – سمير فريد
الصورة و الواقع – إبراهيم العريس
رحلة في السينما العربية – إبراهيم العريس
مصنفات دوائر الإنتاج السينمائي في إدارات التلفيزيون العربية
منشورات و تقارير اليونسكو
تاريخ السينما في العالم – جورج سادول
مصنفات أندية السينما العربية
مصنفات مؤسسات السينما في الوطن العربي
وثائق مهرجان دمشق الأول لسينما الشباب سنة 1972
مجلة الحيات السينمائية الأعداد 1-10
تاريخ السينما العربية– حسين عثمان
دعوة إلي السينما –سعيد مراد
حوار مع السينما- صلاح دهني
من قاموس السينما العربية الجادة-حسان أبو غنيمة
1سمير فريد –دليل السينما المغربية-1978-ص 62-64
2 سعيد القضماني "السينما في البلدان العربية و الإفريقية" مجلة المعرفة السورة-العدد(131-عام 1973) ص 98-99
3 سعيد القضماني- السينما في البلدان العربية و الإفريقية – مجلة المعرفة السوية – العدد 131لعام1973-ص96-97
4 جان الكسان- السينما في المغرب –مجلة الحيات السينمائية, السورية –العدد السادس ربيع 1980-ص6
5 منير عبد الله – الأيام الايام - مجلة الحيات السينمائية –العدد الخامس
6جريدة تشرين السورية عدد 12-11-1979- ندوة مهرجان دمشق السينمائي الأول –
7 صلاح سرميني –ندوة فيلم الأيام الأيام نشرة مهرجان دمشق السينمائي الأول تاريخ 10 اكتوبر
موقع ويكيبديا – السينما المغربية
موقع المركز السينمائي المغربي .
جريدة أنوال، الجمعة 3 ماي 1991، ص13.
مجلة العربي، العدد 439، ص71.
شريط وثائقي حول القاعات السينمائية بالمغرب
شريط وثائقي قصير كنت قد شاركة فيه يدرس في موضوعه السينما ب المغرب و خاصة في المدينة السينمائية ورزازات الموجودة جنوب شرق المغرب و عن إغلاق دور السينما فيها
فهرس
اهداء و شكر.................................................................................................................................2
دواعي البحت............................................................................................................................... 3
خطة و طريقة البحت.......................................................................................................................4
تقديم ...........................................................................................................................................5
صياغة الفروض او التساؤلات.........................................................................................................6
الخلفية النضرية و الابحات..............................................................................................................8
§ الفصل الاول :........................................................................................................................9
1. نشاة السينما و تطورها في العالم ..........................................................................10
2. عصر الريادة : 1895-1910..............................................................................11
3. عصر الافلام الصامة 1911-1926........................................................................11
4. عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية : 1927-1940..............................................12
5. العصر الذهبي للفيلم: 1941 – 1954.................................................................12
6. العصر الانتقالي للفيلم : 1955-1966..................................................................13
7. العصر الفضي للفيلم :1967-1979....................................................................13
8. العصر الحديث للفيلم : 1980-1995...................................................................14
§ الفصل الثاني ......................................................................................................................15
1. السينما العربية....................................................................................................16
2. المشكلات التي تعاني منها السينما العربية.........................................................26
§ الفصل الثالث......................................................................................................................28
9. السينما المغربية ................................................................................................28
10. نظرة على السينما المغربية.................................................................................29
11. بين السينما و التاريخ.........................................................................................29
12. تاريخية المخرج المغربي......................................................................................36
13. المشاكل التي تعاني منها السينما المغربية ........................................................38
دراسة ميدانية ........................................................................................................................41
ملخص البحث.............................................................................................................................43
توصيات....................................................................................................................................47
الفهرس....................................................................................................................................49
شريط وثائقي حول القاعات السينمائية بالمغرب..........................................................................50
نبذة عن الطالب الباحث...........................................................................................................52
التسميات:
دروس
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق