الفن الحديث

الفن الحديث
مدارس الفن الحديث
- الإنطباعية.
- التأثيرية
- التعبيرية
- الوحشية
- التكعيبية
- التجريدية
- السريالية

التعبيـــريـــة. . ثــــورة الخيــــال

التعبيرية:

نشأتها - تاريخها -مفهومها - خصائصها - الحركات الفنية التي أثرت بها - روادها وفنانوها

إعداد المحاضر : قمّاش بن علي - نشر في منتدى التربية الفنية

تيار فني أخذ جذوره في التاريخ , ابتداء من رسوم الكهوف البدائية في العصر الحجري, وصولا إلى التعبيرية اللونية الصافية في عصرنا الحديث. إنها ثورة فنية غايتها إطلاق حرية التعبير الفني باختيار الأشكال الملائمة كوسيلة لهذا التغيير, بالارتكاز على الحقيقة والموضوع. وهي تلقى مع الوحشية بتبسط الشكل واستعمال حدة اللون, ولكنها تضيف أليهما الجانب الاجتماعي والإنساني, والمسائل الأخلاقية والدينية. لقد تم التعبير عن ذلك بالعودة إلي المفهوم الانطباعي للفن الذي ارتكز على إدراك الأشكال وتصويرها. ففي التعبيرية سيطرت المخيلة, الذاكرة وعاد الرسام إلى محترفه بدل الرسم في الهواء الطلق. الفنان التعبيري يتدخل بالعمل الفني ويفعل به فيحول الطبيعة والإنسان حتى يكاد " يشوههما", كل ذلك بلونية عنيفة وصارخة. ترعرعت هذه المدرسة في ألمانيا, حيث عمل على استثمار مصادر الاضطرابات الاجتماعية محاولة الفعل في تغييره. لكن التطورات أعادت الفنان التعبيري إلى حضن التراث, ومنابع القيم البدائية, كوسيلة لتصوير الأفكار التي تناقض الواقع السائد. ومن الرسامين التعبيريين الفنان الألماني " هانس بالوشيك". (( 1))

في بداية القرن العشرين , كان هذا الاسم يطلق على كل حركة تجديدية في الفن . بعد ذلك , اصبح له معنى يرتبط بكل عمل فني عنيف وعفوي وثائر . أخيرا صار صار يشير تحديدا إلى تيار في الفن الحديث ظهر في نهاية القرن التاسع عشر مع فان غوخ Van Gogh, إنسور Ensor ومو نش Munch . يرتكز أسلوب هؤلاء على التشويه الإرادي للطبيعة وعلى مزج القلق بالرمزية . منذ عام 1905, تطورت المدرسة التعبيرية في المانيا مع هيكيل Heckel, بليل Bleyl, نولدي Nolde , أوتومولير OttoMuller, كير شنير Kirchner وشميدت ـــ روتلوف Schmidt ــــ Rottluff الذين استخد موا الألوان العنيفة وركبوا الأشكال. عام 1911 أضاف إليها كاند ينسكي Kandinasky ومارك Marc وجاولينسكي Jowlensky , نفحة تجريدية وغنائية مرتكزة على الاحسان . نضيف إلي هذه اللائحة عددا من الرساميين المنعزلين مثل كوكوشكا Kokoschka , وبيكمان Beckmann , وهودلر Hodler , وغروسز Grosz , وغيرهم .
خلال الحكم النازي في ألمانيا , تمت مطاردة التعبيريين إذ أعتبر فنهم مرفوضا , فدمرت لوحاتهم ونفي عدد منهم .
تميزت المدرسة التعبيرية الفلا مندرية بالسذاجة والشارية . من أهم ممثليها : كونستانت بير ميكي Constant Permeke , غوستاف دي سميت Gustave de Smet , وغيرهما .
في فرنسا , لم تشكل التعبيرية مدرسة بما في الكلمة من معنى , بل كانت جوا عاما يميز عددا من الرسامين مثل روو Rouault , غروبر Gruber , غرومير Gromaire, بوفيه Buffet, وغيرهم . أما اعنفهم فكان شاغال Chagall, وباسان Pascin , وسوتين Soutine.
تأثرت المدرسة السوريالية بالتعبيرية من خلال اعمال ماسون Masson. بعد الحرب العالمية الثانية , ظهرت التعبيرية بشكل تجريدي في مدرسة نيويورك التي جمعت الكثير من الرسامين أمثال : كلاين Kline, بولوك Pollock, غوركي Gorky , سام فرنسيس Sam Francis, دي كونينغ De Kooning, وغيرهم. ((2))

يعتبر الفنان فان جوخ أول من مهد للتعبيرية , غير أنها لم تظهر بوصفها مدرسة إلا عند الفنان النرويجي إدوارد مونخ Edward Munch (1863ــ 1944م). تأثر مونخ في بداية حياته الفنية بالتأثرية الجديدة, وبالوحشية, وبفن فان جوخ, وجوجان على الأخص. غير أنه ركز على القيم التعبيرية في أعماله, فأنتج مجموعة كبيرة من اللوحات المرسومة, والمحفورة, أهمها لوحته (الصرخة). وقد خصص له متحف خاص في أسلو يحتوي على آلف لوحة من أعماله.

لوحة لفان جوخ

لوحة الصرخة لموننخ [align=justify]لم يشتهر من التعبيريين غير مونخ كل من ماكس بيكمان Max Beckman(1884ــ 1950م) الألماني الجنسية, وجمس اينسور Ensor Jamesــ 1949م) البلجيكي الجنسـية
وإيميل نولد Emil Nolde (1867 ــ 1956م) الألماني أيضا, وأوسكار كوكوشكا Oscar Kokoschka, ( 1886 ــ 1980م) النمساوي, وجورج روليت Georges Rouault(1871 ــ 1958م), وشيم سوتين Chaim Soutine(1893 ــ 1943م) الفرنسيين [/align].

لوحة للفنان البلجيكي - جمس اينسور
[align=justify]وتسعى التعبيرية جاهدة إلى توضيح القيمة التعبيرية في العمل الفني , وتحقق ذلك بطرق عدة منها:
( ا ) المبالغات والتحويرات الكثيرة في الخطوط والألوان.
( ب) الإهمال المتعمد للاتجاه نحو الطبيعة, والذي تبناه التاثيريون.
ومن فروع التعبيرية:
1ــ جماعة القنطرة (The Bridge) die bruke التي ظهرت في درسدن وشجعت فنون جوجان والوحششين واهتمت بفنون الحفر على الخشب وتفرق اعضاؤها عام 1913م.
2ــ جماعة الفارس الازرق blue rider أسسها عام 1911م في ميونخ كل من واسيلي كاندنسكي Kandisky, وفرانز مارك Franz Marc,(1880 ــ 1916م) وتبعهم كل من أوجست ماك August Macke وبول كلي Paulklee (1879 ــ 1940م). (( 3))
 

خصائص المدرسة التعبيرية:

ــ اعتمدت المدرسة التعبيرية على تحريف الأشكال الطبيعية عن أوضاعها الأساسية.
ــ من سماتها أيضا استعمال الألوان المتكاملة مما يساعد على تألق الفكرة في العمل الفني , بحيث يتضمن التعبير بعض الانفعالات النفسية وخلجات النفس البشرية وما ينتابها من قلق وصراع.

ــ من رواد هذه المدرسة الفنان (( فان جوخ)) والفنان(( جوجان)). (( 4))

وكثيرا ما كان الفنانون, خلال مجرى التاريخ, يعيدون رسم العالم المحيط بهم بصورة مشوهه مقصودة, ليجعلوا الناس يشعرون كم في هذا العالم من ظلم وقساوة وألم. في نحو سنة 1900م اتخذت هذه الحركة لها اسم "التعبيرية ". كان الفنانون عند ئذ, يشعرون بنوع خاص, بالانزعاج المنتشر في أوروبا بكاملها, والذي أسفر في سنة 1914م عن الحرب العالمية الأولى المخفية. في الرسم, واجهت عاطفة القلق عند التعبيريين نظرة الانطباعيين الهادئة, وتميزت باللجوء إلى مسلكين:
1ــ تسهيل الرسم حتى التشويه.
2ــ اختيار الألوان الصارخة جدا والشديدة, التي تبدو لاذعة ومحرقة.
وكان الفنانون في بعض الأحيان, يقدمون عن هذا العالم نظرة مسلية وعابسة, ساخرة ووحشية: وهذه هي حالة الرسامين الألمان الذين انضموا إلي مجموعة ( البون), قبل إميل نولد (1867ــ 1956م), مع هنري ماتيس (1869ــ 1954م). أظهرالتعبيريون صورة وحشية لهذا العالم, ولكنها سعيدة.

كرنفال المجتمع:
أحد الفنانين التعبيريين الأوائل هو البلجيكي جيمس انسور (1860ــ 1949م) في أوستاند, المدينة الصغيرة على الشاطئ, كانت عائلته تملك متجرا يبيع السائحين التذكارات وأشياء مشوقة: كان انسور منذ طفولته, يهتم بهذا المتجر حيث سكن حتى موته, وقد استهوته خصوصا الأقنعة والثياب الأجنبية الغريبة الموجودة فيه. في أعماله الفنية. أظهر الحياة في المجتمع مثل كرنفال ضخم. في وسط المشاهد الشعبية, الدقيقة جدا, يضع الرسام أشخاصا يرتدون اللباس الرسمي, مع روؤس بيضاء كالجص أو محمرة, ونظرات هي معا, ملتهبة وخائفة, الوجوه هي ملتوية. وفي كل مكان تقريبا, تتجول هياكل عظيمة: تذكر الناس بنهاية الحياة.

كوابيس مونخ:
أما بالنسبة لنروجي إدوارد مونش (1863ــ 1944م), الذي أثر فيه فإن غوغ كثيرا سمح هذا التعبير بإظهار العذاب والمصير المفجع لكل شخص. إن يأس الرسام يتخذ شكل المناظر الطبيعية المعذبة والتخيلات المرعبة, كما يمكن أن تظهر في كوابيس الهلوسة. في لوحة الصرخة. يتضاعف الخوف: الخوف الذي توحي به السماء الحمراء مثل النار, والخوف الذي نشعر به من الشخص المتروك لوحدته في مكان الصدارة.

ماتيس: إيقاع الحياة:
هنري ماتيس هو الأكثر شهرة بين الفنانين المتوحشين. في القسم الأول من أعماله, قبل سنة 1920م, كان يقسم حرية التعبيرية بين اختيار الألوان, التي هي دائما صارخة جدا, وبين رسمه الذي يختصر ببعض الخطوط القوية. لوحة كتلك التي سماها " الرقص" تدهش ببساطتها ودينا ميتها. لقد كان الرسام يستحضر تفجير بدايات البشرية على أرض مازالت جديدة, على نوع من الفراديس, بدون مرجع ديني. بعد ذلك, بقى ماتيس أمينا لسعادة الوجود, وأصبحت رسومه لطيفة, وألوانه معتدلة, وتصويره سهلا جدا, وأصبح فنه أثريا وزخرفيا. وفي نهاية حياته, كان واحدا من اكبر الفنانين في القرن العشرين.

المتوحشون:
في سنة 1905م ساهم فنانون كثيرون في المعرض المؤقت , في " صالون" الخريف في باريس, منهم هنري ماتيس و أندريه ديران (1880- 1954 ). وصفتهم إحدى مقالات النقد (( المتوحشين)) ، وكتبت أحدهم:
(( لقد ألقوا بوعاء من الألوان في وجه جمهور المشاهدين)). المتوحشون لا يستعلمون ، في الواقع إلاَ ألوان صافية ومتناسبة جداً، ويفضلون، مبدئياً،إلغاء الضلال. وهم لا يريدون أن يعطوا صورة خاطئة عن الحقيقة في رسومهم، بل على العكس كانوا يرغبون في التحرير من هذا الشيء المزعج. ومع ذلك بقيت الوحشية المظهر إشراقاً في الانطباعية. ((5))

هنا نوضح النشأة التاريخية للمدرسة التعبيرية وما أثرت به على الفنا الحاضر ، فقد نشأت نشأة التعبيرية سياقا فنيا في ألمانيا حوالي عام 1910م, وهي محددة الآن في الأكثر بفن أواسط أوربا. وليس من السهل تعريفها ألا في حدود علاقتها السلبية بالانطباعية لكنها في أصول استعمالها الألماني ضمت تحت لوائها ما أطلق عليه روجرفراي, في تلك الفترة بالذات تسمية (( ما بعد الانطباعية )) . إن فكرة التعبيرية في الأساس هي إن الفن ينبغي ان لا يتقيد بتسجيل ألا نطباعات المرئية بل عليه إن يعبر عن التجارب العاطفية والقيم الروحية. وكما كتب فرانز مارك : (( نحن اليوم نسعى إلى ما وراء قناع المظاهر الذي تتستر وراءه الأشياء في الطبيعة إذ تبدو لنا أنها اهم من اكتشافات الانطباعيين. )) بهذا التعريف يحق للتعبيرية إذن إن تحوي الفنانين كلهم تقريبا , سيمد التعريف إلى نقطة ينقلب عندها غامضا تماما على الرغم من التبرير القائل: إن شمولها هولاء الفنانين سببه انتمائهم بشكل أو اخر إلي الجيل نفسه ووقوفهم على أرضية مشتركة . إن اقتران ماتيس الفريد بالتعبيرية يعود إلي المسلك الذي أوضحه في نصه المعنون " ملحوظات رسام" الذي نشر بباريس عام 1908م, وترجم فورا إلى الألمانية والروسية. فقد أعلن ماتيس: إن من أهدافه عدم الفصل بين الإحساس الذي يكنه للحياة وبين طريقته في التعبير وفق طراز تفكيري لا يتضمن العاطفة المرتسمة على وجهه الإنسان . وقد بداء بالرسم بعد التسعينات من القرن التاسع عشر ولم يظهر قائدا لرسامين في عام 1905م, وكان يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين , بداء أولا باستنساخ أعمال الأساتذة القدامى , ومن أهم أعماله صورة كارميلينا التي رسمها في عام 1903م ولم يكن ماتيس يقبل يقبل على الألوان البراقة لرسامي ما بعد الانطباعية وكانت إحدى المشاكل التي شغلته حين كان ما يزال في عهد شبابه , فقد كان رساما ذكيا جدا يقد على الشيء دون تفكير مسبق أحس انه بحاجة إلى أن يغير طريقته لتقليد وبدأ ذلك بتخليه عن مشايعته الصارمة للانطباعية وساعده في ذلك اندريه ديران وقد عملا سويا ونتج عن ذلك رسم الوحوشية منذ ذلك الحين اقترن بأسلوبهما .. وان ما تقدمه الوحوشية هو إعادة إقرار وجمع خصائص ما بعد الانطباعية .((6))

إذن التعبيرية اتجاه فني يعتمد فيه الفنان على شخصيته وأسلوبه مع سيطرة الانفعالات الإنسانية فيعبر الفنان عن مشاعره الذاتية دون اللجوء إلى محاكاة الواقع إن الفنان يجد حلا عندما يعبر تعبيرا صادقا عن انطباعاته الذاتية سواء أكانت هذه الانطباعات رد فعل للعالم الخارجي أو لعالم الأحلام والرؤى ويعتبر فنانو هذا الاتجاه إن النقل المباشر عن الطبيعة يجعل العين تابعة لما ترى وقد أطلقوا على مصوري الإله الفوتوغرافية بأنهم ( عميان) لان عيونهم لا تعمل كأعضاء بشرية بل كتوابع لما يحملونه من آلات وعلى الفنان أن يتحاش رتابة الأسلوب عن نضارة وحيوية التعبير الإنساني :

كما يرى آن عالم الفن ليس دائما مرئيا إنما يحتاج إلي قوة حدس خاصة تمكنه من كشف الحجاب عن العالم غير المرئي وهو عالم النفس الداخلي الذي يؤدي إلى اكتشاف حقيقة العالم .

إن الوجود كله في التعبيرية هو امتداد لروح الفنان ونفسيته والفنان هو مركز الكون والكون تابع له فإذا كانت التعبيرية ذاتية فان الانطباعية موضوعية.. وتزداد التعبيرية ظهورا في أوقات الأزمات والقلق الروحي وقد وجدت التعبيرية أرضا خصبا بين الفنانين الشبان في هذا العصر المضطرب .. ولذلك فان الصورة الفنية في هذا الاتجاه هي إفراغ لما في أعصاب الفنان من شحنة عاطفية متولدة عن انصهار الوجود في خياله ثم إفراغه في فنه كما لو كان يقدم جزءا من ذاته . كان أول من دعاء الى هذا الاتجاه هو الفنان النرويجي أدوار دسمونش 1863م Edward Munch 1944 والنمساوي أوسكار كوكوشكا 1886م Ascar Kokqoshka أسلوبهما التشكيلي المثير هو الدعامة التي قام عليها الفن التعبيري لكن الحركة التعبيرية رأت النور في عام 1885م وكان فان جوخ 1853ــ 1890 بلوحاته الرائعة المفحمة بالمشاعر والألوان الصارخة مؤسسا للتعبيرية الحديثة وترتبط التعبيرية في الفن المعاصر ارتباطا وثيقا بالحركات الفنية الألمانية في القرن العشرين. وقد استخدم هذا التعبير لاول مرة عندما انشغل بعض الفنانين باستغلال كل إمكانيات التعبيرية وعلى رأسهم كاندنيسكى Kandinsky وكان وثيق الصلة بجماعة القنطرة وجماعة الفارس الأزرق بميونخ والتي يشار بأنها التعبيرية الألمانية . وكانت التعبيرية في بدايتها أحد ردود الفعل تجاه لا موضوعية الفن ألتا ثري البصري وما ينطوي عليه من إبهام وتغليف للمناظر الطبيعية بعوامل المناخ إذ يتطلع الفنان التعبيري إلى أعماق ذاته حيث يمكن عالم الانفعالات والمواقف النفسية اكثر ما يتجه إلى الخارج حيث العالم الزاخر بالانعكاسات الملونة ومن هنا كانت أصبحت حرارة الخلق والإبداع تحل محل المحاكاة.

لقد أصبحت اللوحات التعبيرية تفسر تفسيرا نفسيا أصبحت من خلالها نرى الفنان اكثر من رؤية الألوان.

ـــ جماعة الفارس الأزرق:

يعتبر هذا الاتجاه الفني مؤسسا بجهود وريادة الفنان فاسيلي كاندنسكى مع فرانز مارك وبولى كلى واخرون.. وكان يوحد بينهم البحث عن أسلوب في التصوير يفجر طاقة التعبير الذاتي لدى كل منهم. وقد قال كاندنيسكى توضيحا لهذا الاتجاه الفني الذي هو جزء من التعبيرية " إننا لا نسعى لدعاية بشكل من أشكال التعبير . إنما هدفنا أن نبين من خلال تنوع الأعمال الفنية كيف تعبر رغبة الفنان عن نفسها بطرق مختلفة. وان تسمية هذا الاتجاه بالفارس الأزرق يرجع إلى تفسيرين : هو عشق كاندنيسكى وفرانز مارك للون الأزرق في كثير من إعمالهم الفنية وكان ( مارك) يميل إلى رسم الجياد في حين يرسم الفرسان ومن هنا اصبح اسم الجماعة ( جماعة الفارس الأزرق).
كما يرجع آخرون هذه التسمية الى اسم لوحة لكاندنيسكى صورها عام 1903م وكان اسمها الفارس الأزرق وقد جعلها اسم لاحد كتبه أيضا. ونشر دراسات عديدة حول هذا الاتجاه وكتب فرانز مارك تعريفات واضحة لاهداف هذا الاتجاه وعن المجالات المختلفة للفن الحديث في ألمانيا.. ولم تكن الدراسات التي أعدها هؤلاء الفنانين مجرد صياغة لقانون أو قاعدة في فلسفة الجمال إنما هو التوجه نحو الضرورات المعاونة على بلاغة التعبير التي فسرها بقوله" إننا لانهتم بالدعوة الى شكل معين أو نظام محدد هدفها هو أن نسير من خلال استعراض الأشكال إن التعبير عن الرغبات الباطنة التي يستشعرها كل فنان بالطريقة التي ترضيه" .

التعبيرية الساذجة:

هي الإفصاح عن مشاعر الفنان بتلقائية وفطره بعيدا عن التعاليم الأكاديمية.. وهي امتداد تلقائي لرسوم الأطفال ولكن بمهارة الكبار وهي قريبة من الفن الشعبي وقد استطاع هؤلاء الفنانون آلا يخضعوا منهم لنظريات عملية أو فلسفة معقدة.

وهذا الاتجاه في مجموعة لاقى الاحترام والتقدير من نقاد الفن ذلك لفطرية وتعبير المباشر التي يحمل من خلاله متنفسا شعبيا فيه حرية وتأتى التعبيرات الفنية من خلال مباشرة وتعكس البراءة والفاء.
اهم رواد هذا الاتجاه هنري روسو وكان يعمل موظفا في الجمارك حتى سن متأخرة وكان يرسم أيام العطلة حتى أطلق عليه ( فنان يوم الأحد) وفي لوحاته يحشد داخلها كل العناصر المتداخلة من أشجار وثعابين وحيوانات ولايهتم كثيرا بالبعد الثالث ولا يخلط الألوان فليست لها دلالة فلسفية عنده كما إن أشكال التعبير ساذجة حيث يظهر الأسد مثلا بوجهه كاملا وجسمه من الجانب وهو ذات الفكر الذي يتعامل به الطفل مع ذلك الكائنات لتبدو في كمال تام.