اختر لون الخلفية المفضلة لديك

المسرح المتنوع وانماط العمارة المسرحية المعاصرة.  د. كريم رشيد – السويد.

 |
كريم رشيد
شكلت العمارة دوما وجه العصر الذي تنتمي اليه ، وجسدت بشكل مادي حاجاته النفعية الحاضرة وتطلعاته الفكرية المستقبلية.  وتناغمت مع نزوع الانسان لفهم وجوده ومحاولته ادراك علاقته مع محيطه الخارجي . ومثلها مثل الفنون البصرية كانت ايضا انعكاسا لهواجسه الداخلية وتساؤلاته الفلسفية. لكنها اختلفت عن الفنون الجمالية في قدرتها على الجمع بين ما يرغب به الانسان او يندفع اليه غريزيا وما يحتاجه عمليا لتادية وظائف نفعية حياتية معينة.
ومع الثورة الصناعية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تعاظمت التحولات الاسلوبية في الانشاءات المعمارية  وتنوعت فقادت الى تطور كبير في بناء المسارح واغنتها بالامكانيات التقنية العالية التي سهلت بناء مناظر ضخمة ومبهرة خصوصا في عروض الباليه والاوبرا وكذلك في العروض المسرحية ، فتوالى استثمار الميكانيك ، الكهرباء ، التكنلوجيا المتقدمة ، ثم التقنيات الالكترونية الحديثة واخيرا وسائل التكوين الضوئي الليزري.ونتيجة لذلك تعززت سطوة مهندس الديكور على العرض المسرحي وتاججت رغبته في اظهار القدرات الفنية التي انتجتها التقنيات الحديثة، وتزامن ذلك معهيمنة الاطار المسرحي (البروسينيوم) الذي فرض وجوده تغييرات كبرى في شكل المنصة المسرحية وجماليات الصياغات السنوغرافية ، لكنه ايضا ساهم في اختفاء صفات ومميزات اخرى كانت تسم المسرح بالمرونة والحميمية والتنوع المكاني ومواصفات اخرى كانت قد سادت المسرح الاغريقي والكنسي والاليزابيثي. وتوالت التطورات التقنية في مسرح العلبة في القرن العشرين فجعلته مثقلا بالتقنيات مما افقده بعض سحره الحقيقي المتمثل بالاداء الحي المباشر للممثلين امام الجمهور ، فظهر على اثر ذلك دعاة العودة الى المسرح الخالي من التقنيات المعقدة . وشهد التصميم المعماري للمنصة والعمارة المسرحية تحولات طالت وظائفه وبنيته وجمالياته. فغادر مخرجو المسرح الحديث مسرح العلبة نحو فضاءات جديدة بحثا عن بدائل معمارية تعيد للمسرح حميميته وفرادته النوعية وتاسيس جماليات جديدة للعمارة والمنصة والتشكيل السينوغرافي.
انماط معمارية حديثة ومسرح متعدد الاشكال والاغراض.
في اوربا كما في امريكا تطورت العمارة المسرحية  وتنوعت اساليبها متزامنة مع تنوع اتجاهات الفن الحديث. واقترن ازدهار الفن المسرحي في الولايات المتحدة الاميركية  في القرن العشرين مع ظهور انماط من العروض الغنائية والموسيقية  الراقصة وعروض فنية كبيرة ومختلفة  تطلبت انشاءات مسرحية  ضخمة .كما تطورت وازدهرت العمارة المسرحية  التي وفرت انماطا جديدة من المنصات المسرحية مجهزة بتقنيات تكنلوجية متقدمة، كما هو الحال في نيويورك حيث يزخرمركزها مانهاتن بمسارح برودواي الشهيرةاو في المراكز الفنية والثقافية الكبيرة  التي شكلت البناية المسرحية جزءا هاما منها مثل مسرحكاليتا همفريز في دلاس في تكساس The kalitaHamphreys theatre , dallas – وكذلك مسارح اخرى مثل مركز  Loeb Drama Center  في منهاتن ، ومسارح اخرى في ستراتفورد وغيرها .
وحفزت النهضة المعمارية  والحاجة العملية لمسارح من نمط جديد ومتنوع باتجاه اعادة تشكيل العمارة المسرحية ومحاولة استرداد المميزات المكانية التي اختفت مع ظهور مسرح العلبة ، فقدم المعماريون والمصممون حلولا معمارية وبدائل تقنية غيرت في شكل المنصة المسرحية وحاولت استحداث علاقة اكثر قربا  وحميمة مع المشاهد .  فمُدت مقدمة المنصة المسرحية باتجاه الصالة واعيد ترتيب وتنظيم المقاعد المخصصة للجمهور لتكون محيطة بذلك الجزء الخارج من مقدمة  المنصة المسرحية فيما انتظم باقي صفوف المقاعد في شكل اقواس نصف دائرية تقريبا تحيط بالمنصة الخارجية وتواجه الحيز المسرحي ، اما على المنصة الداخلية فقد ظهرت حلول مختلفة لاستثمار فضائها ، منها اقامة منصات علوية ، ويسمى هذا النمط من المسارح Thrust Stage وهو مستلهم من العمارة المسرحية الاليزابيثية .
وعلى صعيد اخر فقد قادت الحاجة الى استثمار البناية المسرحية لاغراض تقديم عروض فنية مختلفة خصوصا لدى المراكز الثقافية التي كانت معنية بتنوع برامجها الثقافية الى انشاء دور عرض ومنصات مسرحية مؤهلة معماريا وتقنيا لاحتضان عروض مختلفة الاجناس مثل عروض الرقص الحديث وفنون الاداء الحركي وكذلك عروض المسرح  التجريبي وان تكون صالة مناسبة للعروض الموسيقية والاوركسترا السمفونية . فقدم فن العمارة نمطا جديدا من البنايات المسرحية المتعددة الاغراض التي يكون من الممكن تحوير منصتها المسرحية في الحجم والمساحة والشكل كما من  الممكن تحوير المكان المخصص للجمهور . وانشات دور مسرحية ذات منصات قابلة للتفكيك واعادة التشكيل ، وقاعات يكون فيها المكان مجزءا  الى وحدات معمارية تتصل ببعضها البعض عبر تقنيات تكنلوجية دون ان يؤثر ذلك على ملامح وحدتها الفنية .  وتكون الارضيات والجدران كلها قابلة للتفكيك والحركة لاعادة تشكيل المنصة وتنظيم الصالة ، اذ يكون من الممكن تحويل صالة مسرح بروسينيوم الى صالتين واحدة للاوركسترا الموسيقية  واخرى ستوديو مسرحي ، مع ضمان توفير الشروط اللازمة للتوزيع الصوتي في المكان ، حيث تفترض قاعات الاداء الغنائي الاوبرالي والاوركسترا شروطا معمارية خاصة لضمان نوعية ممتازة من المستويات الصوتية وضمان معالجة الصدى والتردد الصوتي . ويمكن ان تتحول الصالة المخصصة لمئات المشاهدين الى حيز صغير يسع لمئة او مئتين شخص ، وتتحول المساحات المتبقية لصالات للعروض الحركية والفنون التشكيلية والمعارض الفنية او قاعات للتمارين المسرحية ،. ويُعرف هذا النمط من المسارح المتعددة الوظائف والاشكال باسم:
Multipurpose and multiform theatre
ويوفر ذلك اقصى استثمار ممكن للعمارة المسرحية التي تؤدي اغراضا متعددة بدلا من انشاء عدة دور مختلفة يكلف بناؤها اموالا طائلة كما تكلف ادارتها وتشغيلها وصيانتها اموالا اضافية .  ومن بين الامثلة على مثل هذه المسارح الحديثة التي تقدم مرونة عالية وتنوع في استخدامتها للمنصة المسرحية والصالة معا :
Cerritos Center for the Performing Arts, Cerritos, CA, USA
وكذلك ستوديو المسرح في سينغافورا الذي يُعد واحدا من احدث واهم واكثر الستوديوهات المسرحية تقدما معماريا وتقنيا:
Theatre Studio, Esplanade – Theatre on the Bay, Singapore.
