السبت، 7 ديسمبر 2013

حقوق الانسان و المدرسة المغربية (4)

الهدف من التربية على حقوق الانسان:
أولا التربية على حقوق الإنسان وهي تلك الحقوق المتأصلة في طبيعتنا والمستندة إلى سعي الجنس البشري من أجل حياة تضمن الاحترام والحماية للكرامة المتأصلة والقيمة الذاتية للإنسان، وهي ذات أهمية قصوى في نقل المعرفة في مجال حقوق الإنسان ونشرها في أوساط الطلاب ضمن إطار من التعلم الذي يقوم على المشاركة والتفاعل. وهي تهدف إلى تعليم مبادئ وقيم حقوق الإنسان وتجسيدها في الممارسة اليومية بين الأفراد والجماعات مع الإيمان الراسخ بأهمية الالتزام بقضايا الحرية والكرامة والمواطنة والتسامح وقبول اختلاف الآراء واحترام الرأي الآخر والنظام والمساواة والمسؤولية الأخلاقية والالتزام بالحقوق مع أداء الواجبات. ويأتي هذا في إطار السعي لبناء نظام من القيم الهادفة التي تعزز من قيمة الإنسان باعتباره كائنا يفكر ويبدع في مجتمعه.
و تهدف التربية على حقوق الإنسان إلى تثبيت هذه الحقوق وترسيخها لتصبح سلوكيات وتصرفات منتشرة بين الطلاب لتمكنهم من التطور واستعمال قدراتهم العقلية ومواهبهم على نحو متكامل وحمايتها.
وتتسم التربية على حقوق الإنسان بعدة سمات فهي إنسانية تهتم بتوعية الإنسان بحقوقه، وعقلانية لأنها تخاطب العقل، وتنويرية لأنها تهتم بمفاهيم مثل الذات والحرية والكرامة والتسامح والمساواة والديمقراطية والمواطنة، وهي أيضا تربية نقدية بناءة تدعو إلى إعادة النظر في القيم والمبادئ والسلوكيات التي تتنافى مع حقوق الإنسان. فهي بشكل عام تهدف إلى تكوين الفرد تكوينا متكاملا مع الأخذ بعين الاعتبار كل مكوناته العقلية والمعرفية والسلوكية والوجدانية ليكون على علم بحقوقه وواجباته وحقوق الآخرين نظريا وتطبيقيا.
وتعتبر التربية على حقوق الإنسان من ضمن المجالات المكونة للحياة المدرسية إلى جانب البيئة والصحة والتربية على المواطنة وهي تتطلب الانطلاق من المرجعيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، التي ساهمت كل الأمم في بلورتها وصياغتها فهي ملك للإنسانية جميعها ، كما إنها تعبر عن الطموح إلى مزيد من الحرية والسلم والتنمية واتساع دائرة الاحترام المتبادل بين البشر بغض النظر عن المستوى الاقتصادي، وعن اللون والجنس والمعتقد الديني مع مراعاة الخصوصيات الوطنية والقيم والسلوكيات والتقاليد المحلية مما يعزز التعلم ويرسخ القيم في نفوس الطلاب.
خاتمة:
المدرسة كجهاز يتم تمرر التوجيهات الفكرية والاجتماعية والوجدانية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للتلاميذ. والتربية على حقوق الإنسان في المدارس لا يجب أن تكون فقط مناهج و المقررات ، وإنما المطلوب دمجها في مناهج المواد الدراسية ضمن مراحل مختلقة، و يتم تطبيقها في أرض الواقع من خلال بعض الورشات و المسرحيات... لتكون عملية تربوية شاملة ، تستهدف تكوين التلميذ، وهو ما يتطلب إدراج برامج وأنشطة في بعض المواد التي ترتبط بثقافة حقوق الإنسان، كمادة التربية الوطنية، والتربية الإسلامية وغيرها. ويستدعي التركيز على مراجعة وتجديد البرامج والمناهج الدراسية لضمان سلامة التربية الهادفة البناءة ويتطلب التركيز أيضا على الظروف المرتبطة بالبيئة المدرسية والتي يجب أن تجسد احترام حقوق الإنسان كالعلاقة ما بين المعلم والطالب وما بين المعلم ومدير المدرسة وما بين التلاميذ أنفسهم أو المعلمين أنفسهم .

وإذا أيقنا أن التربية على حقوق الإنسان تتطلب المعرفة بتعليم وتربية الإنسان على ثقافة حقوق الإنسان والتربية عليها، فهي أيضا بالتالي تتطلب أرضية ملائمة ومناسبة لممارستها وتطبيقها في ظل الإرادة الحقيقية لجميع الأطراف رغم وجود اختلافات متباينة في الآراء بينها، مما يؤكد من جديد العلاقة المهمة بين المدرسة والمجتمع المحيط وطرق التفاعل الذي يجب أن يتم بينهما من أجل إنجاح أي مشروع للتربية على حقوق الإنسان.
Taoufik Erraoui

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق