الغناء العربى بين الموصلى وزرياب وخلفائهما وسيد درويش وزكريا أحمد ومنتهياً بعصر أم كلثوم وعبد الوهاب. انقطع التأليف الموسوعي عن الغناء العربي منذ زمن بعيد، وضاع جانب كبير منه، وانحصر التأليف عن فن الغناء العربي في عصرنا في المؤلفات المدرسية والأكاديمية وبعض الكتابات الصحفية الخفيفة. وكتابنا هذا عن "تراث الغناء العربي" يصل ما انقطع من التأليف الذي كان يجمع قديماً بين الفن والأدب والتاريخ كما في كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني، مع أن كتابنا هذا يختلف بطريقته وأسلوبه عن كتب الأسلاف، ويقدم صورة بانورامية لفن الغناء العربي خلال أكثر من ألف ومائتي سنة، من عهد اسحاق الموصلي في القرن الثاني الهجري إلى أيام أم كلثوم وعبد الوهاب في عصرنا. وهذا اللون من الكتابة الفنية العلمية الأدبية، انفرد به مؤلف هذا الكتاب الأستاذ كمال النجمي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وأصدر منه حتى الآن ستة كتب، وهذه المؤلفات الجديدة في أدبنا المعاصر تعتز بانتسابها إلى الكتابات الرائدة التي جرت مجراه في الأدب العربي القديم عن فن الغناء وما يرتبط به من فنون الشعر والأدب والفكر والحياة، وإن اختلفت تلك الكتابات بطبيعة الحال عن منهج كتابنا هذا وأسلوبه.