 تاثرت البناية المسرحية بالاتجاهات المسرحية المعاصرة في اوربا ما بعد الحرب العالمية الاولى والثانية وطالت التغييرات الفكرية والاسلوبية التي سادت الفن المسرحي بنايته ومعماره في جميع انحاء العالم . فلم تعد منصة مسرح العلبة ـ البروسينيوم بتقليدية معماره الذي يفصل بين الجمهور والعرض ، قادرة على استيعاب عروض مسرح القسوة  ومسرح العبث والمسرح الحي  والمسرح التسجيلي والمسرح الفقير . وظهرت انماط من المنصات المسرحية  التالية:
  1. مسرح الحلبة  Arena Theatre
مسرح ذو منصة صغيرة يحيط بها الجمهور من كل جوانبها ، ويمكن ان تتخذ اشكال مختلفة مثل المربع والمستطيل والدائرة  او شكل سداسي او ثماني او غيره . وتنتظم فيه صفوف المتفرجين على مستويات متدرجة لضمان رؤية جيدة . وتعلق فيه المصابيح وملحقات الاضاءة  فوق حيز التمثيل وحوله . تحتل فيه المنصة مركز المكان ، وانتشرهذا النمط من المسارح في مدن كثيرة في العالم  نظرا لما له من مرونة مكانية  توفر للمخرجين ومصممي السينوغرافيا خيارات متعددة وايضا لقلة تكاليف انشائه مقارنة بالمسارح التقليدية . واخذ تسميات مختلفة مثل المسرح الدائري Theatre in the round وتوافق كثيرا مع العروض التي كانت تنشد صلة حميمة ومباشرة مع الجمهور . كما ان شكله الدائري الذي يُذكر الى حد ما بالمسرح الاغريقي اوحى للمسرحيين بتقديم العروض الكلاسيكية باساليب اخراجية وتمثيلية معاصرة . ومن بين ابرز المسارح الرائدة من هذا النمط ( مسرح 47 ) في دالاس في الولايات المتحدة الاميركية والذي انشاته المخرجة الاميركية Margo Jones   في عام 1947 . وكذلك (مسرح رويال اكس جينج ) في مانشستر في المملكة البريطانية. Royal Exchange Theater, Manchester.
  1. المسرح الممتد في الصالة Thrust Theatre
بناية مسرحية تستلهم كثيرا من خواضها من العمارة المسرحية الاليزابيثية والشكسبيرية ، حيث تمتد فيها مقدمة المنصة الى صالة المتفرجين فتشكل منصة خارجة مفتوحة خارج اطار المنصة الداخلية التي تقع خلف فتحة اطار البروسينيوم. وتصطف فيه مقاعد المتفرجين من جهات ثلاث لتحيط بالمنصة الخارجية.
  1. ستوديو المسرح Studio theatre
مسرح صغير ومرن ومجهز بالتقنيات الاساسية ، كما يمكن لمنصته المسرحية ان تتخذ اشكالا مختلفة ، فيتم وفق ذلك تنظيم مكان المتفرجين الذي يمكن ان يحيط بالمنصة من جهة واحدة او جهتين او ثلاث.وعادة ما يكون مخصص للعروض المسرحية التجريبية في المعاهد والجامعات والمراكز المخصصة للفنون الادائية.ومن بين ابرز واحدث تلك الستوديوهات المسرحية : (المركز المسرحي 62 للمسرح والرقص في كلية ويليامز في الولايات المتحدة).
62 Center for theatre and danc – Williams College
  1. مسرح البيئة Environmental theatre
مسرح يتخذ من الامكنة المتاحة حيزا له ، فينتظم فيها ويتكيف معها ، ويكون فيها مكان المشاهدين وحيز التمثيل مندمج ومتداخل وموحد. وعادة ما يكون اختيارالمكان هنا ذو تاثير مقصود في العرض المسرحي
  1. المسرح المرن المتعدد الاشكال Flexible theatre
تكون فيه المنصة المسرحية والصالة من المرونة بحيث يمكن تفكيكها واعادة  تنظيمها في اشكال مختلفة تتوافق مع متطلبات العروض المختلفة . ويمكن تحويله الى انماط اخرى من المسارح مثل مسرح الصندوق الاسود او مسرح الساحة او ستوديو المسرح او غيرها. (انظر الصورة رقم 2)
  1. مسرح الصندوق الاسود .
صالة فارغة ذات جدران مطلية باللون الاسود او مغطاة بالستائر السوداء من كل جانب ،  وهي عبارة عن ساحة حرة يمكن تاثيثها وتشكيلها بالطريقة التي يقترحها العرض المسرحي ، فهي لا تحمل اية اشتراطات ملزمة ، وعادة ما تكون مناسبة للعروض المسرحية والفنية التي تموج بين انماط مختلفة من الفنون البصرية في تركيب فني مشترك ، وتستخدم وسائط العرض التواصلية الحديثة. كما يمكن له ان يكون مكانا لعروض مسرحية لا تتوفر فيها مقاعد للجمهور ، بل يكون فيها الجمهور واقفا ويتبع تنقل الممثلين في المكان.
  1. مسرح الباحة او الفناء .Courtyard Theatre
ليس المقصود هنا مسرح الشارع او الساحات العامة فذلك لا يعد عمارة مسرحية بقدر ما هو شكل من اشكال العروض المسرحية . اما عمارة مسرح الباحة او الفناء فهي بناية تجمع بين خصائص المسرح ذو المنصة الممتدة في الصالة  ومسرح العلبة .  اما مكان الجمهور فينقسم الى وحدتين الاولى شبه مستوية وتقع في مواجهة المنصة الخارجية  فيما تكون الثانية على شكل طوابق ومستويات عالية ومتدرجة تحيط بالمنصة الخارجية من جهات ثلاث .
كما انتشرت الفرق المسرحية التي هاجرت والى الابد مسرح العلبة لاسباب مختلفة  وخرجت متمردة على  او مطرودة من هيمنة برودواي ، فخرج عدد من المسرحيين الذين لم يكن بوسعهم التواصل  او التنافس مع هيمنة المؤسسات الراسمالية الضخمة التي تمتلك او تدير مسارح بوردواي وشكلوا فرقا مسرحية سعت نحو استثمار المسرح كواسطة للتعبير السياسي خصوصا بعد الحرب مع فيتنام . فظهرت ماسُمي بمسارح خارج برودواي التي ما ان ركزت وجودها الفني واسست لها مسارحها الخاصة حتى ظهر جيل اخر من المتمردين الذين عملوا  لمسرح  خارج خارج برودواي.  ولعل من ابرز ما يمكن الاشارة اليهم هنا المخرج (بيتر خومانPeter Schumann ) الذي ولد عام 1934 وبدا حياته الفنية في المانيا  كنحات وراقص قبل هجرته الى اميركا وتاسيسه لمسرح الخبز والدمى عام 1963 في نيويورك * والذي كان يرى ان الجمهور الحقيقي الذي ينبغي ان يقدم له المسرح هم اولئك الذين لا يذهبون الى المسرح . ولهذا فقد خرج بفرقته الى الشوارع مؤمنين بان كل الاماكن هي اماكن ملائمة لعروضهم الفنية عدا خشبات المسرح التقليدية ذاتها التي كانوا يرون فيها اماكن مزعجة تدفع الناس الى الخدر ولذلك فقد قدموا عروضهم في الامكان العامة مستفيدين من كل ما يتوفر تلقائيا في ذلك المكان.
وقدم خومان عام 2007 عرضا مسرحيا بعنوان لوحات الاستقلال مستوحاة من زيارته للاراضي الفلسطينية المحتلة وقد اثار هذا العرض ثائرة المنظمات اليهودية في اميركا التي اتهمته بمعاداة الصهيونية والسامية . وعلق خومان حينها بانه ربما قد اضر بمشاعر اليهود في اميركا لكنه اضاف مع ذلك بان ما راه في فلسطين المحتلة  يُذكر بالمعتقلات النازية التي حجز فيها النازيون الالمان اليهود في وراشو. وعلى الرغم من ضغط تلك المنظمات الصهيونية فقدعاد عام 2008 ليقدم سلسلة عروض فنية بعنوان : جامعة المجد ، قصة فتى فلسطيني .
وفي المسرح الاميركي تجارب اخرى كثيرة مهمة رحلت الى اماكن بديلة ، مثل ما قدمه المخرجون   مارتاجراهام ، الن نيكولاس ، وجون كيج ، وفرقة المسرح الحي التي اسسها جوليان بيك وجوديث مالينا . وكذلك هناك جماعة مسرح الواقعة الذين قدموا احد عروضهم وكانت من اخراج الان كابرو بعنوان (16 حادثة في 6 اقسام ) وهو عرض اتخذ مكانه في ثلاث حجرات متجاورة فصل بينها حوائط من البلاستيك ، وتنقل الجمهور بين تلك الحجرات لمشاهدة تلك الوقائع
اهم اسباب مغادرة مسرح العلبة :

من خلال ما تقدم استعراضه يمكن استقراء وايجاز الاسباب الاساسية التي  دفعت المسرحيين الى مغادرة مسرح العلبة وايجاد بدائل معمارية مغايرة تستوفي المساعي الجمالية في الفن المعاصر وهي:
  1. استرداد المرونة المكانية التي كانت توفرها نظم معمارية  سابقة اختفت بظهور البروسينيوم الذي حدد حيز التمثيل واقام جدارا وهميا بينه وبين المتفرجين.
  2. استرداد الشعور بالحميمية التي توفرها اللحمة المكانية بين المتفرج والعرض . وهذا ما دفع البعض للبحث عن تلك السمات التي كانت متوفرة في الاماكن المتسمة بالطقس الديني والاجتماعي الجمعي.
  3. التخلص من سطوة الديكورات الضخمة والمؤثرات الفنية التي اثرت من وجهة نظر بعض المخرجين على سحر المسرح وفرادة نوعه الفني ، خصوصا بعد ان قدمت السينما تقنيات هائلة على صعيد المكان والزمان .
  4. الاستفادة من التاثير الجمالي والنفسي والاجتماعي والمرونة المكانية التي تحدثها الاماكن المفتوحة ، وخصوصا تلك الواقعة في مبان او قصور قديمة او مهجورة او كنائس او متاحف او ماشابه .
  5.  ما وفرته بعض الاماكن  الحقيقية  من مواضع تطابقت احيانا مع مكان الحدث فلم يعد هناك من حاجة لانشاء مناظر مصطنعة ، وتحقق ذلك بالعروض التي قُدمت مثلا في واجهة القصور او المواقع الاثرية والتي وفرت اماكن تقترب من مكان الحدث في النص المسرحي. وبهذا يُحدث المكان اثرا جماليا يفوق ذلك الذي يحدثه منظر يحاول محاكاة الواقع وتشخيصه مهما كانت تلك المحاكاة ماهرة ودقيقة. ففي الحالة الاولى يكون المتفرج داخل المكان ومتفاعلا معه ، اما في الحالة الثانية التي تقدم محاكاة تحاول تشخيص الواقع فان المتفرج سيكون بمثابة مشاهد ومراقب من خارج المكان .
  6. اعادة التركيز على فعل الاداء التمثيلي بوصفه جوهر العرض المسرحي ، وهذا ما دفع الى التمثيل في اماكن بكر لا تحمل معطيات تاريخية او فكرية محددة بل تستجيب لما يضعه العرض من اشارات ودلالات مكانية تقود الى التداعي الحر لدى المتفرج مما تجعل منه متلقيا فاعلا ومساهما في العرض وتُصعد من متعة المشاهدة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق