الخبرة الجمالية
الزيارات:
الزيارات:
Lesarts7 | 8/29/2013 12:34:00 ص |
دروس
الخبرة الجمالية
يتحدث الفلاسفة عن الخبرة الجمالية ويناقشون وضعها بالنسبة للخبرة العامة ؟
فهل كل خبرة لها جانبها الجمالي ، أم أن
الخبرة الجمالية شيء مستقل تمامًا عن الخبرة العامة؟ وهل يمكن أن تتحقق خبرة بغير
توافر العامل الجمالي فيها؟ وكيف يكتسب الانسان الخبرة؟
ولكي نجيب
عن هذه التساؤلات لابد لنا أن نفرق أولاً بين نوعين من الخبرة ، الأول : الخبرة
الفردية ،والثاني : الخبرة النوعية.
الخبرة الفردية تحدث نتيجة تفاعل الفرد مع
البيئة، هذا التفاعل معناه أن الفرد يحاول أن يشكل البيئة، ثم يجد صدى لمحاولته
بأن البيئة تعاود وتلعب دورها في تشكيله، ونتيجة لهذا التفاعل يكتسب الفرد الخبرة
الفردية. ومن الممكن أن نذكر مثال " هب أن طفًلا أمسك بكوب لأول مرة، وهو لا
يدرك أن هذا الكوب الزجاجي لو سقط على الأرض لاستحال الى فتات، فتقول له امه :
حذاري! امسك الكوب بكلتا يديك حتى لايسقط منك على الأرض، وهو بلا شك إن كان يستطيع
إلا أنه لا يدرك تمامًا المغزى المقصود لأنه ليس لديه خبرة بكسر الزجاج، فإذا سقط
الكوب من يديه سيدرك الطفل أن الزجاج قد تحطم.
معنى هذا
أن الطفل اكتسب فهمًا جديدًا من خلال التجربة التي حدثت أمامه ومغزاها أن الزجاج
قابل للكسر،ولا بد أن يحذر في المرات المقبلة لتجنب الخسائر، ولكنه يعمم التجربة
على سائر الزجاج الذي سيقابله في المستقبل. فالخبرة الفردية المؤسسة على التجربة
الفعلية التي حدثت تنتهي عادة بمجموعة من العادات
، والاتجاهات، والمفاهيم
التي يكتسبها الفرد كحصيلة للتجربة.
فمن ناحية العادات : سيكون حذراً في التعامل مع الزجاج ، ويغلفه
ببطانة لينة عند نقله من مكان لآخر، وسيكتب فوق الصندوق قابل للكسر، ومن ناحية الاتجاهات: سيحسن استغلال الزجاج في الوظيفة المناسبة
متجنبًا الأضرار التي قد تلوح لو لم يكن حذرًا في إحاطته بالمعجون المناسب ليثبت
في مكان النافذة. أما المفاهيم:فتتعلق بالمعرفة
التي كونها الشخص من تعامله مع الزجاج عمومًا : سمكه، قابليته للكسر، تحمله لدرجات
الحرارة، مدى اكتسابه الألوان والصبغات. أي أن الخبرة الفردية هي:
مجموعة
الاكتشافات التي يحصل عليها الفرد بذاته نتيجة تجريبه على العنصر موضع التجربة.
وكل معرفة مستقاة من التجربة تغير في الفرد لأنها تضيف اليه معلومات لم يكن
يعرفها،كما أنها تغير في البيئة نتيجة التطبيق الجديد لهذه المعرفة.
أما الخبرة النوعية: فتعلق بخبرة الجنس البشري ككل أي رصيد الأجيال المتعاقبة من الاكتشافات
في هذا المضمار وقد تبدأ الخبرة فردية لكنها يمكن أن تتداول بين الناس ويرثها جيل
بعد جيل ويضيف اليها كل التراكمات التي تحدث نتيجة زيادة الرصيد، وبسبب تلك
الاضافات المستمرة تتكون الخبرة النوعية أو ما يطلق عليه أحيانًا التقاليدtraditional سواء في العلم أو الفن
وكل مرافق الحياة.
الى هنا
ونحن نتكلم عن الخبرة بمعناها العام وبدون تجزيء، أين يقع الجانب الجمالي منها؟
بعض المفكرين يرى أن الجمال جانب من أية خبرة، لكنه مندمج في طياتها ولا ينفصل
عنها ويستندون في رأيهم الى عامل التكامل الذي يجعل تفاصيل الخبرة مترابطة في وحدة
لا ينفصل فيها الجانب الجمالي عن الفكري عن العملي، وفي
مثل الزجاج يدخل العامل الجمالي في قطع الزجاج وتكييفه للأوضاع المختلفة
وصياغته في أشكال و توظيفه في مجالات متعددة. وهناك مفكرون آخرون يرون أن الخبرة
الجمالية نقطة تأكيد في الخبرة ذاتها بحيث تكون وجهة الخبرة الجمال ذاته، كما يلوح
ذلك في التعبير الفني في شتى فروع الفن التشكيلي، والتعبيري المسطح والمجسم،
الحركي والمعماري.
ويقول جون ديوي " لا يمكن تمييز الخبرة الجمالية
تمييزًا حاسمًا عن الخبرة الذهنية، ما دام من الضروري لكل خبرة ذهنية أن تحمل
طابعًا جماليًا، حتى تكون هي نفسها تامة مكتملة" ويستطرد " ليس ثمة خبرة – كائنة ما
كانت- يمكن أن تعد وحدةunity اللهم الا
اذا كانت تملك كيفية أو صبغة جمالية"
يظهر من
رأي ديوي أنه لا يرى الخبرة الجمالية منفصلة عن سائر الخبرة، فهي تدخل في طيات أية
خبرة وتشكل طابعها ونسيجها . أما البرت شاندلر
فيربط الخبرة الجمالية بتلك التي تستقي من تذوق الفنون فيقول " حينما نتحدث
عن الخبرة الجمالية فإننا نعني عادة الخبرة التي تستمد من الفن الخالص أو من
الطبيعة حين لا ينظر لها بنظرة نفعية" ويستطرد " ويمكن ان نحدد الخبرة
الجمالية بأنها الاشباع الذي يتم من خلال عملية التأمل، أو هو إشباع البصيرة . حين
استمتع بمنظر الغروب يكون عندي شعوربالاشباع عند تأمله. أما شغفي الفكري فيكون
ناعسًا. لا أهتم حينئذ بالأسباب المادية للسحب والضوء. فكل اهتماماتي العملية
تؤجل. لا يهمني اذا كان الجو الممثل السماء ينبىء بطقس جاف على الرغم من أن حديقتي
في حاجة الى المطر. إني مشبع بفكرة تأمل منظر الغروب".
ويظهر من
الرأيين مدى تعقد النفس البشرية حينما تكتسب الخبرة الجمالية فهي حسب رأي جون ديوي
تكون مرتبطة بالخبرة الكلية وليست منفصلة عنها، لكن شاندلر رأى أن العوامل الخرى
المتداخلة والتي تشمل التعقل والتحري يحدث فيها نوع من التراخي فلا يظهر على السطح
لتتيح للبصيرة أن تلعب دورها في اكتساب الخبرة الجمالية، وحينئذ يلتقي الرأيان لأن
عامل تأكيد الجمال وارد وعدم إغفال العوامل الأخرى وارد أيضًا وإن كانت لا تحتل
بؤرة الاهتمام.
التسميات:
دروس
بقلم الياس معاد
إسمـي الياس معاد مـن مواليـد سنـة 1989 ،بلـدي هـو المغرب، أهتم بمجال الفنون كلها بحكم مساري الدراسي و شغفي بالفنون السبعخريج الجامعة المتعددة التخصصات بورزازات شعبة التقنيات السمعية البصرية ; و السينما تخصص الصوت و الصورة خريج المعهد المتخصص في مهن السينما شعبة محرك آلياتي وكهربائي -أستاذ التعليم الابتدائي بورزازات -طالب باحث في المدرسة العليا للأساتذة بماستر التعليم الفني و التربية الجمالية بمكناسروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق