رهان المدرسة المغربية بين الأمس واليوم
الزيارات:
الزيارات:
Unknown | 9/04/2013 05:19:00 م |
مقالات
رهان المدرسة
المغربية بين الأمس واليوم
يبقي مجال التربية والتعليم، قاطرة عبور نحو التنمية, فإذا
كانت الأسرة تتكفل بإنتاج وإنجاب الموارد البشرية، فإن المؤسسات التربوية تقوم برعايتها
فكريا ومعرفيا، وتنمي قدرات الفرد -المتعلم-
سواء من الناحية السيكولوجية أو من الناحية الاجتماعية. لخلق ناشئة سوية أخلاقية، ومتزنة
معرفيا. لكن هل مؤسساتنا الراهنة قادرة على كسب هذا الرهان ؟ هل فعلا باستطاعتها النهوض
بالتنمية الفكرية والخلقية للمتعلم؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون كلاما فارغا من المحتوى ؟
"إن
المدرسة بناء من أبنية المجتمع وأعمدته، أوجدها المجتمع لتقوم بتربية
أبنائه وتنشئتهم وصبغهم بصبغة مسترشدة بالفلسفة والنظم التي رسمها وحددها بدقة متناهية
تتأثر بكل كبيرة وصغيرة تجري في هذا المجتمع وتخضع للدوافع والمواقف السائدة فيه
والمسيرة له"[1]
و به نجدها من أهم المؤسسات التي تلعب دورا رياديا في تقدم وتطور المجتمعات
المتقدمة والمتخلفة منها، واعتبارها سلاحا استراتيجيا يمكن استعماله للسيطرة
والتحكم في ميكانزمات العالم الطبيعي والبشري على حد سواء. غير أن المتتبع للشأن
التربوي ببلادنا، يكتشف أن مؤسستنا التعليمية تعاني مجموعة من التعثرات إن لم نقول اختلالات خاصة ببنية المؤسسة إن على مستوى التجهيزات كنقص
الطاولات
الدراسية وإتلافها في بعض الأحيان ، الأمر الذي يؤثر على
العملية التعليمية –التعلمية،ناهيك عن مستوى الوسائل اللوجستيكية كغياب المعدات التكنولوجيا
وعدم توفر مجموعة من المؤسسات على قاعات خاص بالإعلاميات ومتطلباتها. إضافة إلى قلة
أو لنقول ندرة الأطر التربوية، مقارنة مع عدد التلاميذ، الشيء الذي يحول دون ضبط
السير العادي للمؤسسة، علاوة عن الصراعات التي يمكن أن تنشب بين التلاميذ في ما
بينهم أو في علاقتهم بالأطر التربوية . الشيء الذي يجعلنا نتحدث عن فقدان الهوية
الاجتماعية للمؤسسة، عوض الكلام عن تثبيت القيم الإنسانية من تسامح وتعاون وتآزر...
وهي الأشياء التي كانت تمثل الى حد قريب أسس ومرتكزات مؤسستنا التعليمية. فإذا كان
الفعل التربوي إلى عهد قريب يتحكم فيه المدرس بصفة خاصة، فإن هذه الإمكانية أضحت
غير ورادة في يومنا هذا. لكون فعل التعلم لا يقف على مكونات المثلث الديداكتيكي،
وإنما أصبح مفتوحا في وجه أطرف متعددة كوسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها.
الأمر الذي يجعل المؤسسة أما رهانين : تلبية احتياجات المتعلم المعرفية وإنماء
قدراته المهاراية، ثم محاربة وسائل الإعلام التي لا تتماشى وطبيعة الأهداف
التربوية. فالمؤسسات التعلمية لها ما يؤهلها ويجعلها قادرة على النهوض بالتربية
الفكرية والخلقية للمتعلم، شريطة العمل وفق مقاربة تشاركية حوارية بين مختلف الأطر التربوية والساهرين على الشأن التربوي
ببلادنا، فضلا عن نهج سياسة تعليمية قوامها الانفتاح على المحيط الاجتماعي والانطلاق من بنية المجتمع،
وليس استيراد منظومة تربوية بعيدة كل البعد عن بيئتنا الثقافية والمعرفية .
كانت المؤسسات التربوية،
ولازالت تؤدي أدوارا مهمة داخل الحياة المجتمعية، مما يتطلب تضافر الجهود بين
مختلف القيمين على الشؤون التربوية ببلادنا. وضخ دماء جديد لها نظرة حداثية للمؤسسة التعليمية، واعية بمختلف
الاكراهات والعراقيل ولها رؤية تنبؤية للمستقبل، بعيدة
عن الارتجالية والعشوائية في التعامل مع الفعل التربوي . هكذا يمكننا إعادة
الاعتبار للمؤسسة التعليمة، وتحقيق التنمية المنشودة .
[1]- ناصر إبراهيم، علم الاجتماع التربوي، دار
الجيل، بيروت، لبنان، د ت ، ص17.
عبد الحليم مستور
التسميات:
مقالات
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق