بحثاً عن العمق في المشهد الفوتوغرافي
الزيارات:
الزيارات:
Lesarts7 | 11/06/2013 08:08:00 ص |
دروس
أثير السادة * - « فوتوجرافيك* » - 27 / 2 / 2008
تتعدد المعارض الفوتوغرافية في دول الخليج هذه الايام، في إشارة واضحة على اتساع دائرة المشتغلين على صناعة الصورة من جهة، وازدياد حضورها في الفضاء الاجتماعي الذي ما انقطع عن التحسس من افعال الكاميرا، وفرض القيود على أنماط سلوكها من جهة أخرى.
سنقرأ في الصحف عن معرض ليوم الدوخلة في سنابس، ومعرض لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف، ومعرض دولي للصورة الصحفية في مسقط، ومعرض بجامعة عجمان، وكلها تحتفي بمنتوج الصور الذي أخذ يتدفق بكثافة إلى مشهدنا الفوتوغرافي، ضمن سياق غير منفصل عن المشهد الكوني الذي تبدو فيه الصورة بكافة تجلياتها الوجه الأبرز للصناعة الثقافية الحديثة.
هذه العلاقة الجديدة مع الكاميرا التي أسس لها جيل الكاميرات الرقمية جعلت من هذه الممارسة أكثر التصاقا بالحياة اليومية وموضوعاتها، وأكثر قدرة على اقتحام فضاءات الفرد الذي يجهد في توصيف ذاته وانشغالاتها عبر الصور التي تراهن على قدرتها على التمثيل.
متغيرات كثيرة لحقت بهذا المشهد الفوتوغرافي، باتت تلك الصفة النخبوية لهذا الفن جزء من ذاكرة التصوير، نخبوية فرضتها التكلفة العالية للكاميرات التقليدية وملحقاتها، وحزمة الأسرار الفنية التي لم تكن متاحة للجميع كما هو الحال اليوم، والايقاع البطئ وكلفة المغامرة في انتاج الصورة.. كلها مسائل تم تجاوزها بفعل التقنية وتسارع تحولاتها، الأمر الذي جعل من الكاميرا متمماً لاكسسورات الفرد في مجتمعاتنا، فبات التصوير يأخذ طابع الفن الشعبي، فن الناس الذين سيمنحون الصورة شروط حياتها.
إنه الزمن الذي بات طيعاً، مرناً في علاقته وأصابع الممارسين الذين يملكون اختطاف الضوء تلو الضوء، ومحو المسافة بين الصور للوصول إلى المقترح الجمالي المطلوب، فزمن ولادة الصورة مطابق لزمن انتاجاها، على خلاف الكاميرات التقليدية التي تعمل وفق ذلك التقسيم القهري بين زمن التقاط الصورة وزمن انتاجها في الغرف المظلمة.
خروج الصورة من الغرف المظلمة كان بمثابة الإعلان عن دخول الكثيرين إلى ساحة الضوء، وولادة تجارب فنية في سياق زمني قياسي، بعضها لم تكمل عامها الأول حتى بدأت الاعلان عن تشوفاتها في معارض شخصية وأخرى جماعية، تحمل في ثناياها تناقضات المحاولات الأولى، دون ان تخلو من التماعات في بنائها الفني، والقدرة على الإفادة من إمكانات الكاميرا الرقمية.
غير أن هذه الوفرة من المعارض والتجارب لا تحمل في الغالب إشارات جادة على تحولات جوهرية في وعي الصورة، او انزياحات جمالية باتجاه اختبار الصورة في وجهها الثقافي، حيث الغلبة الدائمة للأسئلة الشكلانية التي تؤسس لقيمة الصورة في المشهد الفوتوغرافي عندنا، بمعنى الاستغراق في شروط الصورة الفنية باعتبارها القيمة الابداعية التي يجهد المصور لإتيانها والترويج لها.
ستكرس تلك التجارب جهدها لمطاولة موضوعاتها التقليدية التي لن تخرج عن إطار الاحتفاء بوجوه الاطفال، وحياة الطبيعة، ومنتجات الأستوديو، بأقل قلق جمالي، ما يفقد التجارب قابليتها على تصعيد الجدل الجمالي والمعرفي، أو التماس مع ارهاصات التجارب الأحدث التي تنشغل في مساءلة حضور الصورة وقدرتها على التمثيل باعتبارها وسيطاً للتعبير.
قليلة جداً هي التجارب التي تستبطن رغبة في الإختلاف، في الخروج عن نمطية العرض، ونمطية الموضوعات في اشتغالها الفني. لن نجد ما يوحي غالبا بانهمام المصور الفوتوغرافي بالتحرر من ذلك الحس المدرسي الذي يفترض علاقة امتثالية بين المصور وقواعد التصوير وأسالبيه بمثل ما تروج لها دورات التصوير، والمنتديات الالكترونية.
والحاصل أنه هنالك امتداد أفقي في اتجاهات التصوير المحلية والخليجية، تعبر عنه المنتديات والمعارض والمسابقات، يستوجب امتداداً مماثلاً باتجاه العمق لتحريك العناصر الساكنة في بنية هذا المشهد الفني ، من أجل اجتراح حساسية جديدة تستقرئ تحولات الصورة الفوتوغرافية، وتعاود اختبار فاعليتها في صناعة الثقافة البصرية.
* مجلة فوتوجرافيك - العدد السادس، دولة الكويت.
صحفي سعودي «سيهات»
التسميات:
دروس
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق