الجمعة، 9 يناير 2015

بيدق ولبنة البناء

بيدق ولبنة البناء
الفكرة مستوحاة من نقاش مع ثلة من السادة الأساتذة، حيث كنا بصدد مناقشة كتاب بعنوان بداية جديدة لجاسم محمد سلطان، وكذا كتاب لصوص الله لعبد الرزاق الجبران.
البيدق الوحيد يقارن نفسه مع لبنة البناء، أنا كائن جامد، مني الكثير والكثير، لا تهمني التسميات، كل ما أعرفه أني كائن ضعيف الشخصية، خفيف يسهل التحكم بي وتغيير موقعي وموقفي، أتحرك في رقعة محددة لي مسبقا، وفق شروط لا أعرف من وضعها، ولا يهمني الأمر. أدرك أنني معرض في أي لحظة للخطر. في رقعة المعركة أكون في المقدمة رفقة العديد من البيادق نسير ونسير لا يهمنا إلى أين؟ ولا أن نطرح الأسئلة، أو نحتج على وضعية، ولا نطالب بأي شيء، يكفينا فقط نسكن بقرب من هم أقوى منا. الأمر لا يهم، قدم لي بعض الامتيازات وأكون كالخاتم في أصبعك. لكن لا أضمن لك الوفاء، فأنا بيدق لا حول لي ولا قوة. تدكر أرجوك أن الكل يحتقرني ولا يعترف أن لي دور مفصلي على الرقعة. على الأقل لي دور.
لبنة البناء تشفق لحال البيدق، المشكل يا صديقي أنت لا تستقر على حال، ليست لك قناعات، تشتغل وفق قناعة الأخر. مثل نحن نصطف لنشكل بنيان مرصوص، يصعب اختراقه، إضافة لكل واحد ورزن، نتكامل من أجل المستقبل، فتبقى قناعاتنا راسخة. أظنك يا صديقي لم تدق يوما لذة أن تعيش من أجل قناعاتك الشخصية، فالأمر يبدأ بفكرة تخامر فكرك، فتتجسد في سلوك وأراء، مع مرور الوقت تترسخ فتصبح موفق وبالتالي أسلوب للعيش. فقط حاول التفكير في الأمر أكيد أنه يستحق العناء، إن كانت لك قابلية التضحية ولا تهمك التسميات، فهذ فرصة من أجل أن تقول للعالم أحقا مؤثر. حاول أن تزرع فكرة جنينية لشيء ما سوف تنبت، وتجعل لحياتك معنا.

الحياة عبارة عن دوائر كبيرة وأخرى صغير، يمكننا أن نغير بعض الدوار الصغير، أو أن ننتقل إلى دائرة أخرى. لكن يصعب تغيير الدائر الكبيرة. صفوة القول الدوائر ممتزجة بطعم الحياة الغامضة والممزوجة بالقدر المحتوم، إنها لحن فلسفة الحياة الدائرية، لكن على الأقل لا تبخس قدرتك على التغيير.

هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيرا
    University of Jordan
    http://www.ju.edu.jo/home.aspx

    ردحذف