اختر لون الخلفية المفضلة لديك

المسرح و الزمن
الزيارات:

Lesarts7 | 6/27/2013 03:39:00 م |
                              المسرح و الزمن      


الزمن في المسرحية هو جزء مهم في بنية أحداث المسرحية وقد شهد عنصر الزمن دراسات كثيرة حاولت أن توضح علاقة الزمن ببنية النص، تحدث "أرسطو" عن هذا العنصر وأكد أن الزمان يرتبط بالحركة والقوة والفعل كما يرتبط أيضا بالمكان.
تركز هذه الدراسة على آراء علماء السيميولوجيا عن مفهوم الزمن وكيفية تطويعه وتوظيفه في العمل المسرحي، فيقول " دى سوسير" " إن اللغة أساساً نظام سمعي؛ فالعلاقة بين الدال والمدلول تتكشف عبر الزمن، بينما يستطيع التصوير أن يعرض عناصره ويرتبها في الوقت نفسه، يفتقر التفوه اللفظي إلى هذا النوع من التزامن، ويضطر إلى تقديم عناصره بنظام أو تسلسل معين مهم هو الآخر، وباختصار يمكن القول: إن نمط هذه العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة تسلسلية في طبيعتها " .

وعليه يلعب الزمن دوراً أساسياً في اكتمال تحقق العلامة المشتملة على الدال والمدلول، ذلك أن دال الزمن داخل النص المسرحي دال غير مباشر ومهم ولأن عناصر مصيرية مثل الإيقاع والتوقف النطق والنطق، على مستوى العرض يصعب إدراكها، أكثر مما يصعب إدراك العناصر القابلة لاكتساب الخاصية المكانية، إننا هنا نواجه مشكلة علمية تواجهها العلوم الإنسانية كافة : من السهل إدراك أبعاد الفضاء أكثر من إدراك أبعاد الزمن" .
نستطيع القول إن الزمان في المسرح لا يمكن إدراكه بسهولة لا على مستوى النص ولا على مستوى العرض، لان الدال الزمني للنص يشير إلى " زمن منقول" يقدمه العرض بوصفه انتقالاً للآن : هنا إذن فالزمن الذي نستشفه من النص المسرحي لا يشير إلى زمن العرض الواقعي (وهو الزمن الذي لا يقول عنه النص الكثير) وإنما إلى زمن متخيل يقفز من نقطة إلى أخرى ولا يعد زمن العرض " فترة زمنية " أو إحساساً بالوقت بالنسبة للمتفرجين إلا بواسطة علامات العرض" .
أما عن الزمن في العرض المسرحي فهو " زمن متعيش بالنسبة للمتفرجين، زمن تعتمد فترته على ظروف العرض الاجتماعية الثقافية بشكل وثيق. إن العرض هو كسر لنظام الزمن، العرض زمن احتفال أياً كانت صيغة أو طبيعة الاحتفال المدرج أو غير المدرج في الاحتفالية".
إن زمن النص وزمن العرض يختلفان، ذلك أن زمن النص منقول من قبل المخرج على خشبة المسرح وذلك من خلال أدوات تجسيد الزمن أي مجموعة علامات العرض من إضاءة وملابس – ملابس النوم غير ملابس الاستيقاظ مثلاً – ديكورات – مؤثرات صوتية الخ، أما عن الإرشادات المسرحية في نص المسرحية فهي تشير إلى مرور الوقت وتقدم الحدث أثناء الحدث نفسه وذلك عن طريق تغير الفصول، وتغير الساعات أي مرور الزمن من النهار إلى الليل وبالعكس، تغير الديكور إشارة إلى مرور الزمن أو تغير المكان، ومن ثم فإن كل تغير في الديكور يعنى انتقالاً في الزمان.
تشير "ان أوبرسفيلد" إلى جوانب أخرى كذالك. تشير إلى الزمن وتحقق الدلالات الزمنية مثل خطاب الشخصيات الذي يخبرنا بتقدم الحدث وسير الزمن، مثل استخدام" غداً أو بعد الظهر أو بعد أن استيقظ من النوم أو الأسبوع القادم" وهكذا، فإن الدالات الزمنية لنهاية الحدث أو الأحداث النهائية مثل الموت أو الزواج، أو الحرب أو الولادة كلها تشير إلى معنى الزمن


تحدد (ان ابر سفيلد) أن المسرحية تحمل بداخلها نوعين من الزمن، أولهما الزمن الواقعي الحقيقي وهو زمن عرض المسرحية الذي يدركه المتلقي بالمشاهدة، وثانيهما هو الزمن الفني وهو زمن الإحداث المسرحية الخيالية، وإذا كان زمن المسرحية – العرض – مرتبط بإنتاج النص وتحويله إلى صورة بصرية مرئية، فإن الأمر يختلف مع النص المسرحي الذي يمكن التعرف عليه بعنصر الزمن فيه من خلال إرشادات المؤلف المسرحية أو من خلال حوار الشخصيات..

0 التعليقات:

إرسال تعليق