اختر لون الخلفية المفضلة لديك

المشهد الإعلامي المغربي
الزيارات:

Lesarts7 | 7/30/2013 06:36:00 ص |

المشهد الإعلامي المغربي

الحديث عن المشهد الإعلامي المغربي يحتم علينا تناوله من جوانبه المختلفة، بمعنى الإعلام المكتوب، الإعلام المسموع، الإعلام المرئي.. مع عدم إغفال الإعلام الإلكتروني الذي أضحت له كلمته قي عصر العولمة الإعلامية.
بالنسبة للإعلام المكتوب، الملاحظ أن هناك تطورا لا يمكن تجاهله مقارنة مع سنوات خلت، سواء تعلق الأمر بعدد الإصدارات أو فيما يخص الشكل والمضمون، بل ومن حيث وجود مؤسسات إعلامية بمنطق المؤسسة. هذا الأمر ينطبق عمليا على المؤسسات المستقلة أو بالأحرى الحرة التي تشتغل في إطار مؤسساتي..
لكن يبقى التساؤل المطروح حول مدى مساهمة هذه المنابر في خلق وتأطير رأي عام واع بكل مسؤولياته، وحول مدى مساهمتها في خلق نقاش حر ونزيه في مختلف القضايا المطروحة، ومدى حرصها على تقديم منتوج إعلامي مهني بكل معايير الجودة المطلوبة، ومدى تحقيقها للاستقلالية واحترامها للرأي والرأي المعارض..
يمكن للمرء القول بأن هناك انفتاحا واتساعا في هامش حرية الرأي والتعبير، وذلك بالنظر إلى طبيعة المواضيع والملفات التي صرنا نطالعها على صفحات الجرائد، لكن مقابل ذلك، هناك احتقان بين الدولة وبعض المنابر الإعلامية وبعض الصحافيين، الأمر الذي أدى إلى تسجيل العديد من حالات التضييق والمحاكمات والمصادرات والغرامات المالية الخيالية، بل وتابعنا محاكمات سالبة للحرية، إضافة إلى "تصفية حسابات" بين الدولة وبعض الصحافيين أو المؤسسات الصحفية.
وبخصوص المشهد الإعلامي السمعي البصري، فإن الحديث أيضا يتطلب الفصل بين القطب العمومي و القطاع الخاص.
بالنسبة للقطب العمومي فإن تجلياته ظاهرة للعيان خصوصا بالنسبة للشق البصري (التلفزة العمومية). ولعل تدني نسب مشاهدة قناتنا الوطنية مقارنة بالقنوات الفضائية الدولية والعربية المفضلة لدى المغاربة، خير دليل على مدى تتبع واهتمام المواطن المغربي لما هو محلي، إضافة إلى ذلك "الفضائيات المغربية" التي تظهر بئيسة أمام القنوات الفضائية العربية شكلا ومضمونا.
أما بالنسبة للانفتاح الذي شهده قطاع السمعي بالخصوص، فإن التجربة في سنواتها الخمسة الأولى، وقد أظهرت وجود توازن كما وجود اختلالات، ولعل خير دليل على ذلك عدد الملاحظات والقرارات التأديبية بل و الجزائية التي لحقت مجموعة من المحطات من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لعدم احترام تلك المحطات في شخص منشطيها لبنود دفتر التحملات.. بل لاحظنا انحراف بعض البرامج لتصبح بوقا للرداءة بعيدة كل البعد عن المغزى الحقيقي للانفتاح..
إذا كانت حرية التعبير تكفلها المواثيق الدولية، فإن الحرية أيضا إلتزام، والإعلام رسالة نبيلة الهدف منها المساهمة في التثقيف و التوعية والمساهمة في بناء الفرد والمجتمع، دون نسيان المساهمة في تربية الذوق الرفيع لدى المتلقي، وفي تشكيل رأي عام مستنير، واع بمسؤولياته، حريص على الجودة ونابد للرداءة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